ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: بين النصر والهزيمة

يديعوت احرونوت 20/1/2025، آفي يسسخروف: بين النصر والهزيمة

صور المخطوفات الثلاثة وهن ينقلن الى مركبات الصليب الأحمر في قلب غزة محوطات بالاف الفلسطينيين، بينهم مئات المسلحين مع ربطات رأس خضراء تجسد نصر الروح الإنسانية: ثلاثة نساء، بطلات، ليس اقل من هذا، نجحن في النجاة على مدى فترة 471 يوما، ومعهن شعب كامل أراد جدا ان يراهن محررات وتأثر حتى الدموع ليراهن بالبيت. لكن هذه الصور تجسد أيضا حجم الهزيمة السياسية لدولة وحكومة اختارتا عن وعي تخليد حكم حماس في غزة حتى بعد 15 شهرا من الحرب. حماس بقيت على حالها. 

كان هذا الهدف الأعلى لحماس فور بدء الحرب، ورغم ان الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت بانها ستعمل على تصفيتها، إذ ان المنظمة لم تنجو عسكريا فقط – بل حكمها بقي على حاله، وهذا بقدر غير قليل بفضل حكومة إسرائيل. على مدى اشهر نتنياهو ووزراؤه رفضوا بحزم خوض نقاش معمق على إقامة بديل سلطوي لحماس وذلك رغم أنه يوجد عدد لا يحصى من محافل الامن الذين حذروا من أنه من الواجب عمل ذلك والا فان هذه الحرب ستكون عبثا، عدد لا يحصى من المحللين والخبراء حذروا لكن نتنياهو لم يرغب في ذلك. لقد فهم رئيس الوزراء بان كل نقاش سيؤدي في نهاية الامر الى استنتاج واضح – بديل سلطوي لا يمكنه أن يقوم في غزة الا مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح. 

كان يمكن لهذا ان يتم بمشاركة قوات عسكرية من الامارات، من السعودية بل وربما من مصر لكنهم جميعهم طالبوا بتواجد فتح والسلطة في غزة. نتنياهو رفض ذلك لاعتبارات سياسية والخوف الأكبر لديه كان من الثنائي سموتريتش وبن غفير. الشعارات الفارغة عن أن السلطة الفلسطينية سيئة مثل حماس ومحظور “السماح للنازيين ان يحلوا محل النازيين” انكشفت عندما بدلا من جسم فلسطيني يمكنه أن يعمل الى جانب إسرائيل ويساعدها مثلما يحصل في الضفة الغربية، تلقينا أمس دليلا آخر على أنه لا توجد خيارات جيدة في الشرق الأوسط – فقط سيئة واسوأ. وحكومة إسرائيل اختارت عن وعي الخيار الأسوأ – استمرار حكم حماس. 

السلطة الفلسطينية ليست خرقة ناصعة البياض، بل هي ابعد من هذا. فهي تدفع رواتب المخربين وبعض من مسؤوليها حتى مجدوا 7 أكتوبر. غير انها تعمل في الضفة ضد شبكات حماس والجهاد الإسلامي بما في ذلك في مخيم اللاجئين جنين وان لم يكن بنجاح فائق. في الأشهر الطويلة التي انقضت منذ 7 أكتوبر كان يمكن اعداد التعربة لدخول السلطة الى غزة بمرافقة قوات عربية أخرى كي تشكل بديلا لحماس. كي تشكل حتى تهديدا سياسيا. غير ان الحكومة منعت كما أسلفنا كل نقاش او إمكانية للتعاون مع السلطة لاعتبارات سياسية.

واذا كانت السلطة الفلسطينية سيئة بالفعل مثل حماس، كما ادعى بعض من وزراء الحكومة الحالية يطرح السؤال لماذا حتى حكومة اليمين على المليء مليء تسمح لها بمواصلة الوجود بل وتساعدها اقتصاديا وامنيا. لماذا نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء على نحو شبه متواصل منذ 2009 لا يعمل على تصفية السلطة او تفكيكها اذا كانت هذه كيانا خطيرا بهذا القدر؟ ولماذا قوات الامن الإسرائيلية، الجيش والشباك، يرون في السلطة وفي أجهزتها شريكا مناسبا يساعد على احباط الإرهاب.

يدور الحديث عن القصور الأكبر لهذه الحرب، قصور 2024. القصور الاستخباري لـ 7 أكتوبر بات معروفا، لكن القصور السياسي الأكبر هو الإهمال المجرم والواعي من جانب الحكومة في كل ما يتعلق باليوم التالي للحرب. إذن ها هو ، وصلنا الى اليوم التالي، حتى وان كان مؤقتا ودولة إسرائيل تستيقظ من كابوس لتدخل الى الكابوس ذاته – في الجانب الاخر من الحدود ستواصل حماس الحكم، بناء انفاق وتجنيد مزيد من الناس، دون أن يقوم لها بديل محلي. يبدو أن من رأى في حماس ذخرا ذات مرة لم يعد يمكنه ان يشفى من هذا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى