يديعوت احرونوت: الحياة في الشمال لم تعد غير معقولة، أي نصر أيها الوزير كاتس
يديعوت احرونوت 13/11/2024، أريئيلا رينغل هوفمان: الحياة في الشمال لم تعد غير معقولة، أي نصر أيها الوزير كاتس
بقلم:
كم من الوقت مرّ من اللحظة التي تلقى فيها إسرائيل كاتس بخنوع، بامتنان، بحساسية ولكن بتصميم منصب وزير الدفاع الى ان اعلن لنا جميعا باننا انتصرنا. 72 ساعة. 72 ساعة تمكن فيها من المراجعة للخرائط، تحليل صورة الوضع، تشخيص النتائج، تنفيذ تحليل وتركيب لكل المعطيات، انهاء التشخيص، الاحتساب، الإضافة والتخفيض لما هو ضروري – والاعلان باننا انتصرنا. ماذا انتصرنا؟ حسمنا، هزمنا، اخضعنا حزب الله.
“الضربات التي وجهناها للبنان”، قال ظهر يوم الاحد، فيما كانت الشمس تصدع فوق رؤوسنا، والوعد بالمطر لم يصل حتى القدس، “لا بد ستدرس لاحقا. والان”، أوضح وزير الجيوش، “مهمتنا ان نجني ثمار النصر”. كان يمكنه أن يقول ثمار النصر، معا بتواصل العبارة لكنه اختار ان يمدد ويشدد اليراع، بل واضاف، بتواضع، “هزمنا حماس تنظيميا وعسكريا، لكن هذا”، وكأن به يفشي سرا، “لبحث آخر”. وفي الغداة طار نحو الشمال 200 اطلقها المهزومون، اصابت خمسة اشخاص وزرعت دمارا جسيما.
بيوت انهارت وسيارات احترقت. وبعد ذلك اشتدت الرشقات، فالمهزومون لم يتنازلوا وبين هذا وذاك انكسر قلبنا للسماع عن خمسة جنود ومواطنين اثنين قتلوا. وسكان الشمال، أولئك المبعدين عن الحدود، ممن لم يخلوا، انتقلوا للعيش في الملاجيء. يعدون عشر مرات ان لم يكن مئة متى والى اين سيخرجون، ويرسمون الخطط لاماكن الاختبار في الطريق الى البقالة. هكذا يبدو النصر حسب إسرائيل – انتصرنا – كاتس، بعد دقيقة ونصف من صعوده الى الطابق الـ 14 في الكريا.
وما ليس واضحا هو أي تعليمات بالضبط سينزلها الى قادة الجيش بعد أن انتصر هؤلاء على أي حال على حزب الله، ومثلما قال، على حماس ايضا. ما ليس واضحا اكثر هو ماذا بالضبط سيتعلم المقاتلون في مطارحنا وما الذي سيدرس في كليات الامن القومي في العالم، كم جميل السكوت عنه؟ ام انه كان من الأفضل لو أن وزير الدفاع الوافد يتعلم شيئا ما بنفسه قبل أن يتبجح في الميكروفون، قبل أن يعيدنا، وفي غير صالحنا، وبالتأليد ليس بذنبنا الى 6 أكتوبر؟ بالمناسبة ما كان ينبغي له من اجل هذا ان يحفر في الموسوعة العبرية، يكفيه أن يتوجه الى تقرير فينوغراد في الفصل الذي سُئل فيه اهود أولمرت عن خطاب النصر الذي القاه في حرب لبنان الثانية، فيقرأ جوابه “توجد أمور تقال لانه ينبغي ان تقال” وليفهم ما الذي لا يقال.
“الجندي البريطاني”، كتب جو بورناتشكو “قادر على أن يقف امام كل شيء باستثناء وزارة الحرب البريطانية”. ولا يمكن صياغة هذا بشكل افضل في إسرائيل، تشرين الثاني 2024، مع تبادل الرأسين في وزارة حربنا.
وهكذا، اذا كنا سنجمل الامر، الحياة في الشمال لم تعد غير معقولة. رشقات لا تتوقف تنتقل منذ زمن بعيد من فوق المطلة وكريات شمونا وتسقط في نهاريا، في عكا وفي الكريوت وتنتقل الى الوسط أيضا تجعل الحياة لا تطاق.
ليس هكذا يبدو النصر. الصورة، اغلب الظن، ستتغير فقط اذا ما وعندما تنضج التسوية التي يتحدثون عنها منذ بضعة أسابيع وعلى ما يبدو أيضا يعملون عليها. هكذا في الشمال وهكذا في الجنوب أيضا. إذن صحيح الرؤوس التي تبدلت في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، كاتس بدلا من غالنت، ساعر بدلا من كاتس، في لعبة كراسي هاذية في ذروة الحرب، لا تبشر حقا بايام افضل من تلك وجميل كان سيفعل الوزير الوافد لو لم يكن يثرثر كالببغاء بكلمات رئيس الوزراء ويعد بتصفية العدوان الإيراني، تطيير حماس من غزة وخلق واقع جديد في لبنان. كان يمكن، مثل وزير الخارجية الوافد، ان يختار لنفسه شيئا ما من ادبيات الأطفال المختارة.
اذا كان ساعر، وزير التعليم في ماضيه، اختار اقتباسات باعثة على الدهشة لدى تسلمه مهام منصبه عن الأسد موباسا الذي يقوله لابنه سيمكا: “تذكر من انت”، يمكن لكاتس ان يأخذ نارينيا. هناك أيضا يوجد أسد وتوجد ساحرة وثلج أبدي، لكن في النهاية الاخيار ينتصرون والشمس تعود للاشراق. كل شيء افضل من انتصاره. وبالتأكيد في وضع يقترح فيه حزب الله بعد ساعتين من ذلك تفسيرا خاصا به للاصطلاح.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook