يديعوت احرونوت: الفجوات في التحقيقات والدروس التي لم تستخلص

يديعوت احرونوت 27/2/2025، رونين بيرغمان: الفجوات في التحقيقات والدروس التي لم تستخلص
هاكم حدثان لا يوجدان في مركز التحقيقات التي ستنشر اليوم لا هما، ولا ما كان يفترض أن يحصل في اعقابهما – خطوات كان يمكنها أن تجعل 7 أكتوبر يكون مختلفا تماما ولا الدروس التي كان ينبغي أن تستخلص منهما للمستقبل.
في 17 آب 2023 عقد لدى العميد ج، رئيس دائرة التفعيل في شعبة الاستخبارات، أحد أصحاب المناصب الهامة في أسرة الاستخبارات بحث تحت عنوان “تقويم وضع الوصول الى قطاع غزة (اجمالي النصف الأول من العام 2023) – اجمالي رئيس شعبة التفعيل”. شارك في البحث ضباط كبار من قيادة المنطقة الجنوبية، من أسرة الاستخبارات بما في ذلك من وحدة 8200 وكذا جهات ذات صلة بقلب انشغال اسرة الاستخبارات في جمع المعلومات عما يجري في غزة.
الموضوع الذي كان في مركز هذا البحث، والذي لا يمكن وصفه الا كدراماتيكي، كان هو الأداة التي سميت في هذه الصفحات في الماضي “الأداة السرية” – ليست قابلة للاستخدام معظم الوقت بسبب مصاعب فنية ومشاكل أخرى، ورغم جهود كبيرة. “الأداة السرية” كانت الوسيلة المركزية لجمع المعلومات الاستخبارية من داخل حماس والتي تستند اليها دولة إسرائيل بحيث تعطي الاخطار.
العميد ج، أشار في اجماله الى أنه “رغم الفعل واسع النطاق والهام، استخباريا وعملياتيا، في السنة الأخيرة، وفيما أن مهمة الوصول في قطاع غزة لا تزال في رأس سلم الأولويات استخباريا، فان القدرة على إعطاء جواب لمهمات الاستخبارات في الساحة هي في اقصى الأحوال متوسطة”. وكان عاد وأثنى على كل ذوي الصلة بالجهد: “رئيس الدائرة يشدد على أنه رغم الفعل الهام الجدير بكل تقدير فان الفهم أعلاه يتأكد في ضوء حقيقة اننا لم ننجح في توسيع الجواب على (الإداة السرية)”. وأضاف العميد ج بان “تحسينا هاما في الجواب للمهام المختلفة في قطاع غزة لن يحصل قبل نهاية الربع الأول من العام 2024″، وعندها وصل الى الامر الأساس: “ومهم ان يوضح الامر للقادة الكبار الذين يعملون في الساحة في الجيش كي يكون الامر جزء من اتخاذ القرارات المؤثرة على الفعل التنفيذي امام الساحة”.
أو، بكلمات أخرى، رغم الجهود الكبيرة فان الغطاء الاستخباري الذي يعتمد عليه كل جهاز الامن هو في الحضيض ولا يوجد توقع فوري للتحسن اذا كان هذا سيحصل على الاطلاق. ان انعدام نجاح شعبة الاستخبارات في هذا التحسن، أي الخطر الواضح والفوري في الا تنجح “الأداة السرية” في إعطاء الاخطار الاستخباري للقوات، يجب أن تكون امام ناظري قادة الجيش وقادة الجبهة عند ادارتهم المخاطر في الجبهة – ان شئتم – الاخطار الذي ربما، من شبه المؤكد، الا يكون، يجب ان يحل محله تواجد جسدي هام على الجدار.
في 3 أيلول، قبل شهر و4 أيام من هجوم حماس، طرح هذا الموضوع مرة أخرى في مركز البحث في محفل رفيع المستوى وذي صلة على نحو خاص انعقد لدى قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يرون فينكلمان تحت عنوان “زيادة الجاهزية للمعركة”. هذه المرة حضر ليس فقط مندوبي القيادة بل محفل واسع ومتنوع جدا ضم مندوبي سلاح الجو، رئيس الشباك في الجنوب، رئيس قسم العمليات في الجهاز، رئيس ساحة الجنوب في قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي وغيرهم. وكان هدف البحث، مثلما اجمل في 14 أيلول في ورقة وزعت في كل ارجاء الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن هو “التنسيق بين الأجهزة ورسم خطوط توجيه لزيادة الجاهزية العامة للمعركة”.
رئيس الشباك في الجنوب يقول في البحث ان “حماس ستحقق ضربة بداية حين تفكر بان هذه تخدمها”. أي انه يأخذ بالحسبان إمكانية أن تحاول حماس بدء المعركة بمفاجأة. احد الجهود المركزية الذي يعتقد أنه يجب ان تفعله أسرة الاستخبارات هو الحصول على “اخطار حتى بدون (الأداة السرية)”. بكلمات أخرى على اسرة الاستخبارات ان تبذل جهدا أعلاه كي تجد طرقا أخرى للحصول على الاخطار وعدم الاعتماد على “الأداة السرية”.
شكل فينكلمان في اجماله على “الفجوات الهامة”. “فجوة استخبارية”، أي الفجوة بين أين يريد الجيش واسرة الاستخبارات ان يكونوا وبين اين هم يوجدون: “جودة الغطاء الاستخباري تتردى دون توقع بتحسن الوصول في الفترة القريبة القادمة”. في المجال العملياتي يتناول فينكلمان فجوة قوات الجيش الإسرائيلي فيقول ان “مسابقة تعلم العدو أدت الى زيادة الجاهزية والحساسية لرفع التأهب، بقدر تتحدى خطط الهجوم الحالية في قطاع غزة التي تقوم على أساس الهجوم في الروتين بل وتجعل بعضها لا داعٍ له”. بمعنى، حيال استخبارات آخذة في التضاؤل – فينكلمان يشير الى جاهزية متزايدة لدى العدو حماس، لمهاجمة إسرائيل.
“هذا يحصل أحيانا”، يقول مصدر استخباري كبير في الاحتياط كان عضوا في احد طواقم التحقيقات، “بحيث انه حتى للاستخبارات الإسرائيلية المذهلة لا توجد قدرة وصول. لا شك أن شعبة الاستخبارات “امان، الوحدات الخاصة فيها، و 8200 الى جانب الشباك، كان يتعين عليهم أن يعملوا اكثر كي يحسنوا الغطاء الاستخباري للقطاع. هم مسؤولون عن أنه لم يكن غطاء كاف في 7 أكتوبر وليس في العشر سنوات السابقة له على الأقل، وهذه المسؤولية ستكون عليهم الى الابد”.
“لكن المسألة الأكثر دراماتيكية التي تنشأ عن الوثائق التي اطلعنا عليها في التحقيق وهاتان الجلستان اللتان قد تكونا المثال الأكثر بروزا، فظاظة واحباطا – هي ليس واجب اسرة الاستخبارات لعمل المزيد كي تحصل على مزيدا من المعلومات وبالتأكيد في وضع تعمل فيه الأداة السرية أحيانا فقط ولا تكون في معظم الوقت قابلة للاستخدام أو مساعدة، وهكذا أيضا كان في 7 أكتوبر بل ما الذي فعله الجيش الإسرائيلي بحق الجحيم حين علم في المحافل العليا وذات الصلة بان هذا هو الوضع البشع عمليا، وانه لا توجد أداة سرية وان الاحتمال للاخطار سيكون قليلا جدا؟”.
على حد قوله، “امان والشباك فعلا هنا شيئا ما جد غير إسرائيلي – اعترفوا بانهم في مصاعب تنفيذ، ونشروا هذا الى الأعلى والى الجوانب. وماذا بعد؟ فلا يعقل أن القادة الأكبر في الجيش البري، سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة الا يتخذوا عملا. النقص في الاستخبارات كان ينبغي أن تملأه الدبابات في المواقع وبالجنود على الجدار ومزيد من الطائرات، المروحيات، الحوامات والمُسيرات بتأهب عالٍ، في حالة ان تقرر حماس انها تريد أن تفاجيء. لا توجد هنا إمكانية أخرى”.