يديعوت احرونوت: الخطاب الذي لن يتجرأ لبيد على القائه

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 14/7/2025 الخطاب الذي لن يتجرأ لبيد على القائه
يئير لبيد ليس عنصريا وليس كهانيا. مظاهر الكراهية التي تجتاحه من اليسار منذ قرر التصويت الى جانب اقصاء ايمن عودة من الكنيست تتجاوز كل حدود – بما في ذلك حدود الذوق السليم وكذا حدود الحقيقة. قراره يشهد على خصلتين أخريين: مؤسفة بقدر لا يقل: هو جبان وهو إمعة. الجبن هو ضعف لا يناسب شخصا في مكانة رئيس المعارضة؛ الامعية هي ضعف لا يمكن لسياسي مجرب ان يسمح لنفسه بها.
معقول الافتراض بانه لن يوجد في النهاية 90 نائبا يصوتون الى جانب اقصاء عودة. المقترحون، أناس الطائفة الكهانية في داخل كتلة الليكود، لم يقصدوا النجاح الى هذا الحد. فقد كان الهدف ان يجمعوا لانفسهم اعجابات في الشبكة، تفكيك المعارضة واحراج محكمة العدل العليا، اذا ما وصلت حيلتهم الى محكمة العدل العليا. اثنان من الأهداف الثلاثة تحققا بنجاح.
يوم الجمعة نشر لبيد في “هآرتس” مقالا يحاول فيه شرح دوافعه. هو كاتب كفؤ، ذو قلم رشيق وأسلوب صائب. مشكوك أن يكون هذا المقال في احد كتبه التالية. دفاعا عن نفسه يجند معيار التوازن. “كل شيء متطرف، مبالغ فيه وقاطع بلا جدال”. يشكو، “الكل يدور مع بطاقة من الرب في أنهم هم وحدهم المحقون”.
لا يصدق. يمكن الدعوة الى اقصاء نائب من الكنيست بسبب منشور غير ذكي كتبه بكل أنواع الأسماء، يمكن حتى المدح والتمجيد لكن لا يمكن تسمية هذا بفعل متوازن. ليس صدفة ان قضى المشرع بانه مطلوب تصويت 90 نائبا على الأقل لاجل اقصاء نائب عن منصب انتخب له حسب القانون. لبيد محق: التوازن مات. هو مات عندما يقوم الناس الذين يلوحون بالتوازن كشهادة تسويغ بفعل غير متوازن على نحو ظاهر.
لماذا يفعل هو هذا؟ “انا أؤيد اقصاء عودة بسبب سلسلة تصريحات لا تغتفر – وعلى رأسها التشبيه بين المخطوفين الإسرائيليين والمخربين، والقول “غزة ستنتصر” في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل منظمة إرهاب إجرامية”، كتبت.
بالفعل، قول مثير، منفر، لكنه فقط قطرة في بحر اقوال مثيرة لنواب افقدت التفضيلات الغورتية في الشبكة الاجتماعية صوابهم. في المعيار الذي يدعي لبيد تبنيه ثلاثة نواب على الأقل ينبغي أن يتلقوا امر طرد من مقر الكنيست، بما في ذلك المؤيدين الأكثر صخبا لاقصاء عودة.
لا، لبيد ليس اعمى. هو يعرف ان عودة ومنشوراته لا تهم طرف قدم الكهانيين في الكنيست. رؤيا الإلغاء لديهم لا يتوقف عند شخص واحد، رأي واحد او حتى قطاع واحد. طرد عودة هو التوطئة. الهدف هو ان يشيروا الى طريق الخروج لكل من لا يروق لعينهم.
ان قرار لبيد التصويت معهم يدل على انهم يخاف منهم: هو يخاف ان يخسر مقاعد اليمين الرقيق الذي على أي حال ستذهب الى بينيت. هو يخاف الا يبدو كوطني، ان يفقد الشرعية، ان ينزل اكثر حيال نتنياهو وبينيت في استطلاعات التأييد لرئاسة الوزراء. مثله غانتس. آسف على قول هذا، لكن حيال كل ما يحصل هنا – في الحرب في غزة، في الانقلاب النظامي لا مفر من قول هذا أيضا. ان: “التوازن هو الملجأ الأخير للجبان”.
كان يمكنه أن يتصرف بشكل مختلف. ها هي مسودة خطاب لن يتجرأ لبيد على القائه: “منشور عودة منكر في نظري، لكن منكرة بقدر لا يقل الحملة الكهانية لاقصائه عن الكنيست. سأصوت ضد اقصائه كي ادافع عنكِ أيضا يا تالي غوتليف وعنكَ أيضا يا بورون، وعنك أيضا يا باتوري. حتى لو لم تكونوا تحترمون مكانتكم – فانا احترمها. انا سأصوت ضد اقصائه كي ادافع عن الديمقراطية من رؤياكم المجنونة”. هذا ما كان يمكن للبيد أن يقوله. السماء ما كانت لتسقط، وهو كان سيجرف وراءه كل أعضاء المعارضة.
والان لموضوع الامعة: المجتمع الإسرائيلي مستقطب سياسيا. الانقسام بقي على حاله رغم الحرب، والان، بعد قرابة سنتين، بسبب استمرارها أيضا. في مثل هذه الفترات الأصوات تتدفق الى من يتحدث بشكل قاطع وواضح. المعارضة هي معارضة؛ كله الا بيبي هو كله الا بيبي. زعيما حزبين في المعارضة فقط يتحدثان بشكل قاطع وواضح: افيغدور ليبرمان ويئير غولان. مؤيدو الرواية اليمينية كله الا بيبي سيذهبون الى ليبرمان او الى بينيت؛ مؤيدو الرواية اليسارية سيذهبون الى غولان. اما لبيد، غانتس وحزباهما فمن شأنهم أن يكونوا اخبار الامس، الضيوف الذين يرفضون الرحيل.
الخطأ التاريخي هو موقف السياسيين في الوسط – اليسار من المجتمع العربي. ايمن هو ورقة الاختبار. اكثر من كل سياسي آخر، ربما باستثناء منصور عباس، سعى لانخراط المجتمع العربي في الساحة، بما في ذلك الانضمام الى الائتلاف. هو قال في هذا الشأن اقوالا شجاعة قلبت عليه حزبه. غانتس ولبيد رفضاه باستخفاف، بغرور. هما اوهما نفسيهما – ولا يزالان يوهمانها – بانهما يمكنهما ان ينتخبا الى رئاسة الوزراء دون تأييد نواب عرب، دون تصويت جماعي للناخبين العرب. الطائفة الكهانية ما كان يمكنها أن تحلم بشركاء افضل.