ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الفشل.. إسرائيل تقع في فخ النموذج الأوكراني

ناحوم برنياع – يديعوت – 23-03-2024 اسرائيل وأوكرانيا

ظاهراً أهداف كل طرف في المفاوضات على تحرير المخطوفين واضحة: السنوار يريد إفراغ السجون من السجناء، إخراج الجيش الإسرائيلي من القطاع، وقف القتال، إعادة السكان النازحين في رفح الى ديارهم وإعادة إنشاء القدرات العسكرية لحماس. اما نتنياهو، فيريد إعادة المخطوفين مقابل تحرير محدود للسجناء واحتلال رفح. كل الباقي يبقى على حاله: بتر القطاع عرضاً، تواجد الجيش الإسرائيلي في الميدان وحرية عمله، فراغ في شمال القطاع.
كل واحد والشجرة العالية التي تسلقها. ما ليس واضحاً في هذه اللحظة هو كم كل واحد من الطرفين يريد الاتفاق وما هو سلم أولوياته الحقيقي. ليس واضحاً كيف يتصدى السنوار للضغط الذي يمارس عليه من الدوحة وللضغط العسكري من الجيش الإسرائيلي. ليس واضحاً كيف يتصدى نتنياهو للضغط الأميركي والضغوط الداخلية. يخيل أن كل واحد منهما يأمل في خفاء قلبه أن يحدث شيء ما، معجزة او كارثة، تحرره من واجب القرار.
هذا بالتأكيد صحيح بالنسبة لنتنياهو: من صباح 7 أكتوبر واضح ان حكومة إسرائيل ملزمة بان تتخذ قرارات صعبة كل واحد منها ينطوي على ثمن سياسي باهظ. كما أن عدم القرار ينطوي على ثمن. الفرق هو انه على عدم القرار لا تؤخذ مسؤولية.
قدم واحدة لنتنياهو مغروسة في إسرائيل 6 أكتوبر: هذه هي ائتلافه؛ هذه اللعبة التي يعرف كيف يلعبها. اما قدمه الثانية فمعلقة في الهواء. القرارات الواجبة اصعب منه، كبيرة عليه. هو ليس مبنياً لأن يدفع اثماناً. وفقا للتفاصيل التي سربت من الدوحة، يبدو أن في رأس سلم أولويات السنوار يقف في هذه اللحظة انهاء بتر القطاع. فقد استولى الجيش الإسرائيلي على قاطع واسع من الحدود حتى البحر، بين الاحياء الجنوبية لغزة ومخيمات الوسط. نحن نسميه “ممر نتساريم”. السيطرة عليه تسمح للجيش الإسرائيلي بمنع السكان النازحين الى الجنوب بالعودة شمالاً. وهو يسمح للجيش بالانطلاق الى اجتياحات كذاك الذي أعاد السيطرة على مستشفى الشفاء وحراسة بناء الرصيف الأميركي. البتر كان درة تاج الخطوة البرية. والجيش الإسرائيلي لا يريد أن يتخلى عنه.
مهم للسنوار إعادة مليون ونصف نازح الى ما تبقى من بيوتهم. لعل هذه استراتيجية؛ لعلها فقط تكتيك. صحيح حتى امس، هذه العقبة الأساس التي تعرقل التقدم. في نهاية الأسبوع سيصل الى المنطقة رئيس السي.أي.ايه بيل بيرنز. مجيئه يخلق تفاؤلا ما: الفرضية الواجبة هي انه ما كان ليكلف نفسه العناء ليصل لو لم يقدر بان هناك فرصة للتقدم. لكن سنوات من دبلوماسية الرحلات الاميركية علمتنا بان هذه المرة الزيارة هي مجرد زيارة.
كارثة 7 أكتوبر كان ينبغي لها أن تؤدي بالقيادة الإسرائيلية الى خارج الصندوق. يحتمل انه كانت حاجة لأن يدفع للسنوار ولمنظمته الاجرامية كامل الثمن، وعندها قلب الصفحة وإعادة بدء الدولة من جديد، مع المخطوفين في البيت، مع الصفقة الإقليمية التي يقترحها بايدن. مستقبل إسرائيل اهم من تصفية حماس.
يحتمل أنه كان من الأفضل بدء الخطوة البرية في الشمال، في حدود لبنان، او التخلي عن الخطوة البرية على الإطلاق او بدؤها في رفح. مهما يكن من أمر، نحن لا ننجح في ترجمة الإنجازات التكتيكية للمقاتلين في الميدان الى انعطافة استراتيجية. رأينا كيف في أوكرانيا تصبح حرب عادلة مراوحة عضال؛ محظور ان يحصل هذا هنا أيضاً.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook اسرائيل وأوكرانيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى