ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الزمن للخروج من غزة

يديعوت احرونوت 22/5/2024، سيفر بلوتسكر: الزمن للخروج من غزة

في سوق البضائع القديمة في تل أبيب بيعت ظهر يوم الجمعة مغلفات من افتتاح فرع البريد الإسرائيلي في رفح. التاريخ: 21 كانون الثاني 1957. منذئذ، وحتى قبل ذلك، دخلت إسرائيل عسكريا الى قطاع غزة وخرجت منه على نحو متواتر كل عقد تقريبا. والاستنتاج الواجب هو: لم يكن، لا يوجد، ولن يكون “حل” من انتاج إسرائيلي لقطاع غزة. كما لن يكون ممكنا إقامة حكم إسرائيلي عسكري او مدني صامد فيه. هذه اضغاث أحلام. اهداف القتال يجب أن تتقلص الى هدفين، واقعيين: تحرير المخطوفين وضمان حياة سكينة وهدوء طويلة لبلدات النقب الغربي. 

القيادة السياسية لإسرائيل على وعي بوضعنا الحقيقي: الحرب في غزة قريبة من استنفاد ذاتها، بلا صلة بالقرار الفضائحي للادعاء العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. فقد أعلن الوزير غانتس عن انذار ثلاثة أسابيع لبقائه في الحكومة، وهذه أيضا الفترة الزمنية الصحيحة لانهاء النشاط العسكري في القطاع والخروج منه. الخروج تماما. مرة أخرى؟ نعم، مرة أخرى. ويحتمل الا تكون هذه المرة الأخيرة. ورجاء لا تفكروا، لشدة الغرور اننا كليو القدرة. نحن لسنا قوة عظمى. ليس بوسعنا ان نقرر لمن ننقل السيطرة فعليا في غزة. هذا قرار الغزيين، قرار العالم العربي وقرار كل الدول المستعدة لان تستثمر في إعادة اعمار القطاع.

بالنسبة لدولة إسرائيل أصبحت الحرب في غزة ما يسميه الاقتصاديون “عبء زائد”، امر فيه كلفة اكثر مما فيه منفعة. إذ ما الذي يمكن تحقيقه عسكريا ولم نحققه؟ لقد اثبتت إسرائيل انها قادرة على أن تسوي قطاع غزة مع الأرض وان تجبي من حماس ومؤيديها ثمنا دمويا باهظا جدا. هذا الدرس سيكوي الوعي الغزي الجماعي والشخصي لسنوات الى الامام وسيشكل إشارة تحذير وردع. لقد أعدت حماس نفسها للمواجهة ضدنا على مدى فترة طويلة، في ظروف فائقة. وها هي، في غضون اكثر بقليل من 200 يوم صفت إسرائيل 90 في المئة من قدراتها العسكرية – الهجومية، وخفضت الى الصفر فرصها لاعادة التسلح وإعادة التنظيم لمواجهة أخرى، على الأقل حتى 2035. هذا انتصار مبهر. التطلع الى النصر المطلق، هنا والان، يعرضه فقط للخطر.

أسمح لنفسي بان أطرح فكرة الخروج من غزة سواء لانه تنشرها مؤخرا محافل امنية رفيعة المستوى أم لاني كنت بين القلائل الذين اختلفوا علنا، في مقالات التحليل، مع المفهوم الذي ساد هنا في المؤسسة الأمنية – السياسية بالنسبة لحماس، وبموجبه يمكن ترويضها واقتلاع عنوانيتها من خلال تحسين مستوى معيشة الغزيين. فمنظمات إرهابية متطرفة من نوع حماس، كما كتبت أقول، معنية بإبقاء الجمهور الذي تعمل في داخله في حالة فقر وعلى حافة الفقر. مثلما كان صعبا اكثر على المواطنين العيش هكذا يكون اسهل عليهم التحكم بهم. 

كيف سترد حماس لى قرار إسرائيلي لانهاء جولة الحرب والخروج من غزة – باحتفالات نصر على خرائب القطاع وفي مقابره الآنية؟ اشك. الخروج من غزة سيبقي في ايدي إسرائيل حرية العمل الأمنية الكاملة، بما في ذلك عمليات الرد. معقول اكثر انه مع الاخذ بالاعتبار المزاج العام في أوساط 2.2 مليون غزي، حماس ستسارع الى اقتراح صفقة سريعة، “كل المخطوفين مقابل الاف السجناء” لتكون شرطا لبدء الاعمار الدولي. بالتوازي، سيشطب عن جدول الاعمال الخيار السخيف لوقف القتال والانسحاب الكامل مقابل تحرير مجموعة مخطوفين صغيرة. 

هل يعني هذا اننا سنعيش الى الابد في حدودنا مع جار مجنون في كل حماس؟ ليس بالضرورة. منظمات إرهاب كثيرة بدت ظاهرا غير قابلة للكسر، كسرت بالتدريج – وعلى أي حال فان الوضع النفسي لمسؤولي حماس لا ينبغي أن يشغل بالنا اكثر مما ينبغي. علينا، نحن الإسرائيليين، ان نحرص فقط على الا تكون لهم ابدا الوسائل والقدرات لتحقيق جنونهم مثلما حققوه في 7 أكتوبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى