ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الطريق الى شرق أوسط طبيعي

يديعوت احرونوت 23/6/2025، آفي يسسخروفالطريق الى شرق أوسط طبيعي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صنع قبل الفجر تاريخا، ليس اقل، حين أصدر الامر لقواته المسلحة بمهاجمة منشآت النووي الإيرانية. ترامب، الذي يعرب الكثيرون في الولايات المتحدة، في إسرائيل وفي العالم عن تخوف كبير وعن حق، من سياسته غير الثابتة والمتقلبة، اثبت في نهاية الامر بانه يوجد غطاء لتصريحاته في أن ليس في نيته التسليم بايران نووية.

هذا تغيير منعش بالنسبة للكثيرين في الشرق الأوسط ولا سيما في الدول العربية السُنية التي رأت كيف استسلمت إلادارات الامريكية المختلفة التي سبقت ترامب للضغط والتهديد من جانب ايران وحلفائها في الماضي. الرسالة التي تلقاها العالم العربي في حينه هي أن الأمريكيين هم نمر من ورق، وفي لحظة الحقيقة يتهربون من استخدام القوة. اما أمس فكانت الرسالة مختلفة. رغم سلسلة ضغوط من الداخل (الحزب الجمهوري) ومن الخارج (التهديدات الإيرانية) لم يتراجع ترامب واظهر لإيران وللعالم العربي كله، بان نمط العمل الأمريكي التقليدي لم يعد ساري المفعول.

غير أن هذه الحرب بعيدة عن النهاية وليس بسبب التهديدات الإيرانية. امس واصلت طهران التلميح بانها قد تهاجم القوات الامريكية في الخليج. تذكر هذه الاقوال التهديد باغلاق مضائق هرمز، لانه اذا ما خرجت هذه الى حيز التنفيذ فانها ستضر ايران واقتصادها أساسا. ومع ذلك، يشعر النظام ان ليس في نيته التخلي عن مشروعه النووي.

ايران ليس ليبيا، والفوضى لا تهددها. إزاحة خامينئي الذي عزز جدا المعسكر المحافظ في ايران في العقود الأخيرة، وان كان يمكنه أن يعين خليفة يتبنى السياسة ذاتها لكن توجد أيضا إمكانية ان يقود الى تعزيز المعسكر الإصلاحي. خامينئي يتمتع أيضا بمكانة قدسية في العالم الشيعي بحيث أن موته لن يعظمه او يجلب سياسة اكثر تطرفا كون ايران الحالية متطرفة بما يكفي على أي حال.

ايران، ا ذا لم تكن معجزات او مفاجآت ستحاول العمل على تخصيب اليورانيوم مجددا في منشآت سرية أخرى بل وربما تسعى الى قنبلة من تحت انف الغرب. السؤال الكبير هو ماذا تنوي الولايات المتحدة وإسرائيل عمله في ضوء هذه النية. فهل سيأمر ترامب بمواصلة الهجوم على ايران الى أن يرفع النظام علم أبيض، ومعقول الا يفعل ذلك ام في نية إسرائيل والولايات المتحدة التوقف والتوجه الى طريق المفاوضات في ضوء الضرر الشديد للنووي الإيراني وابطائه؟

في نهاية الامر يمكن للهجوم الأمريكي ان يشق الطريق بعد سنوات غير طويلة الى شرق أوسط جديد، مع ايران غير نووية وأضعف بكثير، مع حزب الله محيد وسوريا تريد أن تكون دولة “طبيعية”، دول عربية سنية تخشى اقل من تثبيت علاقاتها مع إسرائيل والتوجه الى التطبيع حتى مع السعودية. لكن لهذا الغرض سيتعين على نتنياهو ان ينهي الحرب في غزة ويقود خطوة سياسية تطرد حكم حماس من هناك وتشق الطريق امام ادخال قوات عربية معتدلة الى القطاع وقوات السلطة الفلسطينية.

وكلمة أخرى عن خطوة بنيامين نتنياهو وحكومة إسرائيل: نتنياهو الذي امر بالهجوم على ايران ينبغي أن يأخذ حظوة كبيرة على ذلك تماما مثلما هو كرئيس وزراء إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 مسؤول عن الكارثة الأكبر التي مرت بدولة إسرائيل. ان النجاح في ايران لا يتعارض والفشل المدوي والمسؤولية الشخصية العظيمة لنتنياهو عما وقع في 7 أكتوبر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى