ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: التنازل ليس خيارا

يديعوت احرونوت 12/8/2024، ناحوم برنياع: التنازل ليس خيارا

هذا الأسبوع بكيت كثيرا. بكيت عندما قفزت الرياضيات الخمسة من اسرائيل فجأة الى المكان الثاني ونالت الميدالية الفضية. بكيت عندما تسلقت لونا تشمتاي سلفتر من المكان العاشر الى التاسع، بكيت عندما ادخل ستاف كيري الكرات الى السلة من اللامكان – بكيت مع لفرون جيمس الذي فاز بفخر ومع نيقولا يوكتش الذي خسر بشرف. الحقيقة هي أني بكيت مع كل متنافس في الاولمبيادا انهى دورة، مع كل علم ارتفع، مع كل قضمة شقية للميدالية. للحظة نسيت اذا كان المتنافسون يأتون من دولة هي معنا أم ضدنا: فرحت لسعادتهم. 

لماذا، سألت، مثلما في الاغنية القديمة لمريم يلين شتكليس، لماذا تنهمر الدموع من تلقاء ذاتها. الجواب يوجد على ما يبدو في الأشهر العشرة الرهيبة التي مرت علينا منذ 7 أكتوبر: فمحجر الدموع جف من الحزن، من الغضب، من الاكتئاب، من احباط العجز. وفجأة، امام نصر حقيقي، كامل، نقي من الشكوك، محجر الدموع ينفتح من جديد. 

يحتمل أن يكون هنا درس يتجاوز التجربة الأولمبية. عشرة اشهر والدولة تعيش تحت سحابة كثيفة من الحزن والقلق. وهذه تحوم فوق ميدان المخطوفين ومن فوق مظاهرة العائلات امام بوابة بيغن، في الشقق المؤقتة للعائلات التي اخليت وفي منازل البلدات التي لم تخلى؛ وهي واضحة بالحركة الهزيلة في أماكن التربيه وفي الاحاديث في أماكن العمل. حزن على أولئك الذين تركوا لمصيرهم وقتلوا؛ قلق على أولئك الذين تركوا لمصيرهم واختطفوا؛ قلق على المقاتلين في الميدان؛ قلق لما سيحل هنا من هجمات صاروخية من ايران وحزب الله؛ قلق على مستقبل الدولة. لا أتذكر فزع كهذا في فترات ازمة سابقة ولا حتى في حرب يوم الغفران او في الانتفاضتين الأولى والثانية. 

الفزع يعكس الوضع لكنه لا يؤدي الى أي مكان: ليس فيه بشرى. احدى المزايا التي جعلت حركة الاحتجاج جذابة كانت الوعد بالتغيير؛ كان فيها قوة؛ كان فيها تفاؤل. ضربة 7 أكتوبر بددت هذا أيضا. 

أحيانا اجدني احسد سياسيي اليمين الديني. اوريت ستروك مثلا. منذ 7 أكتوبر وكلها بهجة. مثلها سموتريتش، روتمان، بن غفير، كل العصابة. كحجم الكارثة حجم الفرصة؛ ربما الرب تبارك اسمه هو الذي رتب لهم الحرب الإقليمية التي حلموا بها كل السنين؛ حتى لو لم يكن هذا، فان الحرب تقرب الإسرائيليين من رؤياهم، واولا وقبل كل شيء الجنود في الجيش؛ وما لا يعطيهم الرب تبارك اسمه يعطيهم إياه نتنياهو، بعناصر القوة، بالميزانيات، بالنفوذ السياسي. هم أول من يستمتعون بارباح الحرب. فرحون أيضا رسل القطاع اليميني – الديني في وسائل الاعلام. فقد اكتشفوا في الحرب بان للابتهاج توجد تغطية إعلامية. الناس عطاشى لسمو الروح، للشماتة. وكذا للأغراض والكذب. الشبكة الاجتماعية تحب هذه الأمور. وهي تثيبهم بالمتابعين. 

ظننت أن الغضب في ضوء قصورات الحكم واخفاقاته سيفجر هذه الموجة. إذ ان كل واحد يفهم حجم الفشل، عمق الحفرة التي وقعنا فيها في وضع الامن، في مكانتنا في العالم، في الاقتصاد، في التكافل الداخلي. أخطأت: الحكومة تعلمت كيف تستخف. المظاهرات لا تؤثر فيها ولا انتقاد جهاز القضاء او الفرائض المكتوبة في القانون. الانقلاب النظامي الذي تعهد نتنياهو احتفاليا بوقفه، انبعث بقوة. 

إذن ما العمل، يسأل كل من هو قلق على المستقبل هنا. ليس لي جواب جيد، بل نصيحة فقط: عمل الامر ذاته، ناقص اليأس. التخف من التباكي، محاولة العثور من جديد على التطلع لنصر رافق الاحتجاج من بدايته. ما قيل في كانون الثاني 2023، عندما عرض يريف انقلابه، صحيح اليوم أيضا، وبقوة اكبر. دولة إسرائيل اغلى من ان تترك في ايدي سياسيين سائبين، مسيحانيين، محملين بالمصائب. 

لعلنا نتعلم شيئا ما أمريكا. قبل شهر تنافس في الانتخابات للرئاسة اثنان، واحد غير مؤهل، وآخر غير جدير، وكانت نتائج الانتخابات معروفة مسبقا. وعندها صحا بايدن وتنازل، وكمالا هاريس وقفت مكانه. الأحزاب ورسائلها بقيت كما كانت، لكن الروح تغيرت: الديمقراطيون امتلأوا بالادرينالين وترامب غرق في الاكتئاب. السباق بدأ من جديد. وفي شؤون الدولة، مثلما في الاولمبيادا لا شيء ينتهي الى ان ينتهي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى