يديعوت احرونوت: حضور للمستوطنين في واشنطن

يديعوت احرونوت 21-1-2025، اليشع بن كيمون: حضور للمستوطنين في واشنطن
نظرة الى الشخصيات التي خرجت من خلف الخط الأخضر الى واشنطن للمشاركة في تنصيب الرئيس دونالد ترامب تظهر جبال التوقعات التي يعلقها المستوطنون بالإدارة الجديدة. رؤساء المستوطنين، وبينهم رئيس مجلس “يشع” إسرائيل غانتس ورئيس مجلس السامرة يوسي داغان وصلوا الى الولايات المتحدة بجولة محادثات مع المسؤولين الأمريكيين.
أناس الاستيطان سينقلون الى الرئيس الوافد كتابا وقع عليه الاف من سكان المناطق يهنئونه فيه بتسلمه المنصب. الى جانب التطلعات يدخل المستوطنون الى ولاية ترامب بعيون مفتوحة وهم يفهمون بان ليس كل تطلع لهم سيتحقق. ولا يزال، هام لهم الإشارة الى نتنياهو بانهم يطالبون بان يكونوا جزءاً من كل بحث وقرار بشأنهم. “انته الأيام التي يتحدثون عنا بدوننا. نحن سنكون جزء من القرارات عن يهودا والسامرة ولن يقرروا نيابة عنا. يتعين على نتنياهو أن يعرف هذا”، يقول مسؤول كبير في مجلس “يشع”.
وحتى قبل تحليل توقعات المستوطنين من الإدارة الامريكية الوافدة من المهم أن نفهم الوضع في يهودا والسامرة. من ناحية أمنية، قيادة المنطقة الوسطى والحكومة تنفذان اعمالا هجومية لم تتم هنا قبل الحرب، وبينها احباط مخربين من الجو، استخدام وحدات خاصة واعتقالات على نطاق واسع. منذ بداية الحرب اعتقل في الضفة نحو 5 الاف مخرب (وفي بعض من الحالات حرر معتقلون خفيفون عقب نقص في أماكن الحبس)، ورؤساء الاستيطان يدعون بانه يجب تعميق وتعظيم الاعمال ضد الإرهاب في مخيمات اللاجئين.
في كل ما يتعلق بالبناء، التغيير ملموس منذ الان. الوزير سموتريتش اخذ لنفسه صلاحيات ذات مغزى تتعلق بالبناء خلف الخط الأخضر. هذا الأسبوع فقط كشفت “يديعوت احرونوت” النقاب عن أن إقرارات البناء انتقلت الى صيغة أسبوعية والتوقع هو ان يتم العمل هذه السنة على نحو 10 الاف وحدة سكن. إضافة الى ذلك فان مشروع المزارع ينال الزخم وبمعونته ينجح المستوطنون بالاستيلاء على مجالات واسعة في مناطق ج. كما أن “بؤر الاستيطان الفتي” توجد في مراحل تسوية متقدمة. بالتوازي، فان رؤساء المجالس يأملون بان خطط البناء “التي علقت” بسبب إدارة بايدن ستتقدم بمعونة الإدارة الجديدة. ان حقيقة أنه في طاقم ترامب توجد شخصيات على اتصال مباشر مع كبار رجالات الاستيطان بل ان بعضهم زار المنطقة هامة في كل ما يتعلق بالدفع قدما بخطط البناء.
في الاستيطان قلقون جدا من العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على مستوطنين في التلال وفي المزارع، وفي مجلس “يشع” توجهوا منذ الان في هذا الشأن الى نتنياهو الذي وعد بتشكل طاقم من الوزارات لمعالجة الظاهرة. تخوف المستوطنون من اتساع الظاهرة الى منظمات وشخصيات عامة تعمل من اجل توسيع البناء في المستوطنات. يتطلع المستوطنون الى تغيرين أساسيين في الموضوع: وقف الاستخدام للعقوبات فورا وإلغاء العقوبات التي سبق ان فرضت.
يطبع سموتريتش اقرارات البناء وعمليا شل تماما تقريبا المستوى السياسي فيما يتعلق بها. رؤساء المستوطنين يتطلعون لتلقي تراخيص البناء دون “كوابح” من الادارة سواء في المناطق التي تقام فيها وحدات السكن ام بالنسبة للكمية، وهم يستثمرون في العلاقات مع شخصيات أساسية في الإدارة لتحقيق أفكارهم. غير ان سموتريتش ورؤساء المستوطنين يقرون البناء في الأماكن التي تمنع تواصلا إقليميا فلسطينيا، وكنتيجة لذلك يجعلون من الصعب إقامة دولة فلسطينية. رؤساء “يشع” يعملون على تطبيع الوضع الذي يكونون فيه جزء من عملية اتخاذ القرارات في موضوع السيادة. ومع ذلك يفهمون بان هذه عملية مركبة جدا تحتاج اسنادا سياسيا واسعا. رؤساء الاستيطان اكتووا بـ “صفقة القرن” التي عمل عليها ترامب في ولايته السابقة. أجزاء واسعة من اليمين وقفت ضد الخط التي ستؤدي بزعمهم الى إقامة دولة فلسطينية. صحيح ان بعضهم أراد الإعلان عن السيادة في أجزاء من المناطق لكنهم ادعوا ان من الأهم إقامة دولة فلسطينية. هذه المرة يصل المستوطنون مع خطة سيادة متبلورة ومع تطلع لان يكونوا جزءا لا يتجزأ من كل خطوة في الموضوع.