يديعوت احرونوت: العصي والجزر تعود الى الضفة

يديعوت احرونوت 9-4-2025، يوآف زيتون: العصي والجزر تعود الى الضفة
بينما تستعد قوات نظامية للجيش الإسرائيلي من كتائب لوائي الناحل وكفير لامكانية ترك مخيمي اللاجئين اللذين احتلا في شمال الضفة الغربية قبل نحو شهرين، في صالح توسيع العملية البرية في غزة ، في إسرائيل صادقوا مؤخرا – من تحت الرادار – على سلسلة من التسهيلات للفلسطينيين في طولكرم وفي جنين، كجزء من العودة الى سياسة “العصي والجزر” في الضفة.
في نهاية الأسبوع الماضي فتح الجيش الإسرائيلي الدخول لعرب إسرائيل الى جنين ومن هناك أيضا الى طولكرم، عبر معبر الجلمة قرب العفولة. اكثر من 4 الاف سيارة بلوحات صفراء مرت من هناك في طريقها الى التسوق في المدينة الفلسطينية الأكبر في شمال الضفة.
إضافة الى ذلك سيوسع الجيش الإسرائيلي، ويحتمل حتى الى اكثر من ثماني ساعات، المدة الزمنية اليومية التي يسمح فيها بعبور حر للفلسطينيين في بعض الحواجز التي حول طولكرم.
في جهاز الامن اصدروا مؤخرا تصاريح عبور وحركة جديدة لعشرات رجال الاعمال والتجار الفلسطينيين من شمال الضفة الى داخل إسرائيل للمساعدة في اقتصاده فيما سمح للفلسطينيين الذين طردوا من مخيم جنين للعودة الى هناك لاخذ امتعتهم الشخصية.
في طولكرم حيث يستولي مقاتلو لواء كفير على مخيم نور شمس للاجئين صادق جهاز الامن الإسرائيلي على أكثر من 400 تنسيق مختلف طلبه الفلسطينيون كالمعابر الانساسنية وإصلاح البنى التحتية وغيرها.
تنسيق أمني مع الشرطة
شوهد في مخيم نور شمس مؤخرا ما لم يشهد منذ اكثر من سنتين: جرافات وشاحنات من السلطة الفلسطينية، بإذن من إسرائيل ليشقوا من جديد الطرق التي دمرتها آليات الجيش الإسرائيلي مؤخرا. وأوضحت مصادر الجيش بانه “بعد أن نظفت هذه المحاور من الألغام سيكون ممكنا إعادة بنائها من جديد”.
كما أن الجيش الإسرائيلي يسمح وينسق مع الأجهزة الفلسطينية اعمالا امنية متفرعة وغير مسبوقة لهم، على أساس شبه يومي، في القرى المجاورة لجنين وطولكرم: اعتقال مئات المطلوبين الفلسطينيين على مدى الأسابيع الأخيرة، وضع اليد على وسائل قتالية واسلحة ودخول الى مجالات لم يعمل فيها افراد الشرطة الفلسطينيون منذ سنين.
هذا يسهل على العبء العملياتي للجيش الإسرائيلي بسبب أزمة القوة البشرية، ويوجه قوات الجيش الإسرائيلي الى اجتياحات عميقة ضد مراكز هامة في المنطقة – خلايا وبنى تحتية للتنظيمات تحاول رفع الرأس.
تسهيلات إضافية تحاول تغطية فجوات تشغيل الفلسطينيين نتيجة لمنع الحكومة دخول معظم العمال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل منذ 7 أكتوبر: فرز أراض للفلاحة الزراعية، في مسافات آمنة بما يكفي عن الجدار الفاصل في خط التماس.
هذه العودة الى الحياة الطبيعية مثل جنين وطولكرم التي امتلأت أسواقها من جديد، تمثل اكثر من أي شيء آخر سياسة العصي والجزر الإسرائيلية التي تشارك فيها السلطة الفلسطينية: بخلاف السنوات الماضية فان مؤسسات السلطة الفلسطينية والاعمال التجارية في شمال الضفة الغربية لم تضرب احتجاجا على حملة الجيش الإسرائيلي في المخيمات الفلسطينية في المنطقة. ووصف الجيش الإسرائيلي الواقع الحالي على النحو التالي: “السلطة الفلسطينية متهمة في جمهورها بالخيانة والتعاون مع إسرائيل وبعدم الاهتمام بالاف السكان من مخيمي اللاجئين الذين غادروا الى أماكن أخرى واحد لم يهتم لهم بسكن جديد. والان فقط أعلنت السلطة عن توزيع كرافانات لهم، لكن في أراضيهم الزراعية وليس لبعضهم مثل هذه الأراضي”.
الجيش الإسرائيلي يبذل كل ما في وسعه كي يقلص احتكاك المقاتلين مع السكان وتحسين الوضع الاقتصادي. والمعطيات التي افاد فيها الجيش الإسرائيلي أظهرت ان المردود اليومي للاعمال التجارية الفلسطينية في أماكن مثل طولكرم هبطت بـ 70 في المئة هذه السنة مقارنة برمضان الماضي.
إبقاء قوات في مخيمات اللاجئين
في مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية سيوصي الجيش بفتح كامل ومتجدد للسيارات الفلسطينية في محاور مثل 60 أيضا. في الجيش هناك من يقدر اغلاق المحاور في منطقة طولكرم امام حركة الفلسطينيين كعمل غير مهني. “يوجد 300 الف فلسطيني يعيشون في منطقة طولكرم مثلا ونحن لا نريد أن يكونوا بلا عمل او مدارس فيتفجروا على مواقع الجيش باعمال اخلال بالنظام تعرض جنودنا للخطر” كما يشرح ضباط في الجيش.
هذا وأمر قائد المنطقة الوسطى اللواء آفي بلوط لتأكيد القيم العسكرية في كل الوحدات. وأكدت أوساط الجيش بان حالات قليلة جدا من اعمال الجيش انتهت بشكل غير قيمي فيما أن 4 في المئة فقط من الـ 800 الذين صفوا تبينوا كغير متورطين”.