ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: اليمين الصاعد في المانيا واليسار متحدان في تأييد وقف المساعدة لاوكرانيا

يديعوت احرونوت 8/9/2024، بن درور يميني: اليمين الصاعد في المانيا واليسار متحدان في تأييد وقف المساعدة لاوكرانيا

كان واضحا ان اليمين المتطرف في صعود. ورغم ذلك، كانت نتائج الانتخابات في المانيا مفاجئة. أوروبا التي عرفناها تغير وجهها. كل دولة ويمينها. بين السكني والأسود يوجد خمسين لون. حزب الـ AFD، “البديل لألمانيا”، يوجد في منطقة الألوان فيها تسود. الفاشية هناك. على خلفية كراهية إسرائيل في دوائر اليسار التقدمي، في أوروبا مثلما في أمريكا، كان يمكن لاحزاب اليمين ان تكون وزنا مضادا ليس ألـ AFD. قبل سنوات وصلت الى إسرائيل بروكا باتري. كانت في حينه زعيمة الحزب. التقينا. “نحن لسنا لاساميين ولا عنصريين”، قالت لي. “نحن ضد الهجرة. لا يزال يوجد لدينا عناصر مؤيدة للنازية”، اعترفت، “لكننا نحاول التخلص منهم. هم لا يمثلون الحزب الذي أترأسه”. 

كانت مقنعة بما فيه الكفاية. غير أنه مرت أشهر غير كثيرة وتبين ان تلك المحافل كانت اكثر سيطرة مما كان يخيل لها. كانت على ما يكفي من الاستقامة كي تترك الحزب. الـ AFD  اليوم لا يحاول ان يبدو معتدلا.

المانيا الرسمية بالتأكيد تؤيد إسرائيل. لكن الشارع الألماني اقل بقليل. توجد تقارير لا حصر لها عن احداث اسرائيلية، والتي هي بشكل عام لاسامية أيضا. بشكل عام هذا يأتي من ائتلاف اليسار المتطرف ومن الإسلاميين والان من اليمين المتطرف أيضا. في الأسبوع الماضي حصل على نحو 33 في المئة في ولاية تورونجية و 30.6 في المئة في سكسونيا. الوسط السياسي، الذي يتشكل منه الائتلاف الحاكم يفقد القوة. دول الغرب التي قامت اجمالا على أساس انقسام الآراء وفقا لمنحنى غاوس (او منحنى الجرس) تتميز أكثر فأكثر بالانقسام مع جرس مزدوج من اليسار المتطرف اكثر بكثير ويمين متطرف اكثر بكثير، مع وسط آخذ في الضعف. هكذا في الولايات المتحدة وهكذا في بعض من دول أوروبا. 

هذه بشرى سيئة للديمقراطية: احدى مزايا اليسار المتطرف واليمين المتطرف هي الانعزالية. اليمين الصاعد في المانيا واليسار أيضا متحدان في الموقف في أنه يجب وقف المساعدة لاوكرانيا. والمعنى العالمي هو تعزيز جدي لروسيا، وبشرى ممتازة لإيران ولمحور الشر. هذه بشرى سيئة للعالم الحر الذي يرفض أن يرى المخاطر التي تتربص به، وهذا بشرى سيئة لإسرائيل.

من يعارض المساعدة لاوكرانيا، يصل الى المعارضة للمساعدة لإسرائيل. وقد سبق لهذا ان حصل: في بريطانيا، بالحكم العمالي أعلنت الأسبوع الماضي عن وقف 30 نوع من ارساليات السلاح الى إسرائيل. لإيطاليا كان تصريح مشابه حتى قبل ذلك. يمين؟ يسار؟ الموقف من إسرائيل مشابه.

نحن ننزل باللائمة على أنفسنا، وليس دوما على حق، على “سياقات” تحول ظاهرا إسرائيل الى المانيا الثلاثينيات. هذا هراء. يوجد يمين متطرف، عنصري وفاشي – لكن ليس اكبر، وبشكل عام اصغر، من اليمين المتطرف في كثير من دول أوروبا. لكن يوجد فرق: ليس لدول أوروبا حدود مع كيان إرهابي يهددها بالابادة. هناك، حتى بلا تهديد وجودي، اليمين المتطرف في ارتفاع مستمر. عندنا لا حاجة لان تؤيد هذا اليمين، لكن يمكن الفهم على أي خلفية ينمو. 

في اوربا القصة مختلفة. هناك هذه هي الهجرة، التي تم استيعاب بعضها بشكل رائع، وقسم آخر وعلى ما يبدو اكبر يرفض أن يستوعب. في 2004 نشر الصحافي البريطاني ديفيد غودهارد مقالا تحت عنوان “اضطراب متدفق”، اثار نقاشا جماهيريا واسعا. في الماضي، ادعى غودهارد، كان مجتمع انساني، مع قيم مشتركة، وهكذا نلنا التضامن ودولة الرفاه. موجات الهجرة خلقت تنوعا. وكلما ازداد تآكل القاسم المشتركة وكذا التضامن. 

منذ عقدين كان فيه هذا هو واقع أوروبا، التي فتحت بواباتها للمهاجرين. والان هذا يهاجمها من اتجاهين: المهاجرين الذي يرفضون الاندماج واليمين المتطرف الذي يذكر الكثير من دول أوروبا واساسا المانيا بالايام السيئة من القرن الماضي. 

العالم الحر، بما في ذلك إسرائيل، يقف امام المعضلة ذاتها. كيف نحافظ على فكرة تأسيسية مشتركة في عصر الهجرة الجماعية؟ لا توجد أجوبة سهلة. لكن يخيل أن أوروبا كلها تدفع ثمنا باهظا على سياسة الأبواب المفتوحة. من ناحية إسرائيل المشكلة مزدوجة. من جهة يسار متطرف ينضم الى مظاهرات الكراهية التي يقوم بها الإسلاميون؛ من جهة أخرى اليهود سبق لهم ان كانوا ذات مرة في فيلم صعود اليمين المتطرف. كراهية مزدوجة وليس فيها ذرة رحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى