يديعوت احرونوت: تهديد سوري برعاية ترامب

يديعوت احرونوت 29/5/2025، مايكل اورين: تهديد سوري برعاية ترامب
قرار الرئيس ترامب رفع العقوبات الامريكية عن سوريا والاعتراف بنظام احمد حسين الشرع (أبو محمد الجولاني) يضع امام إسرائيل تحديات جدية للمدى القصير والبعيد أيضا. في المدى القصير، هذا يعني أن واشنطن تؤيد حاكما يهدد حلفاءنا، الدروز. في المدى البعيد، وبشكل اكثر خطورة بكثير، عناق أمريكا لدمشق من شأنه أن ينشيء ضغطا على إسرائيل للتنازل عن هضبة الجولان.
الجولان يوجد في أيدينا منذ قرابة 60 سنة. مناحم بيغن ضمه في العام 1981 والرئيس ترامب اعترف بالسيادة الإسرائيلية عليه في العام 2019. الجولان هو جزء لا يتجزأ من بلاد إسرائيل، غني بمواقع يهودية تاريخية، بما في ذلك ثلث اجمالي الكنس القديمة التي انكشفت حتى الان. رغم كل هذا، حتى اليوم يعيش فيه اكثر بقليل من 25 الف مواطن إسرائيلي. فشل حكومات إسرائيل في ان تزيد بشكل واضح هذا العدد – وجعل الجولان حقا جزء لا يتجزأ من إسرائيل – أدى الى محاولات متكررة بالضغط على إسرائيل بالتنازل عن الجولان مقابل السلام مع سوريا.
هذا الخطر زال بعد اذار 2011 مع نشوب الحرب الاهلية في سوريا. التهديد بان تنتقل هذه المواجهة الى إسرائيل، الأردن والخليج أوضح بان الجولان يجب أن يبقى بيد إسرائيل. لقد كانت هذه هي النقطة التي شددت عليها في مباحثاتي في البيت الأبيض وفي جهودي – الناجحة في نهاية الامر – لتحقيق اعتراف امريكي بسيادتنا.
لكن عندها أيضا عرفت بانه في موعد ما ستنتهي الحرب الاهلية والضغط على إسرائيل بالتنازل عن الجولان سيستأنف. لهذا الغرض، في الكنيست اقمت مجموعة ضغط لتنمية الجولان. وكان هدفها الارتفاع الى مستوى 10 الاف إسرائيلي كل سنة على مدى عشر سنين. وتوفير البنى التحتية، المواصلات وأماكن العمل لهم.
لشدة الأسف لم تلقى المبادرة اكثر من ضريبة كلامية من الحكومة. رئيس الوزراء نتنياهو اعلن بالفعل عن إقامة رمات ترامب في 2019، لكن بعد ست سنوات من ذلك بقي عدد سكانها قليل. رئيس الوزراء بينيت تعهد بان يضاعف عدد سكان الجولان بأربعة اضعاف في عهده، لكن حكومته لم تصمد ما يكفي من الوقت كي تنفذ الوعد. اليوم يتحدث الرئيس ترامب عن تجنيد سوريا لاتفاق إبراهيم. هذا بالتأكيد سيكون تطورا مباركا، لكن من شبه المؤكد انه سيكون له ثمن.
نحن نعرف من التاريخ، ابتداء من المستوطنات الصهيونية التي أقيمت في النقب قبل قرار التقسيم للأمم المتحدة بان الأماكن التي يسكنها اسرائيليون ستبقى جزء من إسرائيل. لا يمكن أن نعرف اليوم اذا كانت سوريا ستقع مجددا في الفوضى أم اذا كان الشرع سيصمد ويسعى لصنع السلام. مهما يكن من أمر، فان إسرائيل ملزمة بان تعمل الان بشكل قاطع: في ظل النظر في السيناريوهات المختلفة لليوم التالي في غزة، علينا أن ننفذ الخطوة المسؤولة الوحيدة لجعل هضبة الجولان كلها لنا الى الابد.