يديعوت احرونوت: تهرب نتنياهو من المسؤولية

يديعوت احرونوت 19/12/2024، آفي يسسخروف: تهرب نتنياهو من المسؤولية
يحتمل أن يكون ممكنا البدء بالحديث عن تفاؤل ما بالنسبة للتقدم في المحادثات على صفقة لتحرير مخطوفين. صحيح انه لا تزال هناك فجوات بين حماس وإسرائيل في جملة مسائل، لكنها حسب تقارير مختلفة تقلصت. في كل حال، مصادر في حماس تغمر وسائل الاعلام بتقارير متفائلة نسبيا ربما لاجل تشديد الضغط على إسرائيل للمرونة، مقابل مصادر إسرائيلية تبدو اكثر حذرا.
كما ان زيارات رئيس السي.اي.ايه وليم بيرنز الى المنطقة، والولاية القريبة من الانتهاء للرئيس جو بايدن زادت الإحساس في إسرائيل وفي غزة باننا هذه المرة اقرب الى الصفقة من أي وقت مضى. غير أنه كما اسلفنا نحن لسنا بعد في خط النهاية للمحادثات. كما ان الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة يتواصل على ان ان يساعد في تحرير مخطوفين او يضرب اكثر فأكثر في بنية حماس في غزة وقادتها.
من بين مسؤولي حماس الذين خططوا وقادوا 7 أكتوبر تبقى اثنان فقط على قيد الحياة – محمد السنوار، شقيق يحيى وكذا عز الدين الحداد قائد لواء غزة في الذراع العسكري. كل الاخرين صفوا. البنية التحتية العسكرية للمنظمة تلقت ضربة قاسية، غير مسبوقة بكل مقياس. الضرر الذي لحق بحماس هائل – جماهيريا، سياسيا وعسكريا. الإنجاز العسكري في القطاع ليس كاملا بالطبع طالما كان المخطوفون لا يزالون هناك.
الإنجاز العسكري وجد تعبيره بقوة اكبر في لبنان في الأشهر الأخيرة. فقد ضرب حزب الله صدمة على الركبة، بخطوات ستعلم ذات يوم في المدارس العسكرية في ارجاء العالم. الجيش الإسرائيلي إياه، بما في ذلك شعبة الاستخبارات التي كان لها نصيب كبير جدا في اخفاق 7 أكتوبر، هو الذي ينبغي له أن يلقى الحظوة على الإنجازات الهائلة في الجبهة اللبنانية. وهكذا أيضا الشباك، الذي كان له دور كبير في الفشل الاستخباري في غازة. فقد نجح الجهاز في ترميم بنيته الاستخبارية في القطاع ليضرب مرتكزات حماس المرة تلو الأخرى، بما في ذلك محمد ضيف وسلسلة طويلة من كبار المسؤولين.
تحركت إنجازات الشباك الى الشمال أيضا لتحقيق نجاح ذاع صيته في احباط مسؤولي حماس والجهاد في لبنان، بمن فيهم صالح العاروري. نجاحات جهاز الامن في الفترة الأخيرة هي كما أسلفنا كبيرة بكل مقياس، ومؤشرات أخرى عنها يمكن أن نراه الان في الاعمال المتجددة لأجهزة الامن الفلسطينية التي عادت لتعمل في المناطق التي كانت بالنسبة لها خارج المجال – مثل مخيم جنين للاجئين (بما في ذلك تصفية مطلوب من الجهاد الإسلامي وكشف وسائل قتالية) وطولكرم. في الوقت الذي تفعل فيه حكومة إسرائيل كل شيء ممكن لاضعاف السلطة الفلسطينية، في الجيش وفي الشباك يفهمون أهمية سلطة تؤدي مهامها. والى هذا بالطبع ينبغي أن تضاف نجاحات الموساد في كل ما يتعلق بالساحة الشمالية على الأقل.
بشكل غير مفاجيء، ثمة من ينسب النجاحات العسكرية لشخص واحد فقط – بنيامين نتنياهو. الفشل ليس فشله لكن النجاح نجاحه هو فقط. نتنياهو ورجاله كالمعتاد يعلموننا درسا في الزعامة وفي اخذ المسؤولية: النجاحات فقط ترتبط به اما كل باقي الأمور فهذه من مسؤولية رئيس الأركان هرتسي هليفي او رئيس الشباك رونين بار او بالطبع المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا.
ولو لم يكن هذا محزنا لكان ممكنا أن يكون مضحكا. الشخص نفسه الذي على مدى السنين منع وأوقف تصفية قيادة حماس، رغم مناشدات جهاز الامن. الشخص نفسه الذي أصر على أن يحول 360 مليون دولار في السنة الى غزة نقدا، رغم أنه كان واضحا بان المال يصل الى الذراع العسكري لحماس هو الان من يحاول أن يدعي عبر وكلائه بانه غير مسؤول عن اخفاق 7 أكتوبر، لكنه مسؤول عنه النجاحات العسكرية والاستخبارية التي حصلت منذئذ.
ان سياسة “تعزيز حماس واضعاف السلطة” نجحت لنتنياهو في نهاية الامر الى اكثر مما كان متوقعا. من هنا أيضا هروبه في كل طريق ممكن من خيار إقامة لجنة تحقيق رسمية لفحص ملابسات 7 أكتوبر. رئيس الحكومة لم يوجه ولم يأمر بتصفية حماس أو بمنع تعزيز قوته، كما أنه لم يأمر بالامتناع عن احتواء اعمالها العنيفة على الجدار. بل العكس. قاد هذه السياسة. الظاهرة المذهلة المتمثلة بالتهرب من المسؤولية استثنائية على المستوى العالمي أيضا. رئيس حكومة على مدى اكثر من 13 سنة، في عهده تصمم مفهوم الامن بالنسبة لغزة، يدعي بانه لم يعرف، لم يرَ ولم يسمع شيئا. في نهاية الامر معظم الجمهور في إسرائيل يعرف الحقيقة القاسية: هو الرئيس، هو المسؤول ومثل ليفي وبار ينبغي له أيضا أن يخلي مكانه.