يديعوت احرونوت: الولايات المتحدة ستنجو، إسرائيل في خطر
يديعوت احرونوت 7/11/2024، بن درور يميني: الولايات المتحدة ستنجو، إسرائيل في خطر
في اليوم ذاته، تماما في الساعات ذاتها، وقعت دراما مزدوجة على جانبي المحيط. دونالد ترامب حقق نصرا ساحقا في الولايات المتحدة. بنيامين نتنياهو نحى يوآف غالنت في إسرائيل. نحن لسنا في المكان ذاته. الولايات المتحدة لا تزال القوة العظمى الأقوى في العالم. الملايين يريدون الهجرة اليها. أفضل العقول تتدفق اليها، وهم لن يتوقفوا بسبب نصر ترامب.
اما إسرائيل ففي مكان آخر. نحن في ذروة الحرب التي ستصبح قريبا الأطول في تاريخ الدولة. نحن في استنزاف. نحن في تآكل. نحن بحاجة ماسة لكل قطرة طاقة. وفي هذه اللحظة العسيرة يقرر نتنياهو تنحية الرجل الوحيد، وزير الدفاع الذي يحظى بالثقة الأعلى، 58 في المئة حسب الاستطلاع الأخير، مقابل 60 في المئة يعربون عن عدم الثقة بنتنياهو. في إسرائيل تبقت الان حكومة ليس فيها وزير واحد، واحد فقط يمكن التعويل عليه. هذه ركلة للمناعة الوطنية. الولايات المتحدة ستصمد امام الهزة. اما نتنياهو ليضع إسرائيل في خطر.
صحيح، لا يدور الحديث الا عن لعبة كراسي سياسية. وزير ينحى، وزير يعين. لقد سبق أن كنا هناك. التعيينات السياسية كانت وستكون، هي جزء من الديمقراطية، وليس نهاية الديمقراطية. لكن هذه ليست القصة. ليس هذه المرة. لان تنحية غالنت هي مس بالامن القومي. هذا مس بالمقاتلين. هذا دوس عليهم. هذه تنحية هدفها إعطاء المزيد للمتملصين وزيادة العبء على الخادمين. هذا بيع لكل المصالح القومية لإسرائيل – مقابل تخليد الائتلاف الأكثر كارثة في إسرائيل منذ يوم قيامها. هذا ائتلاف الكثير او الأغلبية من أعضائه لم يخدموا في الجيش، وليست لهم أي مشكلة للدوس على أولئك الذين يحمونا باجسادهم. أولئك الذين يدفعون الثمن الاغلى على حرب بعد كل إنجازاتها، يصر رئيس الوزراء على جعلها حرب استنزاف، فقط لان هذا مناسب له.
قبل نحو عقد، حين صديت الادعاء بـ “نهاية الديمقراطية” ونهاية الدولة اقتبست امورا من “مقياس الديمقراطية” للمعهد الاسرائيلي للديمقراطية: “الخطاب الجماهيري الأليم واليائس أنسى في البلاد الإحساس السائد بان وضع الديمقراطية الإسرائيلية يتدهور مثلما وجد الامر تعبيره أساسا في وسائل الاعلام، هو على ما يبدو ليس دقيقا تماما”. هذه الأمور تعرض هنا لاجل الايضاح: حقيقة أن ذات مرة سرقوا هنا بالخطأ “ذئب، ذئب” لا يعني أنه لن يأتي مرة أخرى. ليته كان ممكنا، مرة أخرى، توجيه اصبع اتهام للنخب وللصحافة والادعاء بان هذا ليس كما تصرخ. كل شيء على ما يرام. لكن كل شيء ليس على ما يرام. حتى قبل المس بالديمقراطية هذا مس بقدس اقداس المناعة القومية لانه في 7 أكتوبر وصل جموع المتطوعين الى الوحدات القتالية، بمن فيهم أولئك الذين لم يتمكن احد من دعوتهم. 130 في المئة امتثال، كما بلغت وحدات عديدة بفخار. نحن لسنا هناك. هذا انتهى. تهكم نتنياهو نجح في سحق الدافعية. وما فعله نتنياهو هذا الأسبوع سيدفع هذه المعطيات الى الهبوط. اذا لم يكن هذا مس بالامن القومي فليس واضحا ما هو المس. عندما ينحي نتنياهو أحد ما فانه في واقع الامر يعض. ليس غالنت بل يعضنا كلنا. الذئب بات هنا.