يديعوت احرونوت: بين غزة واوكرانيا

يديعوت احرونوت – آفي شيلون – 14/8/2025 بين غزة واوكرانيا
- من الصعب بلورة رأي بشأن الخطاب الحالي حول استمرار الحرب لانه يخيل أن المخفي اعظم. هكذا مثلا ليس واضحا لماذا، اذا كانت الحكومة قررت القتال والسيطرة على غزة، نجد أن بتسلئيل سموتريتش بالذات ليس راضيا ويعلن عن عدم الثقة برئيس الوزراء؟ ظاهرا، هو يقول هذا لان الحكومة لم تقرر احتلال غزة بل وقضت بانه اذا وافقت حماس في اثناء القتال على صفقة جزئية، فانها ستنفذ. لكن على مدى كل الطريق ايد سموتريتش التقدم خطوة إثر خطوة حتى الاحتلال الكامل. واذا كان كذلك – فلماذا فجأة يطالب، الان وفي الحال حسم الاحتلال؟ يحتمل أن يكون غضبه ينبع من سبب آخر: سموتريتش يفهم بان صفقة كاملة لانهاء الحرب على الطريق. ليس واضحا أيضا لماذا اعلن نتنياهو هذا الأسبوع، بخلاف كل امتناعاته السابقة عن البحث في “اليوم التالي”، لانه معني بتسليم غزة الى حكومة مدنية، أي حكومة فلسطينيين تكنوقراط وبعد ذلك لدول عربية، مثلما اقترح كثيرون عليه أن يقول منذ بداية الحرب. فالاقتراح إياه كان يمكن طرحه قبل سنة ونصف وبذلك نيل تأييد العالم للمطلب الشرعي لاستبدال حماس بجهة عربية أخرى.
في كل حال، تعزز أقواله الانطباع باننا امام صفقة واحدة تنهي الحرب، بتأخير واضح وزائد. وعليه، فان نتنياهو يسعى لان يتخذ صورة من حققها بفضل التهديد على غزة، وليس، مثلما معقول الافتراض لان الأمريكيين فهموا بانه لا سبيل آخر لانهاء الحرب الا باتفاق شامل ويفرضون هذا عليه. من جهة أخرى يحتمل أن يكون نتنياهو يواصل الخداع ويلقي لكل طرف ما يريد أن يسمعه، بدون خطة.
- واذا كانت صفقة، فان ثلاثة مباديء يجب أن تكون مطبقة فيها. حماس لا تحكم في غزة، كل المخطوفين يعودون، ولغزة يجب أن يوجد حل سياسي يعيد بنائها بمشاركة الفلسطينيين. والا فان ما هو مضمون هو ان الدمار والقتل اللذين خلفناهما في غزة هما بالضبط ما سيضمنان لنا محاولة 7 أكتوبر أخرى في المستقبل. معقول ان يكون الجيل التالي من الغزيين، اذا لم يعاد بناؤها، سيسعى ذات يوم الى الثأر، وفي اعقاب ذلك سنرغب، بشكل طبيعي، في الرد، وهكذا تتعاظم دائرة العداء الى الأجيال التالية. وعليه، فان النصر الحقيقي ليس منوطا بكم من رجال حماس سيقتلون، بلا في المستقبل السياسي لغزة.
- إشارة لما يمكن ان يحصل لغزة في المستقبل ستأتي يوم الجمعة عندما سيلتقي ترامب وبوتين للبحث في الحرب في أوكرانيا. من ناحية الأمريكيين فان الحرب في أوكرانيا وفي غزة على حد سواء هما عقبة كأداء يجب ازالتها. اذا توصل الرئيسان الى اتفاق يكون مقبولا على أوكرانيا أيضا – فان الضغط لاغلاق القصة الإسرائيلية أيضا سيزداد. مشوق بالمناسبة ان ننتبه الى انه علم مؤخرا عن حديثين لم يسرب مضمونهما بين بوتين ونتنياهو.
بينما في الحالة الأوروبية روسيا هي الجانب القوي، في حالتنا إسرائيل هي القوية. من جهة أخرى، بينما في حالتنا الجانب الضعيف، حماس، هو أيضا الجانب الشرير أخلاقيا، في حالة روسيا فان الضعفاء، الاوكرانيين بالذات هم الاخيار. غير أن الاستمرار الزائد للحرب في غزة تسبب في أن ترانا عيون الكثيرين في العالم نحن بالذات في دور روسيا. باختصار، الأمور معقدة. وما يمكن أن نتعلمه من محاولة إيجاد تسوية في أوروبا وفي غزة هو أنه لا يهم ما هي علاقات القوى والأخلاق، صور الواقع معقدة. وعليه فان الاتفاقات التي تنهي المعارك لن تتضمن فقط لا مطالب القوي والمنتصر بل وأيضا مطالب الجانب الضعيف والشرير. ولعلمنا بان التطلع الى النصر المطلق منقطع دوما عن الواقع، في كل مكان وفي كل زمان.