ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الجبهة السابعة

يديعوت احرونوت 26/12/2024، نافيه درومي: الجبهة السابعة

بعد أن صممت إسرائيل غزة من جديد، اعادت حزب الله عقودا الى الوراء وغيرت وجه الشرق الأوسط، يمكن للأسبوع الأخير ان يعتبر هادئا. صحيح أن إسرائيل عادت الى شمال القطاع، لكن لاسفنا بات هذا أمرا عاديا، من الأفضل البقاء، لتنفيذ خطة الجنرالات او للتفكير في حل آخر. ولا يزال توجد ساحة معتملة أخرى لا تلقى الاهتمام اللازم والمرغوب فيه. لماذا مرغوب فيه؟ لان ساحة يهودا والسامرة كانت دوما مليئة بالإرهاب والان يمكن لنا حقا أن نسمع دقات القنبلة. 

هاكم مثلا، هذا الأسبوع فوجئت، هكذا حسب بعض التقارير، محافل في جهاز الامن بعد أن وثق وجود آر.بي.جي في ايدي مسلحين فلسطينيين في جنين. لكن تدور منذ زمن ما حرب بين منظمة إرهاب واحدة اجتازت تبييضا على ايدي إسرائيل في سنوات المفهوم المغلوط الا وهي السلطة الفلسطينية، ومنظمات إرهاب فلسطينية أخرى. قبل يومين أصيب بجراح طفيفة قائد لواء منشه، العقيد أيوب كيوف بعبوة. معه في المركبة كان قائد فرقة يهودا والسامرة. 

على مدى كل الحرب يشددون بان إسرائيل تقاتل في سبع جبهات: غزة، لبنان، سوريا، اليمن، ايران ويهودا والسامرة. في الجبهة الأخيرة سيتفجر لإسرائيل المفهوم المغلوط الذي بنته وطورته على مدى السنين: السلطة الفلسطينية. منذ عهد عرفات والانتقال التجميلي لـ “منظمة التحرير الفلسطينية” الى الاسم المغسول “السلطة الفلسطينية” كانت تتشكل من أناس يعملون بالإرهاب ويتماثلون معه. 

على مدى السنين حولت إسرائيل وجهاز الامن هذا الجسم الإرهابي الى مؤسسة شرعية لا يمكنها فقط أن تمثل الفلسطينيين بل وان تشارك أيضا في الحفاظ على أمن إسرائيل. هذا التعلق الكبير بحيث انه تنطلق حتى اليوم أصوات تتساءل – ماذا سيحصل لو سقطت السلطة الفلسطينية؟ وهذا يشبه بالمناسبة التفكير الذي كان قائما لدى الكثيرين بالنسبة لحماس – من سيصعد بدلا من حماس – كما تساءلوا في إسرائيل على مدى السنين. وقدروا بان هذا يمكن ان يكون أسوأ من حماس.

هذا هو الموقف من السلطة الفلسطينية اليوم أيضا. كجزء من الصراع المشروع والصحيح للتحرر من قيود المفهوم المغلوط – يجب ان تؤخذ بالحسبان امكانيتان اخريان بالنسبة للسلطة الفلسطينية وليهودا والسامرة. الأولى، هي ان السلطة الفلسطينية متهالكة وايامها معدودة. المداولات وتقديرات الوضع يجب ان تكون على الاستعداد للحظة التي تسقط فيها هذه، مثلما كان استعداد كبير للحظة التي سقط فيها الأسد. 

الى جانب ذلك توجد إمكانية أخرى وهي معاكسة. في ضوء النقد من منظمات الإرهاب ومن فلسطينيين آخرين أيضا مجرمين اكثر بقليل فقط من السلطة الفلسطينية في أن السلطة “تتعاون” مع إسرائيل من شأن أجهزة السلطة أن تستخدم بشكل واضح وعلني سلاحها وقواتها – ضدنا. 

يهودا والسامرة كانت المنطقة التي وقعت فيها 7 أكتوبر “صغير” على مدى السنين. الفتك في رام الله، قتل الرضيعة شلهيفت باس، قتل عائلة بوغل، قتل الفتيان الثلاثة، قتل أبناء عائلة سولمون، اغتصاب وقتل اوري انسبخر – هذه فقط الحالات التي يتذكرها الجمهور الإسرائيلي من القتل بايدي فلسطينيين، بعضهم من رجال السلطة الفلسطينية – ويقصر اليراع عن تفصيلها جميعها.

دولة إسرائيل لم تتوقع 7 أكتوبر بسبب إخفاقات كتب وسيكتب عنها الكثير. لعله من المجدي منذ الان الاستعداد وتوفير الكلام الذي سيكتب عن مفهوم السلطة الفلسطينية المغلوط قبل ان يتفجر لنا هذا في الوجه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى