يديعوت احرونوت: حان الوقت لانهاء هذه الحرب
يديعوت احرونوت 28/4/2024، شمعون شيفر: حان الوقت لانهاء هذه الحرب
1 – الحرب في غزة وصلت الى نقطة نهايتها. لا يوجد أي تعليل منطقي يبرر السحب فوق رؤوسنا والتي جعلتنا منبوذين في نظر الاسرة الدولية.
بعد اكثر من 200 يوم من القتال يعدنا نتنياهو وغانتس بان المعركة في رفح ستهزم حماس. لا يوجد احتمال. باختصار الان علينا أن ندفع الثمن المطلوب منا ونستعيد اعزائنا المخطوفين والمخطوفات. بكل ثمن. وهكذا، ننهي هذه الحرب – التي لم نشهد لها مثيل يوم قيام الدولة. ولم نقل بعد شيئا عن نحو 100 الف إسرائيلي اصبحوا لاجئين في بلادهم.
يصعب عليّ أن اجد الكلمات، وبالتالي أقول فقط: كفى. نحن الشعب، وحانت اللحظة التي نغير فيها هذه الحكومة السيئة التي يقف على رأسها بنيامين نتنياهو – والذي برفضه اخذ المسؤولية عن دوره في كارثة 7 أكتوبر يواصل التدهور بنا الى الهوة.
2 – بعد عشرات السنين من التغطية الإعلامية لساحتنا السياسية، اسأل أحيانا نفسي كيف وصلنا الى وضع امتلأت فيه الكنيست بجملة من المخلوقات الفضائية. عميحاي شيكلي مثلا. هذا الرجل، الذي يحمل لقب وزير الشتات، قال انه لو كان مواطنا أمريكيا لانتخب دونالد ترامب. أنا، من الجهة الأخرى، ما كنت لانتخب شيكلي حتى للجنة الصف. “الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن لا تبث عظمة، والامر يمس بإسرائيل”، ادعى شيكلي – في الأسبوع الذي وقع فيه بايدن على مساعدة بمقدار 14 مليار دولار لإسرائيل.
3 – المؤرخ هوارد زين اقترح علينا في كتاب سميك “تاريخ شعبي للولايات المتحدة” نظرة مختلفة عما هو دارج في أوساط كتاب التاريخ عن أمريكا، بشكل متطرف. عمليا، هو يتهم أصحاب القرار في بلاده بإدارة العلاقات الدولية بشكل عدواني، ويقترح علينا دروسا أخرى يجدر بها الاستماع اليها: “أمريكا أصبحت قوة عظمى عدوانية تتطلع الى التوسع على حساب أراضي الاخرين وبالتالي تسيطر على حياتهم وتجد مبررات مختلفة لسلوكها”. لاولئك منا ممن يتبنون فكرة “كلها لي” يجدر بهم أن يستوعبوا ما من شأنه ان يحصل اذا لم نتخلى عن هذا الموقف.
4 – سلمان رشدي، الكاتب البريطاني من أصل هندي، الذي أمر زعيم ايران السابق الخميني بقتله في اعقاب نشر كتابه: “آيات الشيطان”، نشر مؤخرا كتابات تصدى فيه لمحاولة الاغتيال التي مر بها بعنوان “سكين: أفكار بعد محاولة الاغتيال”. في مقابلة مع رشدي، نشرت مؤخرا في الولايات المتحدة، قال جملة في نظري تلخص أيضا ما نعيشه نحن في ساحتنا السياسية. “انعدام الخجل”، قال رشدي، “هذا هو السلاح الأهم في عصرنا”. دقيق.
عندنا، كل كشف عن سلوك أبناء عائلة نتنياهو يصبح مصدر مواجهة في الشبكات الاجتماعية، ويؤدي الى نفي جارف وتوجيه اتهامات كاذبة مضادة. باختصار: بدون خجل. وهذا رهيب.
5 – في السبت إياه، 7 أكتوبر، تذكرت اسحق رابين، رحمه الله، الذي قتل فقط لانه فكر بان طرفنا ملزم بان يصل الى تسوية مع الفلسطينيين دون التنازل عن حقنا في الدفاع عن أنفسنا. يغئال عمير، الذي قتل رابين، انتصر نصرا عظيما. دمر الفرصة، حتى وان كانت الأصغر لتسوية مع جيراننا.
قصيدة وولت وايتمان عن القائد ابراهام لينكولن الذي قتل بعد الحرب الاهلية، تبنوها عندما بعد قتل رابين. “الويل يا قلبي، قلبي، قلبي، بقعة دم، حين وقع قبطاني ميتا”. ولهذا ينبغي أن يضاف القول المعروف جدا لويتمان والهام لنا الان: عارض جدا، اطع قليلا: “فالطاعة العمياء هي استعباد مطلق”.
ونحن، مسموح لنا أن نفكر كيف كان يمكن ان نكون لو لم يقتل رابين فقط لانه أراد ان يكون لنا الخير.
