ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت– بقلم  ناحوم برنياع  – سرطان، هذا ما يوجد لنا

يديعوت احرونوت– بقلم  ناحوم برنياع  – 1/10/2021

” عيسوي فريج، الوزير العربي الوحيد في الحكومة يقول ان لا غزة، لا ابو مازن ولا  ايران هو ما يهدد استقرار الحكومة بل الجريمة في الوسط العربي “.

في فرحة التوراة، مثلما في كل سبت وعيد، أما اليهود من رأس العين ومن بيتح تكفا المحلات والكراجات الكثيرة في كفر قاسم.  في المساء الماضي قتل شاب عربي آخر، هذه المرة في الشمال، رقم 94 هذه السنة حسب احد الاحصاءات، 99 حسب احصاء آخر. القتل لم يؤثر على حركة المشترين. “أتعرف لماذا لا يخاف اليهود التجول في البلدات العربية؟” يسأل عيسوي فريج من ميرتس الوزير العربي الوحيد في الحكومة. “لانهم يعرفون بان احدا لن يمس بهم. عندما يقتل عربي يهوديا، يصبح هذا فجأة قوميا متطرفا، فيفعلون كل شيء كي يلقون القبض عليه؛ عندما يقتل عربي عربيا لا يلقون القبض على القاتل، واذا ما القوا القبض عليه، فهذا ينتهي دوما  بعقاب مخفض. لماذا هكذا؟”. 

في ساحة بيت فريج يوجد كشك حراسة يداوم فيه الحارس 24/7، وهذه حراسة لكل وزراء الحكومة دون صلة بالجريمة المستشرية خلف السور. وسواء بالصدفة ام بغيرها، فان الحارس يهودي. 

عشية العيد اعلن بينيت بانه قرر تشكيل طاقم وزاري برئاسته لمعالجة الجريمة في المجتمع العربي. المخرج والمدخل، مسؤول المشروع، يفترض أن يكون يوآف سيجلوبتش، لواء شرطة سابق ونائب وزير الامن الداخلي. والقرار بتشكيل اللجنة نضج سرا في الاسابيع الاخيرة. بينيت لم يبلغ فريج ولم يطلب مشورته. في اللجنة توجد منذ الان لجنة وزارية لشؤون المجتمع العربي، وهي ايضا برئاسة بينيت. احدى مهامها المعلنة هي “العمل على خطوات لتقليص الجريمة في الوسط”. وتشكلت اللجنة قبل شهر ونصف، في  19 آب. ولكنها لم تعقد منذئذ حتى ولا لمرة واحدة. 

فريج غاضب. صوته يخترق اسوار البيت، ينطلق الى الشارع وينزل الى ساحة المسجد المجاور. “في 1966 انتهى الحكم العسكري هنا”، يقول. “الدولة فكت ارتباطها عن السكان العرب. وكان هذا فك ارتباط من طرف واحد، مثل فك الارتباط عن غزة تقريبا. 

“سياسة فك الارتباط قال على النحو التالي: ليس مهما ما تفعلون، المهم ان تلقوا ببرازكم داخل بيتكم. دولة داخل دولة. حتى التسعينيات هذا نجح، الى هذا الحد او ذاك: النزاعات داخل الوسط حلت بالصلح، بوساطة الوجهاء والشيوخ. والناس كانوا يتقاتلون بالعصي والسكاكين. ولم يكن السلاح الا لدى اناس كانوا مرتبطين بالحكومة. 

“بعد اتفاق اوسلو فتح تيار السلاح. كل من اراد حياة سلاح غير قانوني عرف اين يحصل عليه. بالتوازي، فتحت تيار المال. دخل العرب الى كل فرع هجره اليهود. سائقو الشاحنات مثلا. اليوم يكاد لا يكون تقريبا سائقو شاحنات يهود؛ صيادلة؛ عاملو اغاثة؛ محاسبون. النمو في الدولة لم يتجاوز العرب – ولا تجدي المحكمة.

“اكتشف الناس المال السهل. شاب عربي انهى الجامعة يمكنه أن يكسب 8 الاف شيكل؛ ابن جيله الذي دخل الى السوق السوداء او الى صفقات المخدرات يكسب عشرات الالاف. هوامش المجتمع تتسلل الى المركز. وهم يتزودون بالسلاح ويكتشفون بان هذا مجدٍ: الناس يخافونهم؛ يحترمونهم. وهم يفوزون في العطاءات في السلطات المحلية، في التعيينات، في الغزو للارض العامة.  يدعونهم الى الاعراس؛ يصافحونهم في خيام العزاء. 

“في الماضي عندما كانت عائلتان تتنازعان كانتا تتوجهان الى شيخ؛ اما الان فهما تذهبان الى مجرم. لقد اصبح المجرم شيخا. لا يهم من انت، رئيس بلدية، او طبيب أو تاجر – انت تذهب الى المجرم وتدفع له. بالعربية يقال طخيخ. من المجدي ان يكون المرء طخيخا. 

“كل هذا الامر يحصل تحت عيون الشرطة. الشرطة تريد صلحا: لا يهمها ان من يجري هذا الصلح هو مجرم. في المرحلة التالية تشتري العائلات العادية سلاحا غير قانوني. والا من سيحمينا، تسأل”. لقد كرر على مسمعي قصة رواها له شاب عربي. شرطي اصدر له مخالفة سير في كفار سابا. وقال له الشرطي هذه المخالفة يمكنك ان ترتكبها في قريتك وليس هنا. انتم، السياسيين في الوسط العربي، سرتم مع هذا، قلت له. 

فقال فريج: “صحيح، انا اعترف. سرنا معا. الحكم المحلي الذي هو المؤسسة في المجتمع العربي سلم وسار مع التيار”. فقال النتيجة هي قرابة مئة قتيل منذ بداية السنة وفقدان الامن الشخصي. 

قال فريج: “انت لا تحصي صحيحا. ماذا عن الجرحى؟ ماذا عن مصابي الصدمة؟ احيانا يتم اطلاق النار امام مئات الاشخاص. كمال ابني الصغير هو ابن 13. ذات يوم سافر في سيارة مع زوجتي. السائق في السيارة التي امامهم فتح النافذة وبدأ يطلق النار في الهواء. لماذا؟ لان هذا راق له. احدى بناتي علقت في نار في الشارع. لم تعرف ماذا تفعل. في  النهاية وجدت ملجأ في دكان”. 

التسيب لا يتوقف في استخدام السلاح. في اثناء الاضطرابات في اللد، في شهر ايار، سألت رئيس البلدية يئير رفيفو كيف يؤثر الوضع على صفقات المخدرات في المدينة. فقال ان “المجرمين غير مهنتهم. الان هم مختصون في بيع الفواتير المزورة”. 

هذا الفرع يزدهر ا يضا في كفر قاسم وفي بلدات عربية اخرى. ويقول فريج: “لا قانون، لا انفاذ،  لا ردع. فوضى”. 

هل كل هذه الفوضى من صنع منظمات الجريمة؟ سألت.

“لا ليست منظمات الجريمة”، اجاب. “هذا سلوك عرضي، سلوك جمعي”. 

قبول الشيطان

“أدت الجريمة الى انضمام الحركة الاسلامية الى الحكومة”، قال فريج. “لقد توصل السكان الى الاستنتاج بانه بدون الدولة لا يمكن. اذا كان لك وجع رأس، تتناول قرصا وتذهب لتنام. اما اذا كان لك سرطان، فانت تذهب الى المستشفى. السرطان هو ما يوجد لنا”. 

هل أنت مع مشاركة الشباك، سألت.

“انا مستعد لان اقبل كل واحد – بما في ذلك الشيطان”، اجاب. “المهم اعطني امنا شخصيا. هيا نسمي الولد باسمه: الشباك يوجد على اي حال في كل بيت. اريد للدولة أن تأخذ المسؤولية وان تدخل بكل الوسائل التي في يديها. يجب تجفيف المستنقع”. 

كيف سيعمل هذا، سألت. هل تريد أن تغرق البلدات بسرايا حرس الحدود؟

أجاب: “لا، انا اتحدث عن جمع المقدرات. الشرطة لا يمكنها أن تقضي على الجريمة وحدها. اين سلطة سوق المال، اين سلطة الضرائب، اي “لاهف 433”. تتجول مئات السيارات التي تكلف نصف مليون شيكل كل منها. لماذا لا يسأل احد المالك من اين المال؟ 

“اعطيك مثالا: الماء توفره هنا مصلحة المياه المشتركة لكفر قاسم وجلجوليا. ليس كل بيت يدفع”. سألت. ماذا يعني ان ليس كل بيت يدفع. 

فريج تردد. أنت، سألت، وزير في اسرائيل، تخاف ان تتحدث؟ 

“بالتأكيد”، قال. “انا لا اريد أن يطلقوا النار علي”. فقلت له ان الحكومةن وعدت بتخصيص مليارات شواكل اخرى للوسط العربي. 

رد فريج بغضب. “وهل تعتقد ان المال سيحل المشكلة؟ الجواب هو لا. النظام والانفاذ، هذا ما يجب. عوفر بارليف، صديقي، قال لي، يوجد لي مال، ساعدني. دعني من المال، قلت له. 

“انتم اليهود خربتمونا – جلبتم لنا المال. المال استثمرناه في العجل وفي الحجر، في السيارات وفي البيوت. هذا لم يساعدنا ضد الجريمة”.

في النهاية يقول فريج، من شأن هذا ان يحل الحكومة. “لا غزة، لا ابو مازن، لا ايران. ما يهدد استقرار الحكومة هو الجريمة في الوسطالعربي. نحن (اي هو واربعة اعضاء الحزب الاسلامي) لا يمكننا أن نقف في وجه الضغط الجماهيري. في الليل، كل واحد منا يعود الى بلده، يتحدث مع العائلة؛ يذهب الى الاعراس، الى خيام العزاء. الغضب شديد”. 

الا يفهم بينيت هذا، سألت. “بينيت”، قال فريج، “يقول لنفسه هذا لن يجلب لي ناخبين”.

الا تطرح انذارا على زملائك في الحكومة”، سألت. هل تهدد بالاستقالة. 

فقال فريج: “لا. هذا ليس انذارا. هذا تقدير واقعي”. 

    فيل في حانوت فخار

مع من أنت تتصادق في الحكومة،  سألت.

“مع جدعون ساعر”، اجاب. “مع آييلت شكيد يوجد لي حديث.  بينيت لا يحصيني. انا خائب الامل منه، ولكن مهم لي  أن اقول  ان خيبة  الامل  هي ليست على المستوى الشخصي.  اعتقد أن معظم الوزراء لا يستوعبون بانه يوجد لهم وزير عربي في الحكومة.  هذا مؤسف، فانا ادافع عن الحكومة في  كل مكان”.  

كوزير للتعاون الاقليمي يفترض بفريج ان يؤدي دورا في  كل الاتصالات مع الزعماء العرب في المنطقة. هذا لا يحصل. وزير الخارجية لبيد سافر على رأس وفود الى ابو ظبي، المغرب والبحرين. وهو لم يدعُ فريج. “حتى اليوم لم اسافر الى اي مكان”،  يقول. “سألت في مكتب رئيس  الوزراء لماذا نسوني في البيت. اجابوا لي  انهم يحاولون  ان يرتبوا له الان  رحلة عمل الى  ابو ظبي في تشرين الاول.  

كان يفترض به ان يدفع الى الامام بالاتصالات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية. الفلسطينيون هم موضوع سوبر حساس في الحكومة الحالية. يوجد فيه كل ما يهدد وجود الحكومة: أجندات ومصالح متضاربة. حروب  اراضي واضطرارات سياسية وامنية.  اذا جرى شيء فهو يجري على اطراف الاصابع، سرا.  عندما دفع فريج باتجاه قرار لاعطاء قرض بـ 800 مليون شيكل للسلطة الفلسطينية، مسؤولون كبار في مكتب وزير الدفاع وفي  مكتب رئي الوزراء قفزوا الى السماء، كل  مكتب واسبابه.  اتهموه بانه يتصرف  كفيل في حانوت فخار، يعد باسم الحكومة وعودا ليس لها غطاء، يخرج امورا الى الاعلام.  

فريج اضطر لان يبتعد عن  كل مفاوضات مع السلطة. كل ما تفعله وزارته يتم بمبادرته وبمبادرة الفريق الطموح الذي عينه، المديرة العامة للوزارة روني الون ورئيس الطاقم ياعيل بتير. “هما  تخلقان  امورا من  العدم”،  يقول  عليهما فريج. رئيس  ميرتس نيتسان هوروفيتس لا يساعده: يداه مليئتان.  

يعتزم فريج السفر في غضون ايام الى رام الله للقاء مع ابو مازن. هوروفيتس يفترض أن ينضم. اللقاء سيتم بتكليف من الحزب – وليس من الحكومة. بينيت سيتعين عليه أن يمتص. في خطابه في الامم  المتحدة عرض  الحكومة من الحائط الى الحائط كنموذج للاقتداء. وللنماذج يوجد أمل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى