ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ترامب يهيىء التربة لتحولات جذرية في النظرة الامريكية الى إسرائيل

يديعوت احرونوت 26/11/2025، آفي كالو: ترامب يهيىء التربة لتحولات جذرية في النظرة الامريكية الى إسرائيل

في لحظة ما يعيد التاريخ كتابة نفسه. فزيارة محمد بن سلمان الى البيت الأبيض اختتمت بالهتافات مع اعلان الرئيس ترامب عن بيع اسراب من طائرات اف – 35، دبابات متطورة وسلسلة منجزات امنية أخرى للرياض، بما فيها حلف دفاع وتوقع لاتفاق نووي مدني.

في اكثر الاحلام السعودية وردية، فانه حتى ربع الهدايا التي اغدقها على المملكة الرئيس الأمريكي كان مثابة انجاز دراماتيكي. واضح منذ الان بان بيع سلاح محطم للتوازن من هذا النوع، قبل التطبيع، يحطم السد الأمريكي لتآكل التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي لأول مرة منذ تبني القانون في الموضوع في العام 2008.

على مدى السنين امتنعت إدارات أمريكية عن اتخاذ خطوات من طرف واحد في سلسلة مسائل جوهرية حرجة لامن إسرائيل: حفظ حرية عمل الجيش الإسرائيلي، استخدام الفيتوا على خطوات مناهضة لإسرائيل في مجلس الامن، امتناع عن التقدم من فوق رأس إسرائيل في الموضوع الفلسطيني، تنسيق توقعات في موضوع النووي الإيراني (حتى وان كانت سمعت بعض الاحتكاكات هنا وهناك)، تعزيز اتفاقات إبراهيم، مسألة التفوق النوعي وغيرها وغيرها. وها هو، في عهد ترامب، تأخذ الاثقال على إسرائيل في التراكم: محبة للدكتاتوريين أمثال اردوغان، بوتين والاسرة المالكة السعودية؛ كيمياء مقلقة مع حاكم سوريا من أصول داعش؛ دفع محور دول الاخوان المسلمين (تركيا وقطر) الى مركز الساحة الشرق أوسطية وتدويل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

عمليا، غير قليل من الابقار المقدسة في العلاقات الإسرائيلية – الامريكية آخذة بالذبح: المس بالتفوق النوعي، فرض جمارك دائمة، الغاء تأشيرات لقطاع التكنولوجيا العليا، “وعد بلفور” فلسطيني وغيره.

كلنا مدينون بدين شرف للرئيس ترامب على إعادة المخطوفين الى البلاد والهجوم على ايران، لكن في هذا لا يتلخص الامر. فلم تمر بعد سنة على ترسيمه رئيسا وبات ممكنا القول ان الرئيس يقوض الاساسات الحديدية “للعلاقات الخاصة” بين إسرائيل والولايات المتحدة كجزء من فكره لتقويض أنماط السلوك، التفاهمات والاتفاقات بعيدة السنين. وبالفعل، سبق أن كان رؤساء ليسوا من محبي إسرائيل (أوباما، بوش الاب وكارتر) لكن بؤر الاحتكاك معهم كانت موضعية حتى وان كانت مبدئية، ولم تؤدي ابدا الى تحطيم مسلمات أساسية في العلاقات. ان الضرر الذي يوقعه ترامب مزدوج ومضاعف: فليس فقط المعطى الدائم في ان الولايات المتحدة تقف الى جانب إسرائيل آخذ في الاهتزاز بل كون الرئيس يعد مؤيدا واضحا لإسرائيل. بكلمات أخرى: اذا كانت حتى تحت قيادة رئيس صهيوني متحمس تتراكم اضرار استراتيجية بعيدة المدى لإسرائيل، فماذا سيكون علينا عندما يجلس في البيت الأبيض إياه رئيس ليس عاطفا متحمسا لإسرائيل (وهو سيناريو معقول في ضوء تغييرات عميقة في الولايات المتحدة). عمليا، ودون قصد، يهيىء ترامب التربة لتحولات جذرية في النظرة الامريكية الى إسرائيل في اليوم التالي، ويمنح شرعية للترويج لسياسة اقل راحة لنا في المستقبل. مقدمة لاذعة على نحو خاص لذلك  جاءت الأسبوع الماضي، مع زيارة رئيس بلدية نيويورك المنتخب ممداني الذي ادعى بان إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة. الرئيس ترامب ملأ فاه ماء ولم يعقب فما بالك ان هذه هي المرة الأولى في أي وقت مضى يقال فيها هذا القول الخطير وعديم الأساس علنا في الغرفة البيضوية.

لكن توجيه اصبع اتهام الى ما وراء البحر ليس نهاية تامة وليس فيه ما ينزع المسؤولية عن اصحاب القرار هنا. الواقع مؤلم اكثر من أي وقت مضى: في ظل الضعف السياسي والقانوني في الداخل (بمناسبة “كتاب العفو” الأمريكي للرئيس هرتسوغ، الذي ليس له أي مفعول حقيقي)، فان رئيس الوزراء نتنياهو لا يتجرأ على تحدي الرئيس ترامب – لا في الغرف المغلقة وبالتأكيد ليس على موجات الأثير.

يكفي أن نشاهد بذهول بيان التأييد من نتنياهو لقرار مجلس الامن في موضوع غزة، الذي يتضمن نوعا من وعد بلفور فلسطيني (“مسار لدولة”) كي نستوعب عمق الشلل الشامل الذي يعاني منه رئيس الوزراء في علاقاته مع الرئيس ترامب. فغياب رد فعل على سلسلة مبادرات إشكالية من البيت الأبيض يشهد اكثر من الف شاهد على أن غياب التحدي الإسرائيلي لرئيس امريكي بصفته هذه – هو ترف ليس لنا في حارتنا الأصعب في العالم القدرة على أن نسمح به لانفسنا. ينتج عن ذلك بالتالي ان الانتخابات القريبة في إسرائيل ستكون مصيرية وتصميمية. ضمن أمور أخرى، لمستقبل “العلاقات الخاصة” أيضا.  

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى