يديعوت احرونوت: بايدن والفرصة الاخيرة
يديعوت احرونوت 23/10/2024، ناحوم برنياع: بايدن والفرصة الاخيرة
أنطوني بلينكن هو رجل الإدارة الأقرب للرئيس بايدن. يوجد سبيلان في تناول هذه الحقيقة. الأول، التذكير بانه بعد 13 يوما سيتخذ الامريكيون رئيسا جديدا. رغم أن بايدن ورجاله سيواصلون مهامهم حتى 20 كانون الثاني، فان قوتهم ستتبدد. يمكن الاستخفاف بهم. أو، كبديل ان نفهم بانه توجد هنا فرصة أخيرة. اعرف ان هاتين الكلمتين، فرصة وأخيرة، قيلتا مرات أكثر مما ينبغي في اثناء سنة الحرب. لكن اعرف أيضا بانه بين فرصة مفوتة واحدة وأخرى قتل ومات واجتاز الجحيم في غزة مخطوفون آخرون، وان مزيدا من المقاتلين في الجيش قتلوا وجرحوا وان المزيد من غير المشاركين قتلوا واقتلعوا من بيوتهم وان إسرائيل تعرضت لمزيد من الاضرار الاقتصادية والسياسية التي سيستغرق إصلاحها سنوات. واعرف ان لا هاريس ولا ترامب سيبذلان ما بذله بايدن من جهود لاعادة المخطوفين ولانهاء الحرب.
لقد كان توقيت الهجوم الإسرائيلي على ايران موضوعا مركزيا في الزيارة. فادارة بايدن تسعى لتقليص الهجوم الى حجوم رمزية او لتأجيله الى ما بعد الانتخابات في أمريكا. الدافع سياسي: فهجوم إسرائيلي واسع والعمل المضاد المتوقع من ايران بعده من شأنهما أن يضرا بفرص هاريس في الدول المتأرجحة. وبينما حسب كل الاستطلاعات السباق متلاصق فان لكل فعل حربي اثرا على الاقتصاد، على جدول الاعمال، على صندوق الاقتراع. تقترح الإدارة على إسرائيل بالمقابل دفاع وسلاح. المعضلة صعبة: ضمن أمور أخرى من شأنها ان تغضب ترامب، المرشح الذي اختار نتنياهو ان يراهن على انتصاره في الانتخابات.
يدل البيان الذي أصدره نتنياهو بعد اللقاء على شيء ما، فهو يدل على أنه مصمم على أن يهاجم ايران الان. والى التعليل السابق اضيف تعليل جديد: عملية رد على ضربة مُسيرة حزب الله لنافذة فيلا نتنياهو في قيساريا. “هذه مسألة ذات مغازٍ دراماتيكية”، كتب نتنياهو، “محظور المرور عنها مرور الكرام”.
هو محق، فلضربة المُسيرة في منزل رئيس وزراء الخاص يوجد معنى. حقيقة أنه بعد يومين من التعتيم الأمني تقرر فجأة نشر صور النافذة المحطمة تدل هي أيضا على الميل المتبلور.
ومع ذلك، يمكن أن نتوقع من رئيس وزراء لم يأخذ بشكل شخصي احداث 7 أكتوبر وكل الاحداث القاسية التي شهدناها منذئذ أيضا الا يأخذ النافذة المحطمة في منزله بهذا الشكل الشخصي جدا. فنافذة محطمة هي أحيانا مجرد نافذة.
عودة الى بلينكن والى الصفقة الإقليمية التي بدايتها في غزة. الصفقة المقترحة تتضمن إعادة كل المخطوفين، اخراج كل قوات الجيش الإسرائيلي من غزة، تسليم الامن الداخلي في غزة بقوة حفظ نظام من السلطة ومرابطة غلاف من قوة دولية على طول الحدود مع إسرائيل ومصر. توافق إسرائيل على استئناف المفاوضات مع أبو مازن وتحصل على تطبيع مع السعودية. السؤال هل يوجد اليوم محفل في غزة يمكنه أن يعيد كل المخطوفين مفتوح. مفتوح أيضا السؤال ما هي قوة الدول الوسيطة. لا شيء مغلق حتى النهاية.
الثمن المطلوب من إسرائيل باهظ، حتى بتعابير موضوعية، حتى عندما نقايسه بالتعهدات التي أعطاها نتنياهو لقاعدته على مدى السنة. لكن البديل – ضياع كل المفقودين، استمرار نزف دماء الجيش في حرب بلا غاية، تعميق الازمة مع ديمقراطيين وتفويت الفرصة لحلف إقليمي، لا يبشر بالخير.
نتنياهو يريد تطبيعا مع السعودية. هو يفهم بان السعوديين يشترطون التطبيع باتفاق دفاع مع الولايات المتحدة، اتفاق توجد له فرصة اكبر لان يقر في الكونغرس اذا ما اقترحته إدارة ديمقراطية. بكلمات أخرى، هو مع تطبيع مع السعودية تحت رعاية بايدن، لكنه ليس مستعدا لان يدفع الثمن.
حققت كل اهدافك العسكرية في غزة، قال بلينكن لنتنياهو. حماس فقدت قوتها العسكرية؛ السنوار قتل؛ معظم قيادة المنظمة صفيت. فقط التعاون بين السعودية وإسرائيل سيملأ الفراغ الناشيء ويمنع صعودا متجددا لحماس.
هل ستنفذ الأنظمة العربية السنة نصيبها في الاتفاق؟ الفرضية الامريكية هي ان الجواب إيجابي لكنه ليس نهائيا. وعليه فان بلينكن يواصل رحلته الى الأردن والسعودية. يوجد له أساس من الاعتقاد بان أبو مازن والسلطة سينضمان. كل هذا شريطة ان يضمن موافقة إسرائيل.
قيادة الجيش الإسرائيلي تؤيد التسوية في غزة؛ وكذا قسم كبير من الساحة السياسية والرأي العام في إسرائيل يؤيد التسوية. معارضة بن غفير وسموتريتش هي مجرد ذريعة، سترة واقية للاختبار وراءها. القرار بيد نتنياهو.
الضغط للصفقة يندمج مع الضغط الإنساني. الإدارة الامريكية، وكذا حكومة المانيا، قلقة من الصور التي تخرج من شمالي القطاع. النقص في المنتجات الحيوية، الاخلاء الجماهيري، الادعاءات بضرب المستشفيات، الحساسية ترتبط باقتراب موعد الانتخابات وبتصويت المسلمين في ميشيغان وفي وسكنسون الولايتين المتأرجحتين.
الصفقة المقترحة لا تتضمن في هذه المرحلة لبنان. فالامريكيون يفهمون بان الجيش الإسرائيلي يحتاج لمزيد من الوقت لتطهير القرى المجاورة للحدود مع إسرائيل ولتصفية مراكز قوة حزب ا لله في الضاحية.
في اثناء الأسبوع التقيت في الشمال احد قادة القوات التي تقاتل في جنوب لبنان. المهمة لم تتغير منذ اجتياز الحدود: تدمير المجالات المحصنة لحزب الله، جمع السلاح وتطهير المنطقة. كانت مفاجأة ما في حجم السلاح، في حقيقة أنه كان بمواصفات تقنية، مسجل ومخزن جيدا وبعضه بالنايلون. وجدوا سلاحا تقريبا في كل بيت في القرى الشيعية. القرى المسيحانية تطل على الحرب من بعيد أساسا (حسب تقرير في “واشنطن بوست” قليعة، القرية المسيحية مقابل المطلة، أصيبت بنار الجيش الإسرائيلي. القرية ملاصقة لجدار الحدود).
لما كانوا وجدوا سلاحا في كل بيت فان حجم الدمار أيضا اكبر مما قدروا مسبقا. هذه الحرب لا تشبه حرب لبنان الثانية في 2006. في حينه أيضا كانت المنازل فارغة من المواطنين. ولما كان لم يوجد فيها سلاح فقد كان هدم المنازل بالحد الأدنى.
اول أمس احتفل نتنياهو بيوم ميلاده الـ 75. كل يوم ميلاد لنتنياهو هو حدث. اذكر بخاصة يوم ميلاده الـ 51 في 21 أكتوبر 1998. كان نتنياهو في حينه في مزرعة واي، غير بعيد عن واشنطن العاصمة، في ذروة مفاوضات مع ياسر عرفات. في صباح 21 أكتوبر نشرت “يديعوت احرونوت” مقالا كتبته من هناك. يبدأ المقال بالسؤال كيف سيحيي نتنياهو يوم ميلاده مع عرفات. قرأ الفلسطينيون المقطع وتحركوا، مستغلين بذكاء فارق الساعات. في الساعات الأولى من الليل اعدت باقة ورود وفي السابعة صباحا وقف احمد الطيبي، الذي كان عضوا في الوفد الفلسطيني، وهو يحمل الباقة امام باب نُزل نتنياهو.
كانت أيام.