يديعوت احرونوت: انهيار الحلم الإيراني

يديعوت احرونوت 8-12-2024، يوسي يهوشع: انهيار الحلم الإيراني
ما يحصل هذه الأيام في الشرق الأوسط لا يمكن ايجاده حتى في السيناريوهات الأكثر تفاؤلا التي أسمعت بعد الهجوم المفاجيء لـ 7 أكتوبر. بعد 14 شهرا، فان المحور الشيعي الذي أعد لخنق إسرائيل ينهار امام ناظرينا. رؤيا “طوق النار” لقاسم سليماني، الذي أُعد للسماح لإيران بالتقدم في البرنامج النووي وتعريض وجود إسرائيل للخطر بدأ يدفن مثل من فكر به. الزعيم الأعلى لإيران، علي خامينئي فقد بداية القائد الموهوب للحرب الثوري بعد ذلك حليفه المفضل حسن نصرالله والان نظام الأسد يتفكك هو الآخر. وحسب تقارير في الولايات المتحدة، تدعي الاستخبارات هناك بانه لا طريق للعودة: “جزار دمشق” يوشك على فقدان سيطرته في غضون أيام وفي اقصى الأحوال أسابيع.
مصادر في إسرائيل تتابع عن كثب ما يجري تتفاجأ بالسهولة التي يحتل بها الثوار المزيد فالمزيد من الأراضي المركزية. المفاجأت اكبر بكثير لان الأسد مدعوم من قوى عظمى كروسيا وايران، لكن كلتيهما تخليان من المنطقة مواطنين كانوا هناك وبينهم قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني. بكلمات أخرى: كل من تجندوا قبل اقل من عقد لإنقاذ نظام الأسد يفهمون بان اللعبة انتهت.
الوضع الجديد يجلب الى عتبة إسرائيل سلسلة من المسائل تحتاج الى قرارات حادة وسريعة عديمة النشوى والفزع. من جهة سقوط الأسد معناه، كما اسلفنا، ضربة شديدة أخرى للمشروع الإيراني وعمليا قطع أنبوب التنفس الإيراني لحزب الله. في الجيش الإسرائيلي يوجد مسؤولون يشبهون هذا بسد سبل تعاظم قوة حماس في غزة في محور فيلادلفيا. إضافة الى ذلك، فان سيطرة كردية (بدعم امريكي) على حدود العراق – سوريا يمكنها أن تخلق استقرارا يمنع انتقال وسائل قتالية الى الميليشيات الشيعية. من جهة أخرى، ليس كل شيء ورديا حقا في الواقع الجديد المتحقق. أولا، يوجد أيضا ثوار جهاديون والان هم قريبون من حدود إسرائيل اكثر من أي وقت مضى. ثانيا، التقدير هو انه في سوريا تبقت مخزونات من السلاح الاستراتيجي بما في ذلك السلاح الكيماوي الذي من شأنه ان يقع في ايدي جماعات معادية لإسرائيل.
وفقا للتحليل آنف الذكر على إسرائيل أن تعزز جدا الدفاع في حدود هضبة الجولان والتركيز على السيناريو المقلق المتمثل بسيطرة الإرهابيين على سلاح محطم للتعادل. في الجيش الإسرائيلي تقرر منذ الان تعزيز القوات لمهام الدفاع قرب الحدود في هضبة الجولان بحجم بضع كتائب نظامية وبينها مشاة، مدرعات، هندسة ومدفعية. كما تعزز عمل جمع المعلومات الاستخبارية في سوريا انطلاقا من فهم واضح في أنه اذا ما وجد سلاح محطم للتعادل في ايدي جهات يمكنها أن توجهه ضد إسرائيل – فسيكون هجوم إسرائيلي. سنوات الحرب ما بين الحروب اثبتت بانه ليس لإسرائيل أي مشكلة في الهجوم في سوريا، وهذه المرة مشكوك أن تكون حاجة لتنسيق أي عمل كهذا مع الروس.
في الجيش سعوا أيضا لفحص مستوى القوات في ضوء سيناريوهات ارتفعت احتمالاتها جدا في الأيام الأخيرة: في مناورة اركان انتهت امس في شمال غور الأردن وجنوب هضبة الجولان تدرب قسم العمليات على الدفع بقوات تأهب اركانية في الجو والبر في نفس الوقت وشكل ردها على حدث متفجر. في هذه الاثناء، في الميدان، الأمور تحصل على الفور: الجيش الإسرائيلي ساعد في صد هجمة ثوار سوريين ضد استحكام للأمم المتحدة في منطقة قرية الحضر قرب مجدل شمس على مسافة مئات الأمتار عن حدود إسرائيل.
الى جانب سلسلة جلسات كابنت، يدل وصول رئيس الأركان الى حدود سوريا امس على أن إسرائيل تأخذ التطورات بجدية تامة. وقال الفريق هرتسي هليفي: “نحن نعمل على احباط ومنع التهديدات ولكننا لا نتدخل في الاحداث في سوريا. على كل هذه الاقوال من المهم ان نضيف الكلمات التالية: صحيح حتى الان. بالوتيرة التي تجري فيها الأمور من يدري اذا كان هذا سيبقى على هذا النحو.