ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: انظروا فقد حذرناكم

يديعوت احرونوت – سيفر بلوتسكر – 13/8/2024 انظروا فقد حذرناكم

مفاجأة: في بعض استطلاعات الانتخابات الأخيرة سجل تعزيز كبير في التأييد لنتنياهو كرئيس الوزراء والليكود كحزب. 

الحقيقة هي انه يكفي النظر حولنا كي نحل لغز الانعطافة. أيام الاحتجاج الجماهيري ضد الحكومة انقضت. وحتى مهرجانات التضامن مع عائلات المخطوفين تقلصت الى حفنة. القلب يتألم، والضمير يصرخ، لكن هذه هي الحقائق: ما يهز الاستقرار المدني في ذروة الصيف ليس عدد القتلى والجرحى في غزة لنا ولنا، لا التهديد بنشوب انتفاضة ولا حتى الاقوال المفزعة لسموتريتش، بن غفير ومؤيديهم بل الصعوبة في الحصول على بطاقة سفر آمن من والى الخارج. اذا ما التزمت الدولة بان تبعث الى أوروبا بطائرات نقل مع وحدات مختارة لتحرير المتنزهين المحبوسين في المطارات هناك، فكل شيء سيكون على ما يرام. 

كلما خبا القتال في الجنوب فان القتال في الشمال لا ينتشر الى باقي البلاد واعمال التصفية الناجحة تكثر، هكذا يكون المصوت الذي سبق ان شق طريقه الى خارج الليكود يفكر بالعودة الى البيت السياسي. إذ ما هو البديل بالنسبة له؟ قائمة اليمين – الوسط القومية – الليبرالية برئاسة بينيت، ليبرمان، يوسي كوهن او شخصية أخرى لم تقم. النزعة الشخصية تغلبت على المصلحة الصهيونية. في هذه الاثناء، ذات حزب بيني غانتس في حرب تموز – آب. صحيح ان قادة المعسكر الرسمي يبثون نزعة رسمية قومية، لكنهم لا يبثون كفاحية سياسية. نقد غانتس وآيزنكوت على الحكومة مبسط. الادعاء في ان “ليس لنتنياهو استراتيجية للسنوات القادمة” مناسب للمحللين، وليس لسياسيين متعطشين للحكم.

يوجد مستقبل يتصرف كحزب تخلى، في هذه المرحلة عن رئاسة الحكومة التي ستقوم، ويركز على نشاط في الكنيست وفي ساحات علنية أخرى. هذا فعل هام لكنه لا يعتبر مصيريا لوضعنا ولا يجتذب الأصوات. 

بخلاف حزبي المعارضة الكبيرين (لا تزال) إسرائيل بيتنا يضع نفسه في الجانب الصقري من الخريطة الحزبية، فقط بدون مسيحانية سموتريتش وتنطحات بن غفير. في صالح ليبرمان يقال ان لديه جوابا عسكريا واسعا لمسألة ماذا كان سيفعل بشكل مختلف في المرحلة الحالية من الحرب، غير الشعار الدائم للأحزاب الأخرى، “كنا سنوافق على صفقة مخطوفين”. غير أن إسرائيل بيتنا يلامس السقف الزجاجي السياسي له. 

ان الجاذبية المتقلصة للمعارضة من اليمين – الوسط تلتقي الجمهور الذي يسلم بواقع احتلال غزة، استنزاف متواصل في الشمال وتصفيات مركزة في مسافات بعيدة. هذا التسليم يخدم نتنياهو وحزبه. ينبغي ان نقول ان ثمن الحرب وتداعياتها لا يزال ادنى من المتوقع. بورصة تل ابيب ارتفعت بشكل لا بأس به، الشيكل تذبذب لكن قليلا حول 3.65 للدولار، البطالة لم ترتفع، الاجر الحقيقي لم يتآكل، ارصدة العملة الصعبة ازدادت وفرار رأس المال لم يتحقق. بيبي “لم ينكسر”: خطب في الكونغرس، تنازل عن رؤساء ورؤساء وزراء (وقادة الجيش الإسرائيلي)، ظهر على غلافات مجلات دولية، ولم يأخذ حتى ميلغرام من المسؤولية عن قصورات 7 أكتوبر. لا يهم بماذا تنعته، فان بقاءه كرائد الدولة هو ما يهم. 

السؤال ما الذي يحرك تعزيز قوة الليكود ونتنياهو وكيف يمكن منعه لا يظهر في جدول اعمال الجناح المناهض لبيبي في الرأي العام. ويجب أن يظهر. عندما يشعر نتنياهو بانه يركب موجة شعبية متصاعدة، فانه لن يتردد في أن يحل الكنيست على عجل ويعلن عن انتخابات ويندفع نحو تحقيق حكمه لاربع سنوات كاملة أخرى. انظروا فقد حذرناكم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى