يديعوت احرونوت: اليوم التالي للهجوم: طريق ايران الى القنبلة

يديعوت احرونوت 2/7/2025، أفنر فيلن: اليوم التالي للهجوم: طريق ايران الى القنبلة
الأسئلة عما حصل لفوردو وماذا سيكون مآل المادة المشعة تكاد تتكرر في كل حديث في الأيام الأخيرة. هي هامة لكنها تفوت الصورة الواسعة.
لقد تعرض البرنامج الإيراني لضربة قاسية: مجموعة السلاح دمرت، منشأة التحويل المعاد قصفت، المنشآت في نتنز وفوردو لن تعود للتخصيب في الأشهر القريبة القادمة وبنية انتاج أجهزة الطرد المركزي تضررت هي الأخرى. المادة النووية نجت، لكن اذا ما اضفنا الإصابات في الدفاع الجوي، بصواريخ ارض ارض وبكبار رجالات الجيش، يمكن ان نتفق على أن إسرائيل والولايات المتحدة وصلتا الى إنجازات عظيمة. والان يجب أن نسأل: ما هي الإمكانيات التي تقف امام ايران، وهل هذه حساسة لمدى الضرر الذي لحق بهم؟
عضلات وخطوات صغيرة
الامكانية الأولى هي تنازل مؤقت عن المشروع النووي والتوقيع على اتفاق جديد مع الغرب. ايران تتنازل عن حق التخصيب، تنقل المادة لدولة ثالثة، وبالمقابل تدخل الى اقتصادها مالا لترميم الاقتصاد المنهار، لتعزيز برامج الصواريخ والإرهاب او ببساطة لاجل النجاة. الدافع للتوقيع على مثل هذا الاتفاق منوط بوضعية المشروع او بعدد أجهزة الطرد المركزي التي تبقت في فوردو: اذا ما فهم النظام انه يوجد في خطر وجودي، فانه سيبدي “مرونة بطولية” كي يعيد ترميم نفسه. اما نحن من جهتنا فيتعين علينا أن نتأكد من شأن الاتفاق الذي سيوقع سيكون شاملا وحازما بما يكفي، والتأكد استخباريا بانه لا توجد خروقات. اذا حصل هذا، فالورود للجيش الاسرائيل وإسرائيل والنوبل لترامب.
الامكانية الثانية هي الزحف الى نشاط علني للتخصيب – في نتنز، في فوردو او في موقع محصن جديد، ربما في ظل المفاوضات. عمليا، هذه هي استراتيجية ايران منذ عشرين سنة: استعراض العضلات، التقدم بخطوات صغيرة، الموافقة على رقابة معينة وتثبيت دولة حافة نووية مع تحكم بالتكنولوجيا وجمع المواد. هذا يستغرف زمنا – هم يفهمون بانهم اذا ما رمموا المنشآت وتقدموا بسرعة اكبر مما ينبغي، فإن إسرائيل أو الولايات المتحدة على ما يبدو ستهاجمان مرة أخرى. صحيح أن المادة التي جمعت تقربهم منذ الان الى القنبلة، لكن موقع تخصيب ذي مغزى لا يبنى في يوم. وعليه فان الترميم لن يتقدم بسرعة لكن المخاطرة هي انه بعد بضع سنوات سنستيقظ على ايران التي توجد على مسافة خطوة من ترسانة نووية، فيما لا تكون لنا الظروفا إياها لكبحها. وعليه، فاسم اللعبة هو التصميم: عدم السماح برفع الرأس، العقاب على كل خرق، وبناء نظام عقوبات دولي متصلب. هذه حرب استنزاف ويجب المواظبة عليها.
الامكانية الثالثة التي يمكنها أن تتقدم بالتوازي مع امكانيتين الاخريين، هي مسار سري لتطوير قنبلة. مطلوب لهذا الغرض يورانيوم، أجهزة طرد مركزي، منشأة تحويل معاد، ومجموعة سلاح (ربما ضيقة)، اذا كان يكفيهم تجربة تفجير في صحراء). القلق المركزي هو المادة – يورانيوم خصب الى 60 في المئة يشكل 99 في المئة من الطريق لتخصيب عسكري، ومعه يمكن انتاج مادة لقنابل أولى في منشأة تخصيب صغيرة سرية في غضون أسابيع. وعليه، فحرج ان نعرف أي كل كيلو من اصل الـ 408 التي كانت لهم. اذا بدأوا باورانيوم طبيعي، فان الطريق أطول – نحو سنة – لكنه قابل للتنفيذ. لقد كانت الاف أجهزة الطرد المركزي في فوردو ونتنز، ونحن لا نعرف كم نجا منها. يحتمل ان تكون هناك مخزونات إضافية. سيكون ممكنا بناء منشأة تخصيب حتى في داخل قاعة رياضة، لكن اقامتها، مثلما هي إقامة منشأة تحويل معاد لليورانيوم المعدني ستستغرق اشهر طويلة على الأقل.
وربما هذا على الاطلاق قد حصل؟
بالنسبة لمجموعة السلام – هنا الانباء الطيبة. الشخصيات المركزية من “مشروع اماد” لم يعودوا معنا، كما أن مختبراتهم دمرت. لقد حافظ الإيرانيون على هذا الاطار كي يشغلوه من جديد في المستقبل، وهذا لم يعد. ايران يمكنها أن تقيم مجموعة جديدة، بصمت، دون التبليغ – ولا حتى للقيادة. هذا سيناريو مقلق يستغرف بضع سنوات – لكنه ممكن. لكن المقلق اكثر هو ان لعل هذا قد حصل، ربما قبل خمس سنوات، عندما لاقى رئيس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زادة ربه. لو كنت انا خامينئي، فان هذا كنت ما سافعله. هذا ما هو كفيل ان يشرح التقدم الى 60 في المئة قبل الهجوم – وربما هذا لم يكن مجرد ورقة مساومة بل انهم كانوا يعرفون شيئا ما نحن لا نعرفه.
الى جانب كل هذا، يوجد سيناريو سري إضافي، الان حين يكون الدافع لتقدم المشروع النووي عاليا. التوجه الى كوريا الشمالية للحصول على قنبلة جاهزة. هذا هو المستار الأسرع. وعليه، فالقلق ليس فقط مكانة المنشآت، بل المادة المخصبة، واساسا – هل يوجد بداية مسار سري. الإيرانيون سيفضلون الحذر والسرية على العجلة، الا اذا بوسعهم ان يحققوا إنجازا سريعا. فمن ناحيتنا اسم اللعبة يجب أن يكون متابعة استخبارية في أن هذا لا يحصل واخطار كي لا يحصل أيضا.
ليس أجهزة طرد مركزي فقط
الخطوة العسكرية الناجحة حيال ايران كانت مجرد نقطة بدء، وقد حققت هدفها. التتمة ستتأثر اقل بعدد أجهزة الطرد المركزي التي نجت واكثر بالدينامية: هل ايران ستختار انزال الرأس ام التصعيد، وهل نحن سنواصل خلق ظروف تشجعها على أن تختار مسار التوقف. الصراع لمنع النووي عن ايران يرافقنا منذ اكثر من عشرين سنة، وهو لن ينتهي هذا الشهر. السبيل الوحيد لمنع السلاح النووي عنها هو أن يختار النظام نفسه الا يطوره. الهجمات الأخيرة – التي كل من في المجال كان سيوقع على نتائجها – تعيق التطوير فقط. لا يوجد شيء لا يمكنهم ان يرمموه. ومن هنا يجب العودة الى العمل العبثي: استخبارات وثيقة، احباط عمليات، وضغط دولي يدفع ايران لان تختار بين استمرار وجود النظام ومحاولة الوصول الى سلاح نووي. هذا لا حاجة لان يسير معا.
فقدت ايران معظم قدرات التابعين لها. مشروع الصواريخ لم يثبت نفسه كتهديد وجودي. الاقتصاد محطم، وصور سلاح الجو فوق طهران حزت عميقا في الوعي. هم بحاجة الى الوقت للترميم ومهمتنا هي التأكد من أنهم لن يحصلوا عليه. طالما اعتقدوا ان السلاح النووي هو ذخر وليس عبء، فيجب مواصلة الضغط عليهم في كل الجبهات. هذا سيستغرق زمنا – اشهر، سنين، ربما عقود. الزمن الذي يمر ليس بالضرورة في طالحنا، لان النظام هناك فاشل وفاسد ونهايته ستأتي في موعد ما. علينا فقط ان نواصل العمل على ذلك. خطير الدخول الى حالة لامبالاة – ايران الان دولة جريحة وخطيرة، وتوجد لها مصلحة للوصول بسرعة الى سلاح نووي. اذا نجحت – نكون انتصرنا في المعركة لكننا هُزمنا في الحرب.
من يقرر في طهران
هذا النقاش يجب أن يجرى أيضا في سياق شكل اتخاذ القرارات في طهران. الفساد في المؤسسة الإيرانية يستشري. الناس يخافون قول الحقيقة، وتعرض للقيادة وصورة وضع شوهاء. خامينئي ليس في ذروته – مريض، عجوز ومصاب بجنون الاضطهاد. ليس واضحا كيف تتخذ القرارات. يحتمل أن يكون هذا هو احد الأسباب التي جعلت ايران تخاطر بشكل غير صحيح – فلا يمكن إدارة المخاطر حين لا تكون قدرة حقيقية لقول الحقيقة للقوة. ولعل هذا أيضا هو الفارق المركزي بيننا وبينهم: تميز سلاح الجو، شعبة الاستخبارات والموساد ينبع من القدرة على تقصي الحقيقة بعمق حتى عندما لا تكون النتيجة مريحة.
من جهة أخرى، حتى الان لم يحقق بعمق الخروج من الاتفاق النووي – الذي أدى بايران الى حافة القنبلة – ولم يحقق في سلسلة الإخفاقات التي أدت الى كارثة 7 أكتوبر. بهذا أيضا جدير التفكير، حين نسأل أي دولة نريد ان نعيش فيها.
*خبير في النووي الإيراني مسؤول كبير سابق في جهاز الامن وحاصل على جائزة امن إسرائيل.