يديعوت احرونوت: الجبهة العربية
يديعوت احرونوت 17/7/2024، سمدار بيري: الجبهة العربية
ينبغي الانتباه الى صورة استثنائية لابو ادريس شرفي، ممثل الحوثيين في بغداد. حكومة العراق وضعت تحت تصرفه مسكنا ومكاتب في حي مميز ومحروس في العاصمة. ومن هناك يدير العلاقات الجديدة مع الميليشيات العراقية ومع ممثلي الحكم الإيراني. وبين الحين والآخر، يقفز الى طهران أيضا.
التعاون بين الميليشيات العربية التي تحت رعاية إيرانية وبين قيادة الحوثيين في اليمن لم يعد يتضمن فقط الهجوم على السفن في البحر الأحمر وفي خليج عدن. أبو ادريس الحوثي قال في مؤتمر صحفي انه “بتعليمات طهران، شاركت الميليشيات العربية في هجوم على اهداف في ايلات. والان ميناء حيفا أيضا على بؤرة الاستهداف.
إسرائيل، من جهتها، توجد بالتوازي امام سبع ساحات: حزب الله في لبنان، حماس والجهاد الإسلامي في غزة، الحوثيون في اليمن، فيلق القدس في سوريا، الميليشيات الشيعية في العراق، مجموعة فلسطينية في الضفة الغربية، وبالطبع ايران. وهذه تعلن انها لا مصلحة لها في حرب شاملة مع إسرائيل، لكن اذا ما عملت هذه في أراضيها، او شددت الهجمات في لبنان – فسيكون الرد أليما. يمكن أيضا ان نضيف الى القائمة أفغانستان وباكستان، اللتين تضغطان لارسال، وربما ارسلتا منذ الان، مقاتلين الى المنطقة.
بالتوازي، في الأردن تواصل الجماهير التظاهر ضد إسرائيل. لكن بينما من داخل البرلمان في عمان تصدر دعوات ضد إسرائيل، في الأردن يخفضون رياح الحرب، بالهام من القصر الملكي. ومصر بالذات، التي توجد لها بطن مليئة على إسرائيل على خلفية الاعمال في محور فيلادلفيا تحافظ على الهدوء. يوجد نقد، لا توجد مؤشرات لفتح جبهة أخرى.
في هذا السياق، منذ اشهر وانا ازعج نفسي في مسألة ماذا سيحصل اذا ما وقف “فقط” 100 الف طالب عمل على الحدود مع إسرائيل في طابا. هذا الكابوس يتحقق في قسم منه الان، صحيح انه ليس 100 الف، لكن عدد المصريين الذين يبحثون عن رزق في إسرائيل، تقلق الطرفين جدا.
فهل نسمح لهم بالدخول؟ نخلق لهم أماكن عمل في الفنادق في ايلات؟ في مواقع البناء؟ ماذا سيقولون في القاهرة؟
في سوريا، الرئيس الأسد يسيطر عمليا في دمشق ومحيطها فقط. توجد قوة روسية، ضباط وجنود في قواعد سلاح البحرية، وضباط استخبارات ومنشآت، وتوجد قوة اكبر للحرس الثوري. في داخل سوريا لم يصحو النظام بعد من قضية اغتيال المستشارة الكبيرة لونا الشبل، التي كانت محوطة بخصوم وعلى رأسهم زوجة الرئيس أسماء، وتحت حساب مفتوح من جانب الإيرانيين. الشبل الحسناء، التي كانت عشيقة الرئيس أيضا، صفيت على ما يبدو في حادث طرق غريب على ايدي قوة إيرانية. اخوها، العقيد ملحم الشبل، يخضع للتحقيق للاشتباه بنقل معلومات الى إسرائيل وزوجها في الإقامة الجبرية بعد أن حاول التهرب من سوريا.
في هذه المرحلة، تفكيك الانفاق في محور فيلادلفيا ووقوف الجيش الإسرائيلي على طول الجانب الفلسطيني من معبر رفح يعقد جدا نقل السلاح والعتاد العسكري الإيراني الى القطاع. لكن الخبراء يدعون، بان التسريب لم يتوقف، عبر دول في افريقيا. بالتوازي، ايران اغلب الظن تتخلى عن محاولات تهريب السلاح الى الضفة الغربية، لان الأردن لا يتعاون. في طهران يتذكرون جيدا الهجوم على طائرات سلاح الجو الإيراني التي حاولت التسلل الى أراضي إسرائيل. السعودية، الولايات المتحدة، بريطانيا، إسرائيل والأردن هربت الطائرات في عملية مشتركة.
لم يسبق لإسرائيل ابدا ان تصدت بالتوازي لهذا العدد الكبير من الجبهات العربية وواحدة خطيرة جدا، إيرانية. حاولوا فقط ان تتخليوا حجم التحدي للجيش الإسرائيلي اذا ما جرى توحيد تام لقوات الأعداء. وهذا في الوقت الذي لا يسيطر فيه أبو مازن الا على أجزاء من الضفة ويتعرض للنقد على إصراره على عدم اجراء انتخابات، على الفساد العام والتردي في أداء المستويات العليا في السلطة الفلسطينية وعلى أنه لا يطالب بتحرير مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي. منطقتنا عاصفة من أي وقت مضى واحد لا يضمن للرياح الا تتعزز.