يديعوت احرونوت: الشروط التي اضافها نتنياهو الى مقترحه الأصلي بقيت على حالها
يديعوت احرونوت 2/8/2024، ناحوم برنياع: الشروط التي اضافها نتنياهو الى مقترحه الأصلي بقيت على حالها
أول أمس وقفت امام سياج ملعب كرة القدم في مجدل شمس، امام صور الأطفال، الذين تناثرت اشلاؤهم على السياج، امام بقايا الدراجات المحطمة، امام تيار المعزين الصامت والهاديء، إسرائيليين من كل الطوائف والمعتقدات. في المكان الذي قضى نحبهم فيه 12 طفلا لا معنى للكلام.
في قيادة جهاز الامن كان هناك من رأى في الفظاعة فرصة. هذا يبدو انتهازيا وباردا، لكنه في نظري مشروع تماما. فالخوف من فقدان الشرعية يرافق الدولة من بدايتها. والطريق للتغلب على الخوف هو العمل في الوقت المناسب، حين يكون العالم يقبل ويفهم. موت فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية في طهران، المنسوب لإسرائيل، لا يواسي موت طفل واحد في مجدل شمس. لكن الكارثة فتحت نافذة وهذه المرة، لغرض التغيير، الاستخبارات كانت دقيقة، وسلاح الجو اجاد التنفيذ والجيش الإسرائيلي اثبت مرة أخرى بانه يمكنه ان يكون جديا جدا في عملية مبادرة وسيئا جدا في الامن الجاري المعتاد. واحيانا كثيرا يكون هؤلاء هم الأشخاص انفسهم، القادة انفسهم، العقلية نفسها.
لكن الحرب ليست لعبة. فمع كل الاحترام للتنفيذ، فان الاختبار الحقيقي هو في النتائج. لقد لعب شكر دورا أساسيا للذراع العسكري لحزب الله. موته يهز سلسلة القيادة في المنظمة ويفرض تعديلات شخصية في حوارها مع ايران. غيابه يفرض تحديات على نصرالله وعلى الإيرانيين. فتصفية سليماني (ترامب) ومغنية (منسوبة لإسرائيل في عهد أولمرت) فتحتا حفرة في القيادة العسكرية في طهران وفي بيروت. تصفية امين عام حزب الله موسوي (شمير) شقت الطريق لصعود نصرالله، اكثر منه كفاءة ونجاحا. يوجد وجه الى هنا والى هناك.
في الهوامش كان هناك دافع واحد آخر، عزف على عصب حساس. ضباط وجنود دروز في الجيش تابعوا بتوتر عظيم القرار. رأوا كيف ردت إسرائيل على مُسيرة حوثية قتلت مواطنا في تل أبيب. اذا كان هذا هو المعيار، فكيف سترد إسرائيل الى موت أطفال دروز في الجولان.
هنية أدى دورا تمثيليا في الذراع السياسي لحماس. هو كان رمزا. واذا كان ممكنا المقايسة مع مستوانا السياسي فقد كان هيرتسوغا اكثر مما هو غالنت. العالم لن يخسر شيئا من انتهاء حياته السياسية. التداعيات على صفقة المخطوفين متعلقة باعضاء قيادة حماس المتبقين. التصفية حررتهم مؤقتا من ضغط الوسطاء. من ناحيتهم أيضا هذهع كارثة تفتح فرصة.
أملت في أن يستغل نتنياهو التصفيات كي ينزل عن الشجرة التي تسلق اليها في المفاوضات على الصفقة. في بيروت وفي طهران حصل على النصر الذي تمناه جدا. كان يمكنه أن يقتبس تشرتشل الزعيم الذي يعجب به والذي قال في احدى جمله الشهيرة، “في الحرب تصميم؛ في الهزيمة مقاومة؛ في النصر سخاء”.
ليس سخاء تجاه حماس – بل سخاء تجاه المخطوفين الذين تركوا لمصيرهم في ورديته. في الجيش رأوا في التصفيات في بيروت وفي طهران رافعة للمستقبل: نعقد صفقة في الجنوب، نعقد صفقة او ننقل قوات لتغيير الواقع في الشمال، أخير يكون فصل بين غزة ولبنان، وعندها يشق الطريق للتحالف الأكبر ضد ايران.
لكن نتنياهو، لاعتبارات معروفة، اختبار البقاء على الشجرة. الشروط التي اضافها الى مقترحه الأصلي بقيت على حالها.
والزمن يضيق. هو يضيق ليس فقط بسبب الحياة التي تنفد للمخطوفين والمخطوفات. هو يضيق أيضا لان ايران وحزب الله والحوثيين سيردون، معا أو كل على حده، في غضون أيام. الرد كفيل بان يجر ردا ضد إسرائيليا مضادا يجر تصعيدا إضافيا، حتى حرب لا يريدها أي طرف. عندما تطلق الصواريخ الصفقات تصمت.
لقد وعد الإيرانيون رفض قاس وأليم. بشكل عام هم يفون بوعودهم. ليس مؤكدا ان هذه المرة سينجح الامريكيون في أن ينظموا لنا الائتلاف إياه؛ ليس مؤكدا ان تكون النتائج مشابهة. الإيرانيون يستخلصون الدروز من اخفاقاتهم.
في الليلة بين 13 و 14 نيسان اطلقت ايران الى إسرائيل 130 صاروخا باليسيتا، 36 صاروخا جوالا و 130 مُسيرة. هذا هو الأساس للبحث. اذا كانت ايران تريد ان تثير الانطباع لدى العالم، فانها ملزمة بان تطلق اكثر وتصيب اكثر.
انا اصغر من ان اوصي الإيرانيين ما الذي يفعلوه بصواريخهم. لكني تذكرت ان في الحدث في نيسان لحق ضرر طفيف بمبنى في قاعدة سلاح الجو نباطيم. يتبين ان الإيرانيين يعرفون العنوان. اذا كانوا يريدون ان يضربوا إسرائيل دون ان ينجروا الى حرب، فانهم يمكنهم أن يواجهوا صاروخا واحدا الى طائرة واحدة غير مأهولة، مركونة في هذه القاعدة. وهم سيحصلون على ضربة برمز رسمي، غالي للدولة وغالي للمستخدمين. بكلمتين: جناح صهيون. ضربة خفيفة في الجناح، وفي طهران يمكنهم ان يحتفلوا بالنصر. انا مقتنع بان الإسرائيليين رغم الإهانة، سيجدون الطريق للتجلد.