يديعوت احرونوت: الخطة المصرية ليست كاملة، لكنها كافية عمليا كي يتم البدء بتنفيذها

يديعوت احرونوت 11/3/2025، د. افرايم سنيه: الخطة المصرية ليست كاملة، لكنها كافية عمليا كي يتم البدء بتنفيذها
في الشهر الـ 17 لنشوب الحرب لا تزال حماس الجهة المسيطرة في غزة. هذا قبل كل شيء هو ذنب رئيس الوزراء نتنياهو الذي يرفض بعناد الانشغال بـ “اليوم التالي”، بمستقبل الإدارة والسيطرة في غزة بعد الحرب. اليوم يعيش في اكثر من مليوني نسمة بلا سكن ورزق. هذه القنبلة الموقوتة موضوعة على عتبة دولة إسرائيل ولا توجد لها الوسائل لمعالجتها.
اعمار اقتصادي واداري لغزة، دون أي تدخل من حماس، هو مصلحة إسرائيلية صرفة. سيطرة عسكرية إسرائيلية على السكان الغزيين هي عبء يسحق الجيش الإسرائيلي قبل كل شيء بحياة رجالنا، لكن أيضا في صرف مقدراته عن التحديات الأمنية الأخرى.
رؤيا الاستيطان في غزة هي من نصيب سموتريتش وبن غفير، والرغبة في عدم اغضابهما هي الدافع الحقيقي لحقيقة أنه لا يوجد للحرب في غزة أي هدف استراتيجي. فتقويض القدرات العسكرية لحماس تم منذ الان، وتصفية كل رجالها حتى آخرهم هي مهمة ليس لها نهاية عملية.
وعليه، فمنذ خرج الرئيس ترامب بخطته عن “الريفييرا”، عانقتها حكومة نتنياهو عناقا شديدا. الإخفاق البنيوي للخطة هو أنه لا توجد أي دولة عربية مستعدة لان تستوعب مليوني فلسطيني، والدول غير العربية تجتهد لان تتخلص من اللاجئين المسلمين الذين يتواجدون منذ الان في أراضيها. وليس لها أي مصلحة في أي إضافات. “الاخلاء الطوعي” في زمن الحرب هو طرد، ومن ينشغل به نهايته أن يتهم بجريمة حرب. يخيل أن ترامب نفسه أيضا يفهم بانه لا توجد استجابة دولية وإقليمية لخطة “الريفييرا” وقد بدأ بالتراجع عنها.
في هذا الوضع اليائس، الذي ستضطر فيه إسرائيل لان تدير وتحكم غزة، في ظل مواصلة القتال ضد حماس، وضعت مصر خطتها لمستقبل غزة. الأهم من كل شيء من ناحيتنا هو أنه لا يوجد فيها مكان لحماس: فهي ستستبدل بحكومة خبراء فلسطينيين يتبعون السلطة.
هذا هو مكان لايضاحات ليست سهلة على الهضم على بعض منا: ليس لاي جسم غير السلطة الفلسطينية شرعية دولية لحكم سكان فلسطينيين، وسكان غزة ضمن هذا. خمس عشرة سنة، وبقوة اكبر في السنوات الأخيرة، تفعل حكومة إسرائيل كل ما في وسعها لاضعاف السلطة الفلسطينية وتمنع عنها المقدرات التابعة لها وفقا للاتفاقات معها. من يحطم السلطة ليس في وضع الشكوى من قدراتها. يوجد مكان واسع لتحسين أدائها، لكن هذا يستوجب مساعدتها وليس مساعدة حماس العدو المشترك لها ولنا.
منذ الانتفاضة الثانية والإسرائيليون لا يعرفون كل جوانب المجتمع الفلسطيني وبالتالي ليس لمعظمنا ثقة في قدرتهم على إدارة شؤونهم المدنية بنجاعة. الفلسطينيون الوحيدون الذين يعرفهم الجمهور الإسرائيلي هم الحيوانات البشرية الملثمين، مع الشريط الأخضر على الجبين والكلاشينكوف في اليد. لكن من يعرف المنطقة التي نعيش فيها والمجتمع الفلسطيني يعرف بان الكثير من الشركات الاقتصادية الناجحة في الشرق الأوسط أقيمت وتدار من قبل فلسطينيين مؤهلين ومتعلمين ليس في أيديهم لا كلاشينكوف ولا مكنسة. يوجد في المجتمع الفلسطيني بما في ذلك المجتمع الغزي، ما يكفي من الأشخاص القادرين على إدارة دولة بنجاح.
في الخطة المصرية واضح كيف تنقل بالتدريج السيطرة الأمنية في غزة من جهات خارجية الى جهات محلية لا صلة لها بحماس. كما ان منحى اعادة البناء يذكر فيه بشكل متدرج ومنطقي. واساسا ينقصها الهوية الصريحة للدول التي ستمولها وتربح من إعادة بناء غزة. الخطة المصرية التي تقع في 112 صفحة ليست كاملة، لكنها كافية عمليا كي يتم البدء بتنفيذها. المهم فيها اكثر من أي شيء آخر هي أنها تدحر حماس خارجا وتقترح بدائل. في ظل عدم وجود خطة جدية أخرى، إسرائيلية او دولية، فان الخطة المصرية هي الخيار الوحيد القائم.
*عميد احتياط، كان وزيرا ونائب وزير الدفاع في حكومات إسرائيل، عضو إدارة حركة قادة لامن اسرائيل