يديعوت احرونوت: المال اشترى المسيح

يديعوت احرونوت 12/5/2025، ناحوم برنياع: المال اشترى المسيح
رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هو محتال، وليس خياليا؛ لا يدور الزوايا – محتال. وهو لا يختلف كثيرا عن الرجال الذين ركضت مراسلة القناة 12 أدفه دادون وراءهم صارخة، هيي، لماذا لم تعد المال. عشية زيارته التجارية الى الشرق الأوسط أعلن بانه هزم الحوثيين: فهم لن يلحقوا الأذى بعد اليوم بالسفن الامريكية وبالمقابل أمريكا لن تقصفهم اكثر. نصر عظيم. هاكم المعطيات التي زودني بها مشكورا الذكاء الاصطناعي ChatGPT: الاسطول التجاري الذي يبحر في المحيطات يتضمن ناقلات، سفن للناقلات، سيارات، شُحنات متنوعة تصل بعمومها الى اكثر من 50 الف سفينة. منها 180 – 200 سفينة تبحر تحت علم الولايات المتحدة. لم تخطئوا في القراءة: بين 180 و 200 من اصل 50 الف.
سألت كم سفينة تمر في البحر الأحمر في سنة عادية، ليس فيها حوثيون. وكان الجواب 20 – 22 الف. كما منها أمريكية، اضفت وسألت. وكان الجواب انه لا توجد معطيات دقيقة لكن التقدير هو أن العدد يتراوح بين 50 و 100 في السنة، سفن تجارية وسفن حكومية. قرأتم صحيح: 22 الف مقابل 100. الى هذه الاعداد ينبغي ان تضاف سفن أمريكية تبحر متخفية: مخزونات المعلومات في الانترنت لا تعرف كيف تتابعها في هذه المرحلة، لكن الصورة العامة واضحة بما يكفي: ترامب تباهى بحل مشكلة غير قائمة وفر من التصدي لمشكلة حقيقية. حتى بعد الاتفاق مع الحوثيين، ستبقى التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا تجري بطريق طويلة وباهظة الثمن، حول افريقيا: هذا ليس فقط آمنا أكثر لكنه مجدي اكثر لاصحاب السفن. من يدفع الثمن؟ مصر، التي قناة السويس هي مصدر دخل هام لها، ميناء ايلات الذي فقد مكانته ونحن، المستهلكين.
في أيار 2018، في بداية ولاية ترامب الأولى قرر نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس. قرار مبارك، صحيح، وبادرة طيبة لمتبرع كبير لحملته الانتخابية. ترامب أعلن بان نقل السفارة كان صفقة بثمن لقطة: قالوا له ان هذا سيكلف مليار دولار لكنه سفيره، دافيد فريدمان، عقد الصفقة بـ 250 الف دولار فقط.
عمليا لم ينقلوا الى القدس الا يافطة – موضوع هام بحد ذاته، لكنه بلا معنى عقاري. السفارة تواصل العمل من تل أبيب حتى اليوم، تحت يافطة “فرع تل أبيب”. من فوق مبنى القنصلية في القدس استأجروا مكتبا، رواق مع بضع غرف وعلقوا يافطة: السفارة الامريكية. الثمن لم يكن 250 الف دولار بل 21.5 مليون دولار، الى جانب نفقات الامن، لكن في عصر ترامب لا أهمية للتفاصيل.
يصل ترامب اليوم الى الشرق الأوسط لما يسمى على لسان رجاله “رحلة تجارية”. في نظرة اقل ثناء هذه رحلة رشوة: السعوديون، الاماراتيون والقطريون اعدوا المحافظ مسبقا. سبقت رحلة الرئيس صفقات وقعها معهم دونالد ترامب الابن، وجارد كوشنير الصهر. ترامب سيحصل أيضا على جامبو، هدية حب من الامارات. في العالم التجاري درج على تسوية هذه الدفعات عربون جدية.
ترامب سيوقع على صفقات يفترض ان تصل في مدى عشر سنوات الى نحو 2 تريليون دولار. هذا مبلغ يصعب حتى على ايلون ماسك تخيله. وهو كفيل بان يغير الاقتصاد الأمريكي وعبره السياسة. امراء النفط سيتلقون بالمقابل ضمانة أمريكية لامنهم إمكانية لشراء سلاح متطور ونفوذ سياسي في أمريكا لم يعطَ حتى اليوم لاي دولة اجنبية. نحن نعرف اليوم ما الذي فعله المال القطري بالجامعات العليا في أمريكا فكيف يمكن ادخال محاضرين وروايات مريحة لقطر الى الجامعات وكيف تفجر كل هذا في 7 أكتوبر. المال الأجنبي يشتري النفوذ – في مكتب رئيس الوزراء في القدس وفي واشنطن على حد سواء. في نظر ترامب، المال هو كل شيء.
لقد وضع نتنياهو كل بيض إسرائيل في سلة ترامب. كان هذا خطأ نتائجه معروفة مسبقا. في الطريق فقد الى الابد الحزب الديمقراطي ويهوده الليبراليين. بعضهم بمقت نتنياهو اكثر مما يمقت ترامب وهو عالق في خياره: ليس له الى أين يعود. هذا هو زمن الصحوة.
ترامب هو مشكلة سترافقنا في السنوات الثلاثة والنصف التالية وربما بعدها. إسرائيل متعلقة بارادته الطيبة، باكاذيبه، بنزواته. هي لا يمكنها أن تسمح لنفسها ان تكون خارج اللعبة. لا حيال النووي الإيراني ولا حيال مخطوفين لا نعرف كيف نعيدهم وحرب لا نعرف كيف ننهيها.
في إعادة صياغة للقول الذي يحب الحريديم الصاقه على خلفية سياراتهم ليس لنا على من نعتمد سوى على رئيس امريكي مخادع، نرجسي، غير مرتقب، عديم الثبات. بقي مكان واحد في السيارة: لمخادعنا لا مفر غير الصعود الى العربة.