يديعوت احرونوت: الصهيونية انتصرت

يديعوت احرونوت 2/2/2025، شمعون شيفر: الصهيونية انتصرت
- أمام الطقوس التي رافقت تحرير المخطوفين والمخطوفات والتي في مركزها يافطة تقول “الصهيونية لن تنتصر”، تلقينا امس دليلا قاطعا عن أن الصهيونية انتصرت. الصهيونية انتصرت لانه بعد كارثة 7 أكتوبر نهض الإسرائيليون، انتعشوا وقاتلوا في سبيل حقهم بالعيش في هذه المنطقة، في دولة بنيت بالحروب ورغم محاولات جيراننا طردنا من هنا. كما أن مظاهر التكافل المتبادل التي رافقت الكفاح الجماهيري لاعادة المخطوفين تغلبت على سلوك الحكومة برئاسة نتنياهو وشركائه من اليمين المتطرف – أي من أولئك الذين تركوا لمصيرهم لن يبقى في الخلف.
أمر آخر تعلمناه هو أن للشعارات التي باعها لنا نتنياهو عن قدسية محوري نتساريم وفيلادلفيا والقضاء على حماس لا أساس في الواقع – واساسا لانه يوجد رب بيت جديد، دونالد ترامب. وفي سياق الأسبوع سيوجه رب البيت هذا تعليماته لرئيس وزراء إسرائيل لان يتوقف عن خيالاته عن استمرار الحرب وان يبدأ بالحرص على تحرير كل من تبقى في اسر حماس.
- يردين بيباس عاد من الاسر، في الوقت الذي يوجد فيه تخوف شديد جدا على مصير اعزائه – زوجته شيريي وطفليها ارئيل وكفير. كلنا نحمل معنا في هذه الحرب صورة شيري وهي تحاول أن تدافع بجسدها عن طفليها في وجه قتلة حماس. الشاعر الأمريكي الإنجليزي تي. اس اليوت حاول، في أربعة أبيات من القصيدة ان يصف إحساس اليأس وصحوته في ضوء مشاهد الحرب العالمية الأولى فكتب: “هذا هو الطريق الذي ينتهي فيه العالم/هذا هو الطريق الذي ينتهي فيه العالم/ هذا هو الطريق الذي ينتهي فيه العالم/ ليس بانفجار بل باليباب”.
هكذا سنتذكر الحرب التي وعد نتنياهو بان ينهيها بـ “نصر مطلق”.
- في طريقي الى ميدان المخطوفين الأسبوع الماضي مررت عبر أسيجة، بوابات وحواجز التصق بها عشرات افراد الشرطة والحراس – وفهمت بان نتنياهو في المحيط، يشهد في محاكمته. في ذاك الصباح كرر رئيس الوزراء مرة أخرى تساؤله عما يتهم به على الاطلاق، وكلما تواصلت هذه المحاكمة باتت ادعاءاته مقنعة أكثر فأكثر. بين لوائح اتهام خطيرة جدا من جهة وبين اجراء قضائي يجري منذ سنين وتعرقله على نحو منتظم إجراءات طبية وامراض للمتهم والقضاة وحرب في سبع جبهات لعله حقا حان الوقت لوقف هذه المهزلة.
- اصطادت عيناي في متحف تل ابيب لوحة لمساعد الطيار رون أراد رسمها العاد لروم “النجم الأسود”، اسم اللوحة، التي تطل منها صورة أراد مثلما ظهرت في التوثيق الذي نشر في تلفزيون في لبنان في 2006 بعد عقدين من سقوطه في الاسر. أراد يتحدث الى امه، زوجته وابنته. في اللوحة عيناه ساقطتان، على وجهه لحية كثيفة، من فوقه “يضيء” لروم ما يبدو قمر كامل او شمس صفراء.
أفلام كهذه رأينا أيضا منذ 7 أكتوبر. أفلام بواسطتها سعت حماس لان تهدد بان مصير المخطوفين سيكون كمصير أراد الذي اختفت آثاره.
- هذا الأسبوع قبل سبع سنوات رحلت زوجتي رحيلا. في لقاء عابر مع رئيس الاكاديمية الوطنية للغة، البروفيسور موشيه بار آشير قال لي: كان لي الاف الطلاب والاف الطالبات، وفقط رحيلا شيفر واحدة. في أيام الحداد السبعة جاءت الينا أربع عاملات من كافتيريا وزارة التعليم روين “بانها كانت الوحيدة من مسؤولي الوزارة التي اولتنا اهتماما، وفي كل مناسبة قدمت لنا الهدايا”.
وأنا أهدي لها ابياتا من قصيدة أخرى لـ تي.اس اليوت: “ريح شتوية عاصفة لن تجمد، شمس غاضبة لن تجفف الورود في حديقتنا وحديقتنا فقط. لكن هذا الاهداء معد لاخرين سيقرأوه، هذه كلمات خاصة تقال لها علنا”، فلتكن ذكراكِ يا رحيلا خالدة.