ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ثلاثة أسئلة، أحدها ايران

يديعوت احرونوت 11/10/2024، ناحوم برنياع: ثلاثة أسئلة، أحدها ايران

حرب يوم الغفران لنتنياهو وغالنت انتهت بانتصار تكتيكي لنتنياهو: غالنت لم يسافر الى واشنطن، كما لم يسافر مدير عام وزارة الدفاع ايال زمير، رئيس هيئة سلاح الجو عومر تشلر ورئيس القسم السياسي الأمني درور شالوم الذين كانوا يفترض أن ينضموا اليه. 

نتنياهو حيدهم بسلاح الجدول الزمني: لن سافروا، ما كان يمكنهم ان يعودوا الا ما بعد يوم الغفران، وربما، من يدري، كان نتنياهو سيقف وحيدا، هو ورئيس الأركان لصورة تاريخية امام الشاشة حين يبلغ طيارون بان المهمة اكتملت حتى النهاية. في الحروب على الحظوة نتنياهو هو الأفضل. 

هجوم على ايران سيكون قريبا. معظم التفاصيل اتفق عليها، باستثناء الحظوة، الشقاق بين الاثنين يتعلق بموضوع آخر، لا يقل حساسية: من في حكومة إسرائيل يحمل الحقيبة الامريكية. إدارة بايدن تفضل يوآف غالنت. فتغذية وزراء دفاع هي جزء دائم في مداولات الإدارات الامريكية مع حكومات إسرائيل. لإسرائيل توجد طلبات كثيرة من أمريكا، ومعظمها في المجال الذي هو من مسؤولية وزير الدفاع، الذخيرة، السلاح، الدفاع الجوي، التنسيق والمساعدة الاستراتيجية. في كل هذه هو وجهاز الامن كله متعلقون بالنية الطيبة لامريكا. ناهيك عن أنه توجد لهم مشكلة أساسية مع رئيس الوزراء الحالي: فهم لا يصدقونه ولا يثقون به. من جهة يشتبهون به كالمجرم الأسوأ، من ناحيتهم: مساعدة ترامب في حملة الانتخابات. 

يصر نتنياهو على الاحتفاظ بالحقيبة الامريكية في يديه. في نظري، هذا الإصرار محق تماما: هو رئيس الوزراء، وهذه حقيبة يفترض أن تكون له. المشكلة تكمن في الطريقة التي يدير فيها هذه الحقيبة. هو ورسوله الى الإدارة رون ديرمر يحرقان النادي. 

لا يوجد موضوع ليس لديه في هذه اللحظة ازمة في العلاقات بين نتنياهو والإدارة. لبنان، غزة، المخطوفين، ايران، كلها معا. الإدارة تشتبه بنتنياهو بانه يخلق عن قصد أجواء ازمة كي يساعد ترامب. المكالمة الهاتفية بينه وبين بايدن كان يمكنه أن يرتبها من خلال حديث مسبق لديرمر مع مستشار الامن القومي جيك ساليبان. اما نتنياهو ففضل أن يخلق أزمة ويغصب بايدن على رفع الهاتف. 

من فوق الصورة غير اللطيفة هذه تحوم بكل ثقلها مسألة ايران. ما الذي يسعى نتنياهو لان يحققه في ايران. هل إسرائيل قادرة على أن تدمير منشآت النووي الإيرانية وحدها؟ هل هي قادرة على أن تقف وحيدة في حرب صواريخ مع ايران؟ على فرض أن الجواب على هذين السؤالين سلبي، يبقى السؤال الثالث: هل هو يحاول جر الإدارة الامريكية لحرب لا تريدها مع ايران؟ 

الاشتباه هو أن نتنياهو سيختار عن وعي عملية عسكرية تورط إسرائيل وعندها لن يكون امام الإدارة غير الدخول الى حرب مع ايران، في توقيت فتاك. هو سيتصرف مثل الحريديم الذين تجاهلوا كل التحذيرات وسافروا الى أومان، وعندها قالوا: تورطنا، الان واجبكم ان تفعلوا كل شيء كي تنقذونا. 

في واشنطن يسمعون خطابات نتنياهو بالانجليزية ويلتقتون النبرة المسيحانية، الاستفزازية. “لا توجد الا قوة واحدة في العالم تقاتل ايران”، قال أول امس لمؤتمر الرؤساء. “هذه القوة هي إسرائيل. اذا لم نقاتل، سنموت. لكن هذه ليست حربنا فقط – هذه حرب العالم الحر، العالم المتحضر”. 

العالم المتحضر؟ من اين هذا التبجح؟ كنت سأسر جدا لو كنا ننجح في اقناع الشعب الإيراني ان يبدل النظام او على سبيل البديل لو كنا نجد سبيلا لتصفية العدوان الإيراني. فحروب العالم المتحضر من الأفضل ابقاؤها للاخرين، لكهنة التفوق الأبيض في أمريكا، لرؤساء الأحزاب الفاشية في أوروبا. هم الذين سيرتبون لنا عالما متحضرا بلا سود، بلا ملونين وبلا يهود. هم جيدون في هذا. 

ان الحرب من أجل الحضارة من الأفضل بدأها من البيت، من استعراضات تالي غوتليف، دودي إمسلم، شلومو كرعي، من تعابير الكراهية التي لبن غفير وسون هار ميلخ والابن من ميامي، من اقصاء النساء من الفشل المتواصل لجهاز التعليم. فجأة قام رئيس وزراء غير متحضر ظاهرا في الصباح فقرر بانه هو العالم المتحضر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى