يديعوت احرونوت: العائق الأساس في المفاوضات: فجوة 13 يوما
يديعوت احرونوت 6/9/2024، رونين بيرغمان: العائق الأساس في المفاوضات: فجوة 13 يوما
على 13 يوما تقف في هذه اللحظة الفجوة، 13 يوما كاملة من سيطرة إسرائيلية في ما عرف كحاجة وجودية لا بديل عنها، حتى ولا للحظة واحدة. مصر وقطر صاغتا اتفاق حل وسط اعتقدت طواقم الدولتين، التي على اتصال مع حماس وإسرائيل بان يوجد احتمال في أن يوافق الطرفان على قبوله.
نتنياهو، في الخرائط التي ارفقت بـ “كتاب الإيضاحات” ادخل عنزة في شكل إصرار على التواجد في محور فيلادلفيا على مدى الـ 42 يوما من وقف النار المؤقت في المرحلة الأولى من الصفقة. اما حماس من جهتها فقد رأت في هذا الإصرار المفاجيء خرقا لما اتفق عليه، وصعدت الى شجرة خاصة بها بالمطالبة باخلاء تام للقوات الإسرائيلية في المحور في تلك الــ 42 يوما. رغم أنه واضح للجميع بان ليس في الإصرار معنى حقيقي، قرر المصريون والقطريون اجراء حل وسط بسيط واقتسموا الامر: إسرائيل تترك المحور نهائيا لكن تنتشر على “طول حدود إسرائيل غزة” مع مرور 22 يوما من دخول وقف النار الى حيز التنفيذ. كلمة “على طول” تسمح بالبحث في الشريط الأمني الذي تطالب به إسرائيل.
الولايات المتحدة، التي لم تشارك في صياغة الحل الوسط، أدخلت فيه تعديلات طالبت فيها تغيير الـ 22 الى 35، أي فرق 13 يوما. كل طرف يشد باتجاهه، بما في ذلك في هذا التعديل وفي غيره. المصريون والقطريون يقولون “دعوا هذا كما هو، والا فلا أمل في أن تقبله حماس. الامريكيون يقولون الامر ذاته، لكن عن إسرائيل.
“من جهة من الصعب وصف عبث اكبر من هذا”، يقول مسؤول مطلع كبير “كيف يمكن ان يصر على مثل هذا الهراء؟ أي معنى يوجد لـ 13 يوما الى هنا او الى هناك؟ لكن هذا أيضا ستار دخان. نتنياهو عرقل المفاوضات في عدة نقاط. فحصل أن تلقى فيلادلفيا فجأة حجما كبيرا حتى بات كل العالم يركز على هذا المقطع الرملي الصحراوي”.
الأساس للمقترح المصري والقطري هو المنحى من 27 أيار. في خطاب نتنياهو يدعي بان المنحى قبل به مجلس الامن وبعد ذلك “نحن وافقنا على المنحى الذي عرضه الرئيس بايدن في 31 أيار”. غير أن إسرائيل هي التي اقترحت المنحى، بمعنى ان إسرائيل كانت مستعدة لان تقبل المنحى الذي طرحته هي نفسها. ويقول هذا المسؤول ان “وهكذا يكسب نتنياهو مرتين. مرة حين يقول ان بايدن هو الذي اقترح المنحى وليس هو من بادر اليها ويظهر أيضا بان إسرائيل منفتحة على التنازل والحلول الوسط إذ تقبل المقترح الأمريكي الذي تبناه مجلس الامن”.
تحقق المقترح المصري والقطري في ظل بعض المراعاة لثلاث وثائق أخرى في المفاوضات منذ منحى أيار: جواب حماس في بداية تموز، “كتاب الإيضاحات” و عنزات نتنياهو في 27 تموز، ومقترح الجسر الأمريكي الذي رفع في اثناء القمة في الدوحة والذي قال وزير الخارجية بلينكن في زيارته الى إسرائيل ان رئيس الوزراء قبل به بكامله وحان دور حماس لفعل هذا.
حماس لم ترفض رسميا لكن المتحدثين بلسانها ردوا المقترح بقولهم انه يقبل أساس مواقفها والشروط الجديدة المتشددة التي اضافها نتنياهو في اطار “الإيضاحات”. في المفاوضات التي أجريت في القاهرة وفي الدوحة في الأسبوع والنصف الأخيرين جرت محاولة لحل المشاكل الكبرى والتركيز على ما بدا بانه مواضيع ينبغي البحث في تفاصيلها لكن المباديء سبق ان اتفق عليها. لكن هناك أيضا بدأت الجدالات. فهل وفي أي تصنيف سيندرجون أولئك الذين سيتحررون لقاء جثث الجنود والمدنيين على قيد الحياة لدى حماس من قبل 7 أكتوبر. يدعي الوسطاء بان إسرائيل خلقت فوضى في القوائم في هذا الموضوع عن قصد او بالخطأ.
لكن تبين عندها أيضا بان حماس هي الأخرى تدخل عنزاتها. “في حماس فهموا بان إسرائيل مصممة على الدخول الى صفقة واحدة، مؤقتة، إنسانية، وإبقاء الامكانية للعودة الى القتال، التي تبدو لهم واقعية تماما”، يقول مصدر من احدى الدولتين الوسيطتين، “المعنى العملي لهذا القرار هو تأجيل لزمن طويل، ان لم يكن الغاء للمرحلة الثانية. بمعنى ان عمليا إسرائيل قررت ان تترك في غزة الجنود والرجال والشباب من تحت عمر 50، ممن لن يتحرروا في الصفقة الأولى”.
ويضيف بان “حماس ادارت المفاوضات حتى الان متخلية مسبقا عن السجناء الاثقل او ما يسمى في المفاوضات حق الفيتو لإسرائيل. اما الان ففهموا أنه يوجد احتمال كبير بانه لن تكون على الاطلاق مرحلة ثانية، وانهم لن يحصلوا على سجناء الا في المرحلة الأولى لانها ستكون الوحيدة. ولهذا قرروا بذل الجهد للحصول فيها على اكبر عدد ممكن”.
لكت المصدر يواصل فيقول: ما نشأ عمليا هو ان الطرفين وضعا المصاعب التي لا يمكن حتى الوصول الى هذه الصفقة المحدودة”.
مسؤول امني إسرائيلي كبير سابق أجرى امس مع بعض من المشاركين في المفاوضات من الوسطاء وشرح لهم كيف نشأ موضوع فيلادلفيا من العدم واصبح الانسحاب منه لـ 42 يوما تهديدا وجوديا فوريا على إسرائيل. وعندما سُئل عن ادعاء نتنياهو بان العالم لن يسمح لنا بالعودة الى هناك ضحك وقال ان إسرائيل تفعل هذا كل الوقت.
وتبين من تحقيقات سابقة في ما يقوله نتنياهو انه لم يذكر فيلادلفيا الى أن تبين له بانه يمكن تحقيق اختراق في الصفقة.
في صباح 3 تموز قدروا في إسرائيل ان حماس توشك على إعطاء جواب إيجابي نسبيا فصرح في المساء سموتريتش قائلا “لن اتفاجأ اذا ما استجاب السنوار لمقترح الصفقة”. وذلك كي يقول انه يجب عمل كل شيء لمنع تلك الصفقة التي كانت إسرائيل هي التي اقترحتها. وفي الغداة استجاب السنوار حقا للمقترح مما ارضى الوسطاء وجعلهم يعتقدون انه يوجد احتمال لاختراق الطريق. وهنا في 11 تموز جاء خطاب نتنياهو الذي طرح فيه محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وكأن التواجد فيه مصلحة “وجودية” لإسرائيل.
في هذه اللحظة هناك شك كبير في أن تتجه الولايات المتحدة الى وضع مقترح حل وسط فرصه في أن يؤدي الى حل قليلة، ويعتقدون ان هذا قد يؤدي الى تفجير المفاوضات واثارة ضجيج في العالم. في مثل هذا الوضع يحتمل أن يخرج نداء لاستبدال الوسطاء او طواقم المفاوضات، وطرح منحى جديد: إما كل شيء مقابل كل شيء أو تبديلات صغيرة مثل تدخل روسي لتحرير المخطوفين من ذوي الجنسية الروسية. هذا حصل هذا فلعل النهاية ستكون صفقة تؤدي الى تحرير الجميع. لكن مشكوك أن يكون حتى ذلك الحين تبقى مخطوفون على قيد الحياة.