ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – ايران والنووي المعركة على الرواية ..!!

يديعوت احرونوت – بقلم  سالي بن عوفاديا  – 1/11/2021

” مفهوم الامن الذي اتخذه نتنياهو في كل ما يتعلق بالنووي الايراني خدمته سياسيا. وبينيت لا يختلف عنه”.

المعركة على الرواية في كل ما يتعلق بمسألة النووي الايراني تنطوي على الكثير من السياسة الحزبية، على وفرة من النوازع وعلى كمية لا بأس بها من التهكم.

اقوال في الموضوع اعتبرت محملة بالاجندة في عهد نتنياهو تعد في عهد بينيت كنداء صحوة نقية من المصالح. فقد قالوا في حينه أن نتنياهو هو زارع منهاجي للفزع. أما اليوم فيقولون ان بينيت هو رئيس وزراء قلق من إرث قاس تلقاه. 

الحقيقة هي أن مفهوم الامن الذي اتخذه نتنياهو في كل ما يتعلق بايران خدمه سياسيا ايضا. بينيت لا يختلف. فحملةالنجدة خاصته موجهة اساسا الى واشنطن قبيل الاتفاق المتجدد، ولكنها هي ايضا تخدم بينيت. فهو يضيف لبنة هامة لصورة الزعيم كما يمس ايضا بشيطانه الاكبر – نتنياهو.  

عندما كلف رئيس الوزراء شارون في بداية سنوات الالفين الموساد بمسألة النووي لم يقدر أحد بان اليوم ايضا ستكون اسرائيل متعلقة بمسألة  كم هي ايران قريبة من القنبلة. ولكن قادة الموساد النشطين ايضا  (وعلى رأسهم مئير داغان ويوسي كوهن) توصلوا بسرعة الى الاستنتاج بان اسرائيل لا يمكنها ألا ان تعرقل التقدم الايراني، لا ان تصفيه. 

ما أن ازيل في بداية العقد السابق خيار الهجوم الاسرائيلي، حتى تبقى عرقلة الايرانيين الامكانية الوحيدة. يكفي أن نذكر عمليات نسبت لاسرائيل مثل تصفية علماء النووي، تسريب الفيروس الى حواسيب منشآت التخصيب، ضرب اجهزة الطرد المركزي المتطورة، وفوق كل ذلك تصفية ابي البرنامج النووي فخري زادة – تصفية يصعب التقليل من أهمية مساهمتها في عرقلة البرنامج النووي.

احدى الثغرات التي عصفت بنتنياهو وجهاز الامن في الاتفاق كانت الامكانية التي اعطيت للايرانيين في ان يواصلوا استخدام اجهزة الطرد المركزي في منشأتي تحصين، فوردو ونتناز حتى وان كان بشكل محدود، وهكذا في واقع الامر مواصلة تخصيب اليورانيوم. من اللحظة التي تكون فيها للدولة قدرة التخصيب هذه فانها فقط مسألة قرار ما تكون عليه كمية المادة واي مستوى لتخصيبها. لايران يوجد سجل من يحسن اخفاء انتاج اليورانيوم عن الجهات المراقبة. لا يوجد ما يدعونا للتفكير بانها تعمل بشكل مختلف.

نتنياهو، وكذا رئيس الموساد السابق كوهن، قادا حملة عنيفة تستهدف من جهة ضرب القدرات الايرانية ومن الجهة الاخرى الاثبات بان نية ايران هي التحول الى دولة حافة نووية، وكل هذا لاجل اخراج الولايات المتحدة عن الاتفاق. لا يمكن أن نعرف هل هذه الحملة اخذت بالحسبان تغيير الحكم في واشنطن ولكن المعركة على الرواية التي تقبع في اساس الجدال اليوم هي ما نجحت ايران في عمله منذ الانسحاب الامريكي من الاتفاق وهل ما نجحت في عمله يرتبط بالضرورة بخروج ترامب منه. 

كثير من الاطياف تتركب منها هذه المسألة. أهم ما فيها هو الفجوة القائمة بين المادة للقنبلة وبين القنبلة النووية. او بتعبير آخر – هل يعني ان لديهم اورانيوم مخصب هو بالضرورة ان لديهم قنبلة نووية ايضا. الجواب على هذا السؤال اليوم هو بالقطع لا. الايرانيون كلفوا فخري زادة ومنظمة “صفهند” بالجهود لانتاج سلاح نووي. وهذه المنظمة هي الهدف الأعلى للموساد. 

تقدر أجهزة الاستخبارات في إسرائيل وفي العالم اليوم مسافة ايران عن القنبلة بسنتين على الأقل. فأين تقدموا إذن؟ في قدرة التخصيب، بالضبط مثلما تخوف معارضو اتفاق أوباما. 

في كل هذه المعطيات تجري معركة على الرواية. يشكو بينيت من الأرض الذي تلقاه نتنياهو، الذي في ورديته لم يصفى الخيار النووي. يمكن الا نحبس الانفاس – هذا لن يحصل أيضا في وردية بينيت. وفي اقصى الأحوال يمكن أن نتوقع منه أن ينجح اكثر بقليل من نتنياهو في التأثير على الاتفاق النووي المتجدد ودفع إدارة بايدن لان تتوصل الى اتفاق وفقا للمقاييس التي قرروها: اتفاق اقوى واطول مدى مع رقابة أوسع واكثر تشددا. هل ايران إبراهيم رئيسي المتطرف ستوافق على مثل هذا العرض؟ هذه باتت قصة أخرى تماما. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى