ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: المرحلة الحالية من الحرب في غزة تتجاوز الحدود

يديعوت احرونوت 20/5/2025، سيفر بلوتسكر: المرحلة الحالية من الحرب في غزة تتجاوز الحدود

في 17 اكتوبر 2023 نشر خبر عاجل عن قصف فتاك للجيش الإسرائيلي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة. وزارة الصحة الغزية، بسيطرة حماس، بلغت عن 470 قتيلا، بعضهم من المرضى نزلاء المستشفى. قامت عاصفة، بداية خارج إسرائيل، بعد ذلك في إسرائيل. الجيش صمت ساعات طويلة الى أن ظهر الناطق العسكري العميد دانييل هجاري على شاشة التلفزيون وأفاد: فحصنا، حققنا، جمعنا شهادات وتوصلنا الى استنتاج لا لبس فيه بموجبه سلاح الجو لم يعمل في منطقة المستشفى الأهلي. ما سقط في ساحته كان صاروخا فاشلا اطلقه الجهاد الاسلامي. في الجيش الإسرائيلي قدروا بان عدد القتلى جراء هذا الاطلاق اقل من 50. الاستنتاجات تبنتها وأكدتها أجهزة الاستخبارات ومنظمات حقوق الانسان على حد سواء. 

منذئذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية – الحماسية عن اكثر من 50 الف غزي قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم نحو 60 في المئة، أطفال، نساء ورجال كبار في السن. في الأسابيع الأخيرة لا يمر يوم بلا بيان من وزارة الصحة إياها عن مئات أخرى من القتلى الفلسطينيين، معظمهم “سكان غير مشاركين”. إسرائيل الرسمية لا تريد، تبقى صامتة. وفي اقصى الأحوال تصدر بيانات عن انفاق ومراكز قيادة وتحكم بنتها حماس في مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك مستشفيات ومدارس وكأن هدم انفاق وخنادق يبرر قتل إطفاء، نساء، مرضى. 

هذا واقع لا يمكن التسليم به، بخاصة ليس عندما لم يعد للقتال في غزة غاية واضحة، وبدلا منها تلقى الى الجمهور شعارات فارغة. ماذا حصل لضميرنا القومي حين طلبنا بعد عشرة أيام فقط من مذبحة 7 أكتوبر تفسيرات واجوبة على فرية الدم من جانب حماس عن قصف المستشفى والان نحن نمر مرور الكرام دون أن نرمش او نتعرق، في ضوء اعداد القتلى الغزيين اليومي. التي اذا كانت صحيحة فاننا نكون عميقا في حفرة أخلاقية. اين المعارضة الصهيونية؟ اين موقظو الرأي العام؟ أين آلام الرحمة؟ يمكن ان نفهم – وقوانين الحرب القائمة تفهم وتبرر هذا – ضحايا من بين السكان المدنيين في اعمال عسكرية حيوية بما في ذلك تصفية مسؤولين كبار. من بدأ بالوحشية الحيوانية في الحرب ضدنا مثلما فعلت حماس في 7 أكتوبر الأسود عليه أن يأخذ بالحسبان رد فعل إسرائيلي قوي، طويل ووحشي. كان ينبغي معرفة أن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمن عدوان حماس؛ الحروب لا تدار في أي مرة وفقا لخطة يريدها المعتدي. تسفك فيها انهار من الدم وهي مفعمة بالفظائع. 

ومع ذلك، ليس كل شيء مباحا وليس كل شيء مبررا وبالتأكيد ليس كل شيء أخلاقيا. من ناحية محاكمة الشعوب ومن ناحية المحاكمة اليهودية ليس حكم تصفية السنوار كحكم تصفية قائد صغير في حماس او “تطهير” منطقة مدنية في اطار حملة عسكرية أخرى، بالثمن الفظيع لحياة الكثيرين، بينهم كما اسلفنا، أطفال، نساء وكبار في السن. 

في نهاية الحرب العالمية الثانية وجد بين من تبقى من الشعب اليهودي غير قليلين ممن أرادوا الثأر من الشعب الألماني. الكاتب اليهودي السوفياتي الشهير إيليا ارنبرغ اقترح على ستالين تسوية أراضي وقرى المانيا. منتقمون يهود من بلاد إسرائيل خططوا في الخفاء بتسميم آبار المانيا. كل هذه الأفكار رفضها زعماء مسؤولون عن شعب إسرائيل. نحن لا نثأر من الالمان، نحن نريد أن نحقق حكم العدالة مع النازيين اللعينين ونحقق الحلم الصهيوني. لا أن نحصي أطفالا المان موتى. 

الخراب المادي والبشري في المرحلة الحالية من “المناورة” العسكرية في قطاع غزة مهما كان لقبها التوراتي المزعوم تبدو أكثر فأكثر كتجاوز لحدود ينبغي أن تتقرر، بين الحرب العادلة وغير العادلة. بين هزيمة جيش عدو وثأر اعمى من سكانه. بين سعي الى حل سياسي وجريمة حرب.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى