يديعوت احرونوت: تولي نتنياهو مهام منصبه في ظل المحاكمة فتح بوابات الجحيم على إسرائيل
يديعوت احرونوت 4/11/2024، عيناب شيف: تولي نتنياهو مهام منصبه في ظل المحاكمة فتح بوابات الجحيم على إسرائيل
الى جانب غير قليل من المشاكل التي تنشأ عن بث مقابلة واسعة مع شاهدة مركزية في محاكمة لا تزال تجري، اقوال هداسا كلاين في “همكور” كانت يفترض أن تطير السقف. كلاين، التي كانت اكثر بكثير من اليد اليمنى لارنون ميلتشن في إسرائيل (ولاحقا لجيمس باكر)، عملت بلا كلل على المحاولة الفاشلة لاشباع الشهية التي لا تكل ولا تمل لعائلة نتنياهو على الدلال والهدايا. عمليا، وهذا هو احد الأسباب التي جعلت هذا التقرير الصحفي هاما، رغم أن شهادة كلاين انتهت منذ زمن بعيد، فان الكثير من التفاصيل التي روتها لكاميرا رفيف دروكر لم تندرج على الاطلاق في لائحة الاتهام. ما وصل الى عتبة هيئة القضاة لم يكن الصورة الكاملة ولا حتى نصفها.
لكن السقف يجلس مرتاحا في مكانه. فهو ينجو من الكارثة الأكبر في تاريخ الدولة والمذبحة الافظع لليهود منذ المحرقة. السقف ينجو من الـ 101 مخطوفا ومخطوفة يذوون في انفاق غزة. ينجو من المقاتلين الذين يسقطون في المعركة والمواطنين والمواطنات الذين يقتلون بالصواريخ، وهو ينجو من تطبيع الحرب الاهلية لاعتبارات تافهة، معروفة أيضا كمسرحية عبث “بانتظار الرد”. وبالتالي قصص أخرى من قضية بدأت عند النسخ ومن المتوقع لها أن تنتهي عندما يواصل أبناء احفاد رجال الاحتياط ينتظرون المساواة في العبء. عاصفة في كأس شمبانيا من النوع الذي تأخذه زوجة رئيس الوزراء في مشربيتها الى بيتها، حسب كلاين.
وعليه، بالمناسبة، فان من ينبغي لهم ان يكونوا في حرج على نحو خاص، هم ليسوا فقط عائلة نتنياهو (التي على أي حال قوية في الحرج مثلما هي تتميز بالسخاء والعطف) بل جهاز الانفاذ والمحكمة. ملف الهدايا، حيث لا يكاد يكون خلاف حول الحقائق بل حول التفسير القانوني لها، هو حدث لامع بقدر ما هي وقاحته وجسارته الظاهرة والتي مجرد استمراره نحو 500 سنة هو فشل وقصور بمقياس تاريخي. من تحقيق الشرطة عبر النيابة العامة للدولة والمستشار القانوني للحكومة في حينه وحتى السلوك الغريب لهيئة القضاة في محكمة الالاف (الذي سمي هكذا على اسم الاف السنين التي سيستغرق انهاؤه): لا يطاق انه منذ سبع سنوات وهم يحاولون ان يحسموا اذا كان ملياردير صاحب مصالح، يفتح خط توريد لا ينتهي من الهدايا لرئيس الوزراء وعائلته، هو حدث جنائي او لا.
وبالاساس شهادة كلاين يجب أن تثير اعتراضا قاطعا على نية رئيس الوزراء (التي من المتوقع أن تصبح طلبا رسميا) تأجيل بدء شهادته بعد شهر. هكذا على أي حال الوضع الذي يتيحه القانون، لرئيس وزراء يواصل تولي منصبه في ظل المحاكمة، فتح أبواب الجحيم على إسرائيل، افسد ودمر مؤسساتها، شق بشكل لا مرد له الجمهور وخلق تدهورا وصل حتى شفا حرب أهلية. بالطبع التآكل في مكانة إسرائيل، لدرجة حرب في سبع جبهات في ظل ازمة داخلية عميقة وصادمة هو نتيجة مباشرة لدولة تمزقت على خلفية سلوك سياسي ساحق، تحقيقات اهمالية ومحاكمة لا تنتهي.
شهادة نتنياهو هي حدث أساس في القدرة على تسريع المحاكمة نحو الاستنفاد (مثلا في صفقة قضائية او حتى عفو، خيار على الوطنيين الحقيقيين ان يفكروا به، وبالفعل الناس يموتون)، وبقوتها أن تدفع قدما بتحرير إسرائيل من عبء يهدد بتقويضها بقدر لا يقل عن الصوايخ والمُسيرات. وعليه، مع كل الاحترام لحاجة نتنياهو للاستعداد (قلت انه لن تكون مشكلة، إذن لا توجد مشكلة) او الاحتماء (حقا؟)، مسموح الامل في أن يكون القضاة، على الأقل ان يفهموا بان انهاء المحاكمة لا يمكنها أن تنتظر نهاية الحرب: نهاية المحاكمة هي نهاية الحرب.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook