ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الضغط العسكري ليس الحل

يديعوت احرونوت 5/12/2024، غيورا آيلند: الضغط العسكري ليس الحل

سأحاول الربط بين ثلاثة أمور: الاستراتيجية تجاه غزة، عملية الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع وبأي قدر تخدم أي استراتيجية، والأخلاق القتالية للجيش الإسرائيلي، حين تتحدد استراتيجية لا يكفي تحديد أهداف الحرب. من الحيوي الايضاح كيف ستتحقق الأهداف. كل خريج المدرسة العسكرية يفترض أن يعرف هذا، لان كل خطة عسكرية يجب أن تتضمن ثلاث جمل أساسية: الهدف، ماذا نريد أن نحقق. المهمة – ما الذي ينبغي عمله (لاجل تحقيق الهدف) والطريق – كيف نعتزم تنفيذ المهمة. 

ليس واضحا هل جرى في بداية الحرب على الاطلاق استيضاح بالنسبة لمسألة “كيف” ستتحقق الأهداف، لكنه اتخذ القرار الذي يتبنى أنه “الضغط العسكري فقط” سيحققها. الضغط العسكري يحقق هدفا واحدا من اصل الثلاثة – ضرب القدرة العسكرية لحماس. 

يبحث الجيش الإسرائيلي عن الاحتكاك، يرسل شبانه الى الأماكن التي يوجد فيها مخربون اكثر والنتيجة هي انه يصاب الكثيرون عندنا أيضا وكذا ادعاءات بإصابة غير متوازنة للسكان. هذا نهج مغلوط. فقبل سنة ادعيت بان استكمال محور نتساريم خلق عمليا تطويقا لكل شمال القطاع. 

كان صحيحا في حينه تبني خطة بسيطة من مرحلتين: بداية السماح لكل المدنيين في المنطقة بالخروج جنوبا وبعد ذلك تحويل التطويق الى حصار على رجال حماس المتبقين في المنطقة. السيطرة بدون معركة على نحو ثلث أراضي القطاع كانت ستخلق لأول مرة ضغطا حقيقيا على حماس، هكذا يتبين بوضوح في تقارير الاستخبارات التي تقضي بان حماس مضغوطة من إمكانية أن تتحقق خطة الجنرالات”. 

هذا الضغط كان ممكنا توجيهه لموضوع المخطوفين بمساعدة القول التالي: اذا لم تعد حماس في اقرب وقت ممكن المخطوفين الاحياء فان حكمها سيفقد الى الابد أرض مدينة غزة ومحيطها. بخلاف قتل مواطنيها فان فقدان الأرض مؤلم جدا للزعماء العرب. هذا لم يحصل.

بدلا من هذا نحن نخوض معارك ضارية في جباليا وفي احياء أخرى في المنطقة. من ناحية تكتيكية النجاحات مبهرة غير أنها لا تساعد على تحقيق الهدفين – إعادة المخطوفين واسقاط حكم حماس. بالتوازي تثور ادعاءات قاسية عن الاخلاق القتالية للجيش الإسرائيلي. لم اقل ابدا ان “الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، لكنني ادعي حقا بثقة بان الاخلاق القتالية للجيش الإسرائيلي بالتأكيد لا تقل عن تلك للجيوش الغربية. هذا ليس قولا عبثيا. فقد بحث في الموضوع بجذرية في السنوات العشرة الأخيرة وشاركت في ورشات عمل عنيت بهذا حقا – المقارنة بين سلوك الجيش الإسرائيلي مقابل سلوك جيوش أمريكا، إنجلترا وأستراليا في العراق وفي أفغانستان. 

لقد تمت المقارنة من خلال تحليل تفصيلي لـ 132 معيار وعليه فهي مسنودة، اكثر من هذا، فان وفودا من جنرالات أجانب، وبينهم رؤساء اركان ووزراء دفاع سابقين من دول الناتو ممن زاروا غزة سواء في 2014 ام في 2024 اغدقوا الثناء على الجيش الإسرائيلي. الاقوال ان الجيش الإسرائيلي ينفذ جرائم حرب هي إذن عديمة الأساس. الامر الوحيد الذي يحتمل أن يكون بوغي يعلون محقا فيه هو الادعاء بان الغاية السياسية الخفية في شمال القطاع هي خلق وضع يسمح بإقامة مستوطنات، لكن هذا الادعاء هو تجاه المستوى السياسي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى