يديعوت احرونوت: المواجهة بين نتنياهو وروني بار خطيرة وتقربنا من نوع من الحرب الاهلية

يديعوت احرونوت 17/3/2025، ناحوم برنياع: المواجهة بين نتنياهو وروني بار خطيرة وتقربنا من نوع من الحرب الاهلية
المجتمع الإسرائيلي، من جنود الاحتياط على حدود غزة وحتى قضاة العليا ومحللي وسائل الاعلام، ينقسم تحت الحكم الحالي الى مجموعتين: أولئك الذين هم مقتنعون باننا نعيش في مجال الحالة الطبيعية، وان كل شيء سبق أن كان، ولكل جنون يوجد سابقة، وأولئك الذين هم مقتنعون بان نتنياهو والعصبة من حوله حطموا كل القواعد. رونين بار ينتمي بشكل واضح الى المجموعة الثانية.
في الحرب مثلما في الحرب، في الجنون مثلما في الجنون، يقول لنفسه رونين بار ويتصرف بناء على ذلك. هو لا يعتزم الاستقالة وفي واقع الامر، لا يعتزم أيضا أن يكون مُقالا. هو سيحترم بالطبع قرار الحكومة اقالته – لكن القرار بترك منصبه لن يكون في يده. سيكون في يد المستشارة القانونية للحكومة وفي يد محكمة العدل العليا. طالما توجد إجراءات هو لن يرحل. من لقاء الإقالة مع نتنياهو عاد الى مكتبه لليلة عمل طويلة. ليس بسبب نتنياهو – بسبب غزة.
لا فكرة لدي اذا كان تحدث عن اقالته مع غالي بهرب ميارا، لكن للاثنين يوجد الكثير من القواسم المشتركة: التقدير المتبادل، جبهة واحدة، قلب من فولاذ وروح قتالية. نتنياهو يخرج منهما مزايا مشكوك أن يكونا يعرفا بانها لديهما. فقط بيبي.
وبالفعل، في البيان الذي أصدرته المستشارة امس بنت عائقا أول، ذا مغزى، لتنفيذ الإقالة: “لا يمكن فتح اجراء انهاء ولاية”، كتب غيل ليمون، مساعدها، “منصب رئيس جهاز الامن ليس وظيفة ثقة شخصية لرئيس الوزراء”.
عندما دخل رونين بار أمس الى اللقاء مع نتنياهو بدأ بالسؤال: استنادا الى ماذا تتهمني (في البيان الذي أصدره نتنياهو) بالابتزاز؟ متى ابتزيتك؟
استنادا الى مقال سيما كدمون في “يديعوت احرونوت” قال نتنياهو.
وقد قصد مقال زميلتي سيما كدمون الذي نشر يوم الجمعة قبل تسعة أيام. “يجدر به أن يفكر جيدا قبل أن يقيم عليه رؤساء الشباك على اجيالهم”، كتبت عن نتنياهو. “فبعد كل شيء، يدور الحديث عن أناس يعرفون شيئا او اثنين عنه، عن سنة حياته وعن ابنه العزيز عليه”.
بار، الذي سمع بضعة أمور غريبة في حياته، تحت نتنياهو أيضا، ذهل. لم يسبق لي أبدا أن التقيت او تحدثت مع سيما كدمون، قال لنتنياهو.
مع كل الاحترام لسيما – وثمة الكثير من الاحترام – مقالها في الصحيفة لا يمكنه أن يكون دليلا لتبرير اقالة رئيس الشباك. هذا جنون.
من لديه ذاكرة طويلة يتذكر – وكيف لا – قضية الشريط الساخن في 1993: نتنياهو توجه الى مقابلة عاجلة في التلفزيون اتهم فيها دافيد ليفي وصحبته بنشر شريط يكشف علاقات حميمة مع عشيقته في الفترة إياها. هم يحاولون ابتزازي، ادعى. عشيقة كانت بالفعل؛ اما الابتزاز فلم يكن.
رونين بار هو شخص مذهل، ذو قدرات استثنائية. يحتمل ان تكون إسرائيل ستكسب لو أنه كان رئيس الوزراء ونتنياهو كان يدعى اليه، الى مكتبه، للقاء اقالة. لكن المواجهة بينهما خطيرة. فهي تقربنا من نوع من الحرب الاهلية، حاليا بلا سلاح، لكنها باتت في مرحلة فقدان الثقة وانعدام الطاعة في أجهزة الامن. التمييز الذي يجريه بار بين المملكة والملك يجتذب القلب، لكن في حالة الشباك هو اشكالي: وظيفة الجهاز هي أيضا حماية المملكة، وكذا الملك، والملكة والأمير أيضا.
اذا كان سبب الإقالة هو التحقيق في قضية قطر غيت، فهذا اقل غرابة. ثمة شيء ما غير سليم والادق شيء ما نتن، في عمل مساعدي رئيس وزراء في خدمة دولة اجنبية وليست عاطفة بالضرورة. لا يمكن طمس تحقيق كهذا. معقول أيضا الافتراض بان الهوة بين نتنياهو وبار فغرت فاها بالتدريج، على خلفية الاحتجاج. نتنياهو يؤمن حقا بوجود دولة عميقة وبالمؤامرة التي يحيكها رجالها ضده. هو يؤمن بانهم يتآمرون لتصفيته او ابتزازه، ما يأتي أولا. الجهد الذي بذله بار في الدفع قدما بصفقات مخطوفين فاقم الوضع. نتنياهو لم يرَ بعين جميلة لا الصفات ولا الموقف المستقل لبار. ليس صدفة أنه نحاه عن فريق المفاوضات.
خطاب الولاء الذي القاه نتنياهو بعد عودته من واشنطن هو المفتاح: اذا كان مسموحا لترامب، فمسموح له أيضا. كل شيء يبدأ به – لا يوجد ولا آخر.
القول الغبي لنداف ارغمان في المقابلة التي منحها ليونيت ليفي كانت على ما يبدو القشة التي قسمت ظهر البعير. نتنياهو فسر اقوال ارغمان كتهديد. مثلما هو الحال دوما، افترض بان عصبة كاملة، مؤسسة كاملة، تتآمر ضده: ارغمان ينسق مع أولئك الذين سبقوه ومع من جاء بعده. ارغمان يحاول ابتزازه. اذا لم يرد فهو قابل للابتزاز. هو ملزم بان يفعل شيئا ما يتجاوز الشكوى العليلة، السخيفة للشرطة. فقرر القيام بفعل ما. كانت هذه المساهمة المتواضعة من ارغمان في اقالة بار.
نحن ندخل على ما يبدو الى أيام قتال معزز في غزة، بدون صفقة، بدون مخطوفين، بدون أن يتلقى الجمهور تفسيرا لماذا نحن نسير عسكريا. ازمة ثقة في ظل القتال.
المواجهة الدستورية حول اقالة بار ستنتهي، من شبه اليقين، بتعيين رئيس شباك جديد. مهمته الأولى ستكون التصدي لازمة داخلية (بار نجح في منع هزات داخل الجهاز بعد 7 أكتوبر. الإقالة تخلق وضعا جديدا). تسريع اجراء الإقالة للمستشارة القانونية للحكومة ينتظر خلف الزاوية. وقوفها الى جانب بار سيكون مدماكا إضافيا في لائحة الاتهام ضدها. شباك آخر، نيابة عامة أخرى ولاحقا محكمة عدل عليا أخرى وقوانين أساس أخرى. رئيس وزراء فقد الكوابح سيتحكم بنا كما يشار وحكومة فاشلة تسير وراءه. أهذا طبيعي؟ تماما لا.