ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الصدام الحقيقي بين اهداف الحرب

يديعوت احرونوت 5-5-2025، نداف ايال: الصدام الحقيقي بين اهداف الحرب

الصاروخ الحوثي الذي سقط في مطار بن غوريون ذكر إسرائيل ببضع حقائق أليمة. الأولى هي أن الحرب – وليس فقط في غزة، بل في كل المنطقة – لا تزال هنا. الثانية هي انه لا توجد نجاحات تامة ولا في الدفاع الجوي الإسرائيلي الممتاز بمساعدة إدارة ترامب. الثالثة، التي جاءت مع موجة الغاء الرحلات الجوية الأجنبية هي أن ليس لإسرائيل مصلح في حرب لا تنتهي. وان هذا التهديد، في أن الحرب ستستمر وتستمر يهدد أساسا الإسرائيليين، الاقتصاد والمجتمع هنا. وان المفهوم البن غوريوني عن الحروب القصيرة لم ينبع من ضعف إسرائيل، من قصر نظر او من تحديات محدودة في 1948. نبع من فهم واعٍ للعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، من موقف الدولة في الاسرة الدولية، اعتمادها الزائد على جهات اجنبية والجيش الإسرائيلي كجيش احتياط.

أمس تحدثت مع رجلي اعمال كانا في طريقهما الى مناسبة مهنية في إسرائيل ورحلتاهما الغيتا. وهما يعتزمان محاولة الوصول، اذا ما نجحا، لكن حدثا كالاصابة للمطار هو ذو مغزى بعيد المدى وضرر متراكم. مقاطع الفيديو بثت في ارجاء العالم. انحراف طفيف واذا بالصاروخ كان سيضرب طائرات مسافرة أو قاعة السفر. شركات طيران اجنبية يتعين عليها أن تجري حساب المخاطر (وفي حالة العال حساب رفع الأسعار). التهديدات بردود حادة ضد الحوثيين في مكانها بالطبع. لكن الحقيقة هي ان المشكلة الحوثية يمكنها أن تحل بثلاث وسائل. الأولى هي احتلال قوة خصم لهم في أراضي اليمن. هذا ليس على جدول الاعمال حاليا. الثانية هي انهاء الحرب في قطاع غزة. والثالثة، التي يجربها الامريكيون الان هي نزع قدرات من النظام الحوثي بهجمات متكررة، وهذا يستغرق وقتا.

في هذه الاثناء، الاسياد في طهران راضون. من جهة سلحوا ودربوا الحوثيين. من جهة أخرى هم يتفاوضون مع الإدارة الامريكية التي تريد اتفاقا معهم. للامريكيين يقولون لم تعد لنا سيطرة فاعلة على الحوثيين.

الصورة الكبرى هي ان تواصل الجهود للوصول الى صفقة مخطوفين، محدودة، لكن صفقة فيها مسار لانهاء الحرب حقا. مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف يواصل بذل الجهود في الموضوع. رئيس الوزراء نتنياهو يواصل اتهام قطر بانها لا تضغط بما يكفي على حماس؛ هذا مؤشر على الوضع السيء للاتصالات الان. توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لا يزال يستهدف الضغط على حماس. هذه ليست بعد واحدة من الخطتين الكبيرتين لاحتلال القطاع. امس نشر في اخبار 13 بان رئيس الأركان حذر من أن تنفيذ خطة كهذه يمكن أن يتسبب بموت المخطوفين؛ في اخبار 12 نشر أن رئيس الأركان أبلغ المستوى السياسي قطعيا بان جنود الجيش لن يوزعوا الطعام للسكان الفلسطينيين. هذا كله جزء من الصورة إياها التي ترتبط بما يريده الجيش في القطاع.

تخوف من “نموذج حزب الله”

في هيئة الأركان توجد خيبة أمل من الطريقة التي يشد بها المستوى السياسي لحملة لا عودة منها في  القطاع. لا عودة منها للمخطوفين ولا لمكانة القطاع أيضا، تحت الاحتلال. في واقع الامر، يقود المستوى السياسي الى مستوى T كهذا: إما ان تدفع الضغوط التي تمارس في القطاع بحماس الى صفقة أو نسير الى احتلال كامل للقطاع. أناس كسموتريتش وبن غفير يتطلعون ويصلون الا توافق حماس على صفقة. هم يريدون الاحتلال. المستويات العليا في الجيش تقول هكذا لا يمكن. توجد إمكانية ثالثة، ومن الواجب على الأقل التفكير بها والبحث فيها بشكل جدي. الوصول الى توافقات تسمح بانهاء الحرب، إزالة حكم حماس وإعادة المخطوفين. هذه المستويات لا تقول بالضرورة كلمتي “المبادرة المصرية” لكنها لا تريد ان يحشر الجيش في مثل هذا الخيار الصعب. وهنا ينبغي أن نشرح نقطة حرجة. في كل الخطط التي توجد على الطاولة، المصرية او الإماراتية او تلك للرئيس ترامب، حماس لا تسيطر في قطاع غزة. التخوف الإسرائيلي هو من “نموذج حزب الله”، والذي تبقى فيه حماس خلف الكواليس.

لكن هيا نفترض أن الحرب استمرت والجيش الإسرائيلي احتل كل القطاع. وفي نهاية هذه الحملة أيضا ستنفذ خطة ما (لنفترض خطة الامارات). بكلمات أخرى: كل اللاعبين الإقليميين يتفقون منذ الان على ازالة حماس. السؤال في هذه اللحظة هو الى أي حد تكون هذه الازالة فاعلة، مشددة، بعيدة المدى. اذا تقررت الحملة الكبرى فان فرضية العمل هي انه لا يمكن الوصول الى نتيجة قاطعة تلقي بحماس عن حق وحقيق. لكن الثمن هو المخطوفون. وعليه فالسؤال ليس إزالة حماس مقابل تحرير مخطوفين بل هل مناسب التضحية بالمخطوفين لقاء الفجوة بين ما يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه منذ الان وبين الإنجاز بعد أن تحتل (مثلا) مخيمات الوسط وقلب مدينة غزة، بثمن باهظ للجيش ولدولة إسرائيل. هذا هو السؤال.

لكن هذا السؤال موضوعي جدا. الحقيقة هي انه اذا ما اجرى نتنياهو البحث الجدي الذي يريده جهاز الامن واذا لم يتخذ القرار الذي يتبناه سموتريتش وبن غفير، فان حكومته في خطر. وهم سيسلمون بصفقة جزئية لكن ليس اكثر من ذلك.

زيارة ترامب الحرجة

في هذه اللحظة تتحكم بالجدول الزمني زيارة ترامب الى المنطقة. مشكوك أن تخرج إسرائيل الى حملتها الواسعة قبل أن يعود الى واشنطن. في الولايات المتحدة لا يزال يأملون باختراق في الاتصالات للصفقة. اختراق يؤدي الى أن حتى ترامب يفكر بتغيير خططه ويأتي ليستقبل المحررين في إسرائيل – وبينهم، اذا ما كانت صفقة، المواطن الأمريكي عيدان الكسندر. لكن حاليا، الاختراق ليس هنا. ما هو هنا حقا هو زيارة حرجة لترامب الى المنطقة، زيارة يوشك على أن يخرج منها بنجاحات اقتصادية ذات مغزى وتوقيع اتفاقات امنية – وكل ذلك بدون زيارة إسرائيل وبدون حديث عن تطبيع مع إسرائيل. الرئيس ترامب الذي تعزى اتفاقات إبراهيم له لا يزال يتطلع الى جائزة نوبل للسلام. والطريق لتحقيق ذلك هو سلام سعودي إسرائيلي. لكن السعوديين يأخذون في الشهرين الأخيرين خطوات واسعة الى لوراء. النقطة ليست فقط استمرار الحرب في غزة. فلئن كانوا اعتقدوا قبل سنة بان بنيامين نتنياهو يمكنه ان يوفر البضاعة، فان محافل سعودية تقول لنظرائها الأمريكيين ان رئيس الوزراء ليس الحل بل المشكلة.

هذه الأمور تنضم الى احتكاكات كبرى بين القدس وواشنطن؛ في الإدارة ومحيطها توجد محافل ذات نفوذ كبير تتخوف من محاولة جر الولايات المتحدة الى حرب في الشرق الأوسط وتدعو الى التركيز فقط وحصريا على التهديد الصيني. امس نشر نبأ يتحدث عن “خيبة امل” نتنياهو من الرئيس ترامب، الامر الذي لن يستقبل جيدا في البيت الأبيض، وقبل يومين نشرت “واشنطن بوست” نبأ طويلا ادعى بان مستشار الامن القومي مايك فالتس اقيل (أيضا) بسبب اتصالاته مع الإسرائيليين. نتنياهو اضطر لان ينشر نفيا اما الامريكيون بالذات فلم ينفوا بالقطع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى