ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الحكومة توجد بفضل الحرب؛ الحرب تتواصل بفضل الحكومة

يديعوت احرونوت 30/5/2025، ناحوم برنياع: الحكومة توجد بفضل الحرب؛ الحرب تتواصل بفضل الحكومة

حماس أرادت صفقة تضمن استمرار وجودها في غزة ووقف الحرب؛ حكومة إسرائيل ارادت صفقة تضمن استمرار سيطرتها في غزة واستئناف الحرب. المهمة التي اخذها على عاتقه بشارة بحبح، مبعوث ترامب الى حماس، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الى إسرائيل، كان مليئة بالتحدي. كيف نجعل الطرفين يقبلان مسارا لا يضمن اعطائهما أي من المطالب التي طرحها. مثلما علمنا هنري كيسنجر، في أوضاع كهذه لا مفر من عدم الكذب. الكذب هو الزيت الذي يدخل المفتاح، الكف التي تدخل القدم في الحذاء.

بحبح، في الدوحة، شرح لممثل حماس بان 10 مخطوفين احياء أيضا سيصعبون على حكومة إسرائيل خرق وقف النار – وربما يصعبون عليها اكثر. فشهادات 10 يتحررون وصرخة عائلات لا يزال اعزاؤها في الخلف ستقوم بالواجب، وستخلق دينامية. في هذه الاثناء سينسحب الجيش الإسرائيلي من كل القطاع باستثناء غلافه الداخلي ويسمح لحماس بان تسيطر على توزيع المساعدات وإعادة بناء نفسها. 

ويتكوف، في واشنطن، شرح لديرمر وبرنياع، مبعوثي نتنياهو ان المنحى هو المنحى ذاته والحرب هي الحرب ذاتها. إسرائيل لا يمكنها أن تستند الى الابد الى رفض حماس. من الأفضل لنتنياهو أن يقول نعم، والا فسيواجه الغضب المنفلت للرئيس. 

الصفقات تتم في نقطة زمنية تكون فيها للطرفين مصلحة مشتركة؛ وكبديل هي تتم عندما يقتنع الطرفان بان بوسعهما ان يخرقا الصفقة ويخرجان بسلام. طرف واحد في هذه القصة قاتل؛ طرف ثاني محتال. أي منهما ليس جديرا بالثقة. وعليه فلا يتبقى لنا غير أن نرافق بالدموع وبالعناق 10 مخطوفين احياء يعودون الى الديار و 18 عائلة تدفن شهدائها وتغلق الدائرة.

الرقم 600 وحشي: 600 يوم و 600 ليلة. وهو يعطي تعبيرا ليس فقط عن معاناة المخطوفين وضائقة العائلات بل وأيضا لانعدام الوسيلة لدى الدولة في ضوء التبطل المتواصل. أطول حروب إسرائيل حيال اصغر اعدائها. أمور كثيرة انقلبت في عالمنا في هذه الـ 600 يوم. امران تبقيا على حالهما، ثابتان ومستقران: الحكومة والحرب. الحكومة توجد بفضل الحرب؛ الحرب تتواصل بفضل الحكومة. لكل شيء سيء توجد سابقة، لكني لا اعتقد انه يمكن أن نشير الى حرب في الماضي تحكمت فيها بهذا القدر اعتبارات الراحة السياسية. 

انظروا الى وزراء الحكومة. الى المواضيع التي تشغلهم. الى مستواهم الشخصي. الى الأعداء الذين يريدون أن يبيدوهم والثورات التي يريدون أن يحدثوها. الى تصريحاتهم في جلسات الحكومة وفي الشبكة: هؤلاء هم الاصفار الذين صنعوا الـ 600. 

المأساة والمهزلة

عمليا، ايران هي دولة نووية. استخدام كلمة “حافة” لا يستهدف الا أغراض التغطية، مثل دولة أخرى، تحمي الحافة أقدم بكثير من ايران. السؤال ليس اذا كانت إسرائيل قادرة على ان تهاجم النووي الإيراني بدون إذن، اسناد ودعم من الولايات المتحدة. لنفترض أنها قادرة. السؤال هو ماذا يعطي هذا، هل سيؤجل الانطلاق الرسمي لايراني نحو مكانة دولة نووية على المليء ام العكس، يعطي تبريرا للانطلاق بمبرر الدفاع عن النفس. 

هذا الأسبوع نشر ان مبعوثي نتنياهو الى البيت الأبيض، ديرمر وبرنياع اوضحا لادارة ترامب بانها اذا ما توصلت الى اتفاق نووي مع الإيرانيين يتعارض وتوقعات إسرائيل، فان “الاتفاق لن يلزم إسرائيل، مثلما لم يلزمها الاتفاق الذي وقعه الرئيس أوباما”. 

وكما يقول الاقتباس الشهير عن كارل ماركس، يكرر التاريخ نفسه بداية كمأساة، بعد ذلك كمهزلة. قبل 10 سنوات رفض نتنياهو الاتفاق رفضا باتا. تخلى عن إمكانية التأثير على مضمونه. بدلا من هذا شن حربا ضد الرئيس في واشنطن بما في ذلك ظهور كدي في الكونغرس من خلف ظهر الرئيس. وكانت النتيجة معاكسة: بدلا من منع الاتفاق، دفع إدارة أوباما الى الإسراع بالتوقيع على الاتفاق بشروط اقل جودة. 

في أيار 2018، بالهام من نتنياهو، انسحب ترامب من الاتفاق. كان هذا الخطأ الثاني: بدلا من منع سباق ايران من النووي، حرر ترامب الحبال. العملية العسكرية التي تمناها نتنياهو لم تحدث لا بقرار امريكي ولا بقرار إسرائيلي. بينيت الذي خلف نتنياهو في رئاسة الوزراء، ادعى بان الملفات التي وجدها في هذا الموضوع كانت فارغة. بايدن، الذي أعاد بدء المفاوضات مع ايران، لم يصل الى نتائج. 

الان ترامب يجرب قوته. على عادته هو يبحث عن انجاز سريع، لامع، مبهر: صفقة القرن. في وسائل الاعلام الامريكية أشاروا هذا الأسبوع الى أنه من نهاية نيسان وترامب يعد، ويعود ليعد، بانه يوشك على انجاز اتفاق لانهاء الحرب في أوكرانيا “في غضون أسبوعين”. “هذان هما أطول أسبوعين في التاريخ”، كما لاحظ بسخرية مراسل سي.ان.ان. 

ترامب ليس أوباما. الكياسة ليست تعنيه. وقد اختار لان يرد على التهديد من إسرائيل بمكالمة تحذير هاتفية مباشرة الى اذن نتنياهو وبرد علني، امام الكاميرات. في عهد أوباما امتطى نتنياهو ظهر كونغرس جمهوري، الذي قفز على كل فرصة للخصام مع الرئيس. فعلى من سيمتطي الان؟ على الديمقراطيين الذين فقدهم؟ على الجمهوريين الذين يأتمرون بإمرة ترامب؟ ما هي الغاية من تهديد لا يمكن تحقيقه؟ ايران نووية هي بشرى سيئة. وها هو، مرة أخرى القطاع ينطلق على الدرب ومرة أخرى تبقى إسرائيل على الرصيف، مهزومة ومرتبكة. ترامب، مسيح حقنا، توقف عن احصاءنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى