يديعوت احرونوت: انهيار المحور الشيعي وشرق أوسط جديد

يديعوت احرونوت 10/12/2024، يوسي يهوشع: انهيار المحور الشيعي وشرق أوسط جديد
وقف النار في لبنان، انهيار نظام الأسد والتقارير عن التقدم في المفاوضات لاتفاق يعيد المخطوفين والمخطوفات من غزة خلقت عرضا عابثا وكأن صافرة النهاية للحرب هي مسألة ساعات وأيام. غير أن احداث اليوم الأخير تشهد على جبهات فاعلة ومعتملة وعلى الكوارث الزائدة التي تأتي الى جانبها.
في لبنان سقط أربعة مقاتلي مظليين في الاحتياط، لأول مرة منذ بداية وقف النار. القوة التي هي من لواء يعمل من 7 أكتوبر ويقاتل بتميز زائد بحثت عن وسائل قتالية لحزب الله في قرية لبونا، نزلت الى مجال تحت الأرض وقتلت بانفجار أدى الى انهيار المجال، فيما أن انتشال الجثث هو الاخر تواصل لساعات طويلة. من التحقيق الاولي يتبين أن العبوة زرعتها وحدة خاصة. القوة من المظليين في الاحتياط لم تطلع على ذلك والنتيجة هي كارثة كان يمكن منعها. من الصعب التقليل من خطورة الخلل العملياتي الذي يتطلب تحقيقا جذريا يشرح للعائلات الثكلى وللجمهور كيف وقع وما الذي جرى عمله كي لا يتكرر: حتى لو صمد وقف النار، فان قوات عديدة ستضطر الى الدخول الى مثل هذه المناطق وغيرها. ومحظور حظرا باتا ان يأتي الخطر بسبب خلل دراماتيكي في نقل المعلومات.
في الجنوب أيضا يتعين على الجيش ان يستوضح بعمق الحادثة التي سقط فيها ثلاثة مقاتلين وأصيب 12 آخرين (ثلاثة منهم بجراح خطيرة) عقب صاروخ مضاد للدروع اطلق نحوهم. المقاتلون استعدوا لان يصعدوا الى شاحنة محصنة في طريقهم الى الديار. خلية مخربين تمركزت قرب الحامية، شخصت الحركة وفتحت نار مضاد الدروع والسلاح الخفيف. وكانت الإصابة فتاكة والأخطر من ذلك – زائدة: في الجيش حظروا حركة الشاحنات في المجال في وضح النهار، بالضبط من الخوف الذي تحقق. في قيادة المنطقة الجنوبية بدأوا في التحقيق بالحدث وستطرح النتائج على العائلات الثكلى وعلى الجمهور الغفير.
كما اسلفنا، القاسم المشترك بين الحادثتين هو المسافة المأساوية بين مقاتلين يعودون الى قواعدهم بسلام وبين الحياة التي فقدوها والعائلات التي تحطمت. وعليه، فمن المهم أن نذكر ان هذا ليس قدرا: لم يكن هنا تبادل للنار مع العدو في المعركة بل جزء من ثمن حرب متواصلة وساحقة، ما يؤثر بالضرورة أيضا على انفاذ القواعد في الميدان. صحيح انهم في الجيش يتصدون لمثل هذه الاحداث وغيرها من اليوم الأول للحرب لكن لا شك ان الانتباه والتركيز مع حلول اليوم الـ 500 يختلفان جدا عن وضعهما في اليوم الخمسين.
جبهة أخرى هي امام الحوثيين في اليمن الذين اطلقوا بنجاح مُسيرة تفجرت في يافنه بدون اخطار. صحيح ان منظومة الدفاع الجوي تعترض معظم التهديدات لكن هذه المرة اجتازت المُسيرة أراضي إسرائيل وكشفت بعد أن اجتازت سدروت واختفت مرة أخرى بعد ان لاحظتها الرادارات ولاحقتها الطائرات الحربية. في الجيش يحققون لماذا لم تشغل الصافرة بل وسيفحصون ردودا محتملة في اليمن حيث تواصل الهجمات مرة كل بضعة أيام. شمال الغور أيضا غير هاديء: فقد لاحظ الجيش مخربين مسلحين اثنين واحبطهما بمُسيرة، للمرة الثانية في غضون أسبوع.
كل هذا يحصل في الوقت الذي تتطلع فيه عيون العالم الى سوريا وكذا الاهتمام الإسرائيلي الناشيء عن ذلك. أولا، الطواقم القتالية للمظليين وغيرها من القوات تواصل العمل في المنطقة العازلة في صيغة “دفاع متقدم” منعا لتهديدات جديدة بعد سقوط نظام الأسد. لكن الجزء الهام والمشوق هو اعمال سلاح الجو الذي يدمر بشكل منهاجي ما تبقى من جيش الطاغية الفار: عشرات عديدة من الأهداف وبينها مخزونات سلاح مختلفة يتم الهجوم عليها على موجات كي لا تسقط في ايدي معادية وتشكل تهديدا على إسرائيل. حرية العمل مطلقة: الإيرانيون قطعوا الاتصال، لحزب الله يوجد ما يكفي ويزيد من المشاكل وللروس أيضا لم يعد ملحا أن يفحصوا أي طائرة تجتاز الحدود، متى ولماذا. ومع ذلك، مرغوب فيه تبريد النشوى التي تسمع هنا وهناك في ضوء انهيار المحور الشيعي. يدور الحديث عن بشرى هامة لإسرائيل وضربة قاسية لإيران. لكن حتى الان في كل مرة يظهر فيها “شرق أوسط جديد” يحصل شيء ما يدفعنا لان نسأل اذا كان لا يزال يمكننا ان نسترد القديم.