يديعوت احرونوت: تصفية حسن نصر الله هي الوسيلة للوصول الى وقف نار
يديعوت احرونوت 26/9/2024، آفي يسسخروف: تصفية حسن نصر الله هي الوسيلة للوصول الى وقف نار
تتراوح الإمكانيات التي تقف أمامها إسرائيل في الواقع الحالي في حدود الشمال، مثل الوضع في قطاع غزة، بين السيء والاسوأ. فلا بدائل أو حلول جيدة لمشكلة نشأت بعد لحظة من 7 أكتوبر، عندما قرر أمين عام حزب الله حسن نصرالله تثبيت ارتباط واضح ومباشر بين وضع إسرائيل مع حماس وبين قتال منظمته لإسرائيل.
لا يوجد في هذه اللحظة طريق واقعي لقطع هذا الارتباط. فضرب إسرائيل بالاف نشطاء حزب الله بواسطة أجهزة البيجر المفخخة، كما زعم في وسائل الاعلام الدولية والغربية، قصف مخازن السلاح وغيرها، تصفية القيادة العليا لحزب الله وقوة الرضوان، كل هذه من غير المتوقع أن تؤدي بنصرالله لان يغير قراره او نمط عمله، مصلحته ستكون الان ان يثبت بقاء، ولا يهم ماذا سيكون الثمن، ولهذا فهو يعمد في الاجمال لان يطلق بين الحين والآخر صواريخ نحو اهداف في إسرائيل او بكلمات أخرى، استنزافنا. نصرالله لا يمكنه أن يتخذ صورة من استسلم لليهود او لضغط عسكري ولهذا فهو يوضح بانه سيواصل العمل طالما لا يوجد وقف نار مع غزة.
قرار نصرالله هذا لا ينبع من مصلحة امنية او سياسية للبنان او حتى لحزب الله، ولا حتى لإيران. لقد سعى نصرالله لان يتخذ صورة الدرع للفلسطينيين وليس فقط الدرع للبنان. فلعله حسد يحيى السنوار على نجاحه في اثارة حماسة الجماهير وسعى لان يتخذ صورة من يدعمه حتى لو جاء الامر من بعيد وبشكل متردد قليلا، في البداية على الأقل. وقد بدأ هذا باطلاق مضادات الدروع نحو بلدات الشمال وعندها نجاحه هناك – أي اخلاء منطقة الحدود وخلق “شريط امني” إسرائيلي، مما خلق لديه شهية زائدة وملموسة في أنه محصن من الإصابة. فصعد خطواته العسكرية انطلاقا من التفكير بان إسرائيل ضعيفة للغاية الى أن قررت إسرائيل تحطيم قواعد اللعب والاثبات له كم أخطأ في فهم ما يجري، تماما مثلما فعل في 2006.
ولا يزال، فان استمرار الاعمال العسكرية الإسرائيلية، بهذه القوة أو تلك، لن تؤدي الى تغيير قرار نصرالله. ولا حتى تشديد القصف او كبديل اعمال برية إسرائيلية. وحتى احتلال أجزاء من لبنان حتى الليطاني ودفع رجال حزب الله الى ما وراء النهر لن يؤدي الى وقف نار مطلق وحزب الله سيواصل اطلاق النار نحو إسرائيل من منصات تقع عميقا داخل الأراضي اللبنانية. الطريق الوحيد الذي قد يغير الوضع الحالي، سيكون المس بالرجل نفسه، بامين عام حزب الله منذ 1992 (32 سنة) الرجل كلي القدرة في المنظمة والذي يحظى بمكانة النجم الأعلى بين الشيعة ولبنان وبين الشيعة في العالم.
ان ربط نصرالله التوجه الى وقف نار في هذه المرحلة ينبع أساسا من اعتبارات شخصية تتعلق بالمكانة والاعتبار الذي له في العالم العربي الإسلامي، أي الشرق. يحتمل أن تشق ازالته الطريق بالذات لتسوية سريعة نسبيا. غير أن هنا أيضا ينبغي أن تقال الحقيقة: لا يوجد هنا حل سحري. فخليفة نصرالله المرشح، هاشم صفي الدين (60 سنة ابن خاله) من شأنه ان يتبين كأكثر تطرفا حتى من نصرالله. مثلما حصل في حزب الله بعد أن صفت إسرائيل في 1992 عباس موسوي. صفي الدين، يسعى بداية لان يثبت بانه مصمم وكفاحي بقدر لا يقل عن نصرالله ولا يزال لن تكون له المكانة ذاتها لمكانة الأخير فهو سيكون مرتبطا اقل بالتعهدات تجاه الفلسطينيين.
ليس مؤكدا على الاطلاق بان لإسرائيل القدرة على المس بنصرالله. لكن المس به يمكنه أن يغير المعادلة، ان يهز المنطقة. من شأن هذا ان يؤدي بحزب الله ان يطلق صواريخ مكثفة اكثر نحو المركز في المدى الزمني المنظور، لكنه سيجبر قيادة المنظمة المتبقية ومعها القيادة الإيرانية لان يعيدوا احتساب المسار. فالارتباط بقطاع غزة وحماس السُنية لا يخدم بالضرورة مصالح الشيعة بصفتهم هذه وبالتأكيد لا يخدم ايران الآخذة بالاقتراب من قنبلة نووية وحرب إقليمية لن تساعدها في ذلك.
في هذه الاثناء في الجنوب تقترب دولة إسرائيل من احياء يوم السنة لـ 7 أكتوبر. الحرب تراوح على الأقل في هذه المرحلة في مكانها ويحتمل ان تكون مطلوبة خطوات متطرفة اكثر لاجل التجسيد للفلسطينيين ولحماس بخاصة حجم الضربة التي تلقوها. لا ينبغي استبعاد إمكانية أن يخرج الجيش الإسرائيلي الى حملة واسعة لمناطق مختلفة في قطاع غزة، لخلق معادلة على نمط “وثيقة الجنرالات” أي دفع السكان الى هروب واسع من كل المنطقة شمالي وادي غزة، بما في ذلك المدينة باتجاه الجنوب وبذلك افراغ ارض واسعة ومأهولة بالسكان في القطاع. من شأن هذه ان تكون ضربة قاضية لحماس التي على أي حال ستواصل التمترس في جنوب القطاع والادعاء بانها انتصرت، بينما هزيمتها ستكون واضحة وقاسية حيث تصدح في كل ارجاء الشرق الأوسط.