ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الان رفح وماذا إذن؟ 

يديعوت احرونوت 23/5/2024، آفي يسسخروف: الان رفح وماذا إذن؟ 

اذا لم تكن تطورات مفاجئة في اللحظة الأخيرة، فبعد بضعة أسابيع، وربما اشهر معدودة، سينهي الجيش الإسرائيلي السيطرة على منطقة رفح و “تفكيك” أربع كتائب حماس التي تقاتل هناك. فقد وصلت القوات منذ الان الى حي البرازيل، على مقربة من مركز مدينة رفح، تعمل في الشابورة، حي شهير آخر في المنطقة، ويمكن التقدير بان التقدم سيستمر، ضمن أمور أخرى في ضوء ما يبدو كتغيير ذي مغزى في الموقف الأمريكي: لم تعد هناك مقاومة حقيقية للعملية. فالادارة التي فهمت انه يمكن اخلاء السكان الفلسطينيين من رفح دون أن يؤدي هذا الى مس واسع بالابرياء، ويسمح، حتى وان كان بالصمت، للقوات الإسرائيلية التقدم لاحتلال كل المنطقة. حتى مصر، التي استعرضت العضلات امام إسرائيل في مسألة رفح لا تبدي بوادر مقاومة حقيقية للعملية. يحتمل ان يكونوا في القاهرة يفهمون بانه بعد المناورة النتنة التي قام بها احد قادة المخابرات المصرية، احمد عبدالخالق في اطار المفاوضات مع حماس لتحرير المخطوفين – واثار أيضا غضب الأمريكيين – عليهم أن يعيدوا لانفسهم مكانة “الوسيط النزيه” ولهذا فهم يغضون النظر. 

غير ان المشكلة الأكبر لرئيس الوزراء نتنياهو هي أنه بعد لحظة من احتلال مدينة رفح سيتعين عليه أن يتصدى للشعار الذي يرفعه هو وابواقه في كل صوب عن “النصر المطلق”. في واقع الامر، بعد أن تنتهي رفح سينتهي عصر المناورات البرية الكبرى – على نمط خانيونس، شمال القطاع ومدينة غزة. في منطقة معسكرات الوسط بقيت كتيبة واحدة لحماس على اقدامها، وكذا أيضا في دير البلح. لكن فضلا عن ذلك لا توجد أي خطوة برية أخرى يمكن التلويح بها لاجل ضمان “النصر المطلق”. نتنياهو ودولة إسرائيل كلها سيضطرون لان يتصدوا للواقع الصعب الذي حتى في اليوم ما بعد رفح لن يكون نصر وبالتأكيد ليس مطلقا. نشطاء حماس كثيرون لا يزال يختبئون في انفاق لم تصب بأذى، وحسب تقدير الاستخبارات الامريكية فان نحو 65 في المئة من الانفاق في غزة لم تصب بأذى. يوجد في حوزتهم سلاح كثير، وهم ينجحون في تجنيد غير قليل من النشطاء الجدد في أوساط السكان، وبخاصة من الشباب. الجيش الإسرائيلي، بغياب بديل سلطوي لحماس، سيجد نفسه يغرق أكثر فأكثر في القطاع، ويعود الى معارك في خانيونس، بني سهيلا، رفح، بيت حانون وكل تلك المناطق التي خرجنا منها. كما أن المخطوفين لن ينالوا التحرر قريبا دون صفقة كاملة، ولشدة اسف نتنياهو حتى بعد ان تنتهي الحملة الواسعة في رفح فان هزيمة حماس لن ترى في الأفق.

الطريق الوحيد الذي سيؤدي الى هزيمة كهذه هو اذا قام في غزة بديل سلطوي حقيقي لمنظمة الإرهاب. بديل يمكنه أن يتحدى حماس ويسمح أيضا بخطوة سياسية أوسع. لكن نتنياهو ليس مستعدا حتى لان ينظر في مثل هذه الامكانية بسبب الخوف على سلامة حكومة اليمين على المليء – مليء خاصته. الان يمكن فقط تخيل ماذا كان سيحصل لو كان اجري قبل بضعة اشهر في إسرائيل بحث جدي في “اليوم التالي”. فلئن كان افضل العقول في دولة إسرائيل، الولايات المتحدة وفي أجزاء من العالم العربي – غير المعنيين ببقاء حماس – اجتمعوا معا للتفكير في بديل سلطوي. يمكن لهذا البديل أن يستند الى قوى عربية معتدلة، قوى توجد لها اتفاقات سلام مع إسرائيل، الى جانب قوة مسلحة فلسطينية تأخذ اوامرها من السلطة الفلسطينية في رام الله. ينبغي أن نقول بصدق، حماس على ما يبدو ما كانت لتسلم المفاتيح للقطاع وتستسلم. معقول أكثر أن نشهد غير قليل من محاولات منظمة الإرهاب القتال ضد مثل هذا الكيان، والجيش الإسرائيلي كان سيكون على ما يبدو مطالبا بان يعمل أيضا في المناطق التي سبق أن عمل فيها. ومع ذلك، فان مواجهة كهذه في القطاع بين قوة فلسطينية/عربية وبين مسلحي حماس كانت ستلحق بحماس ضررا إعلاميا قاسيا، وفي ضوء المشاهد الصعبة من قطاع غزة كانت ستثير غضبا شديدا بين السكان. او بكلمات أخرى، المنظمة التي خطت على علمها إبادة إسرائيل كانت ستفقد الشرعية والقدرة على أن تجند المرة تلو الأخرى الى صفوفها نشطاء إرهاب جدد، واساسا من بين السكان الشباب. لماذا؟ لانه كان سيكون لهم بديل.

لو كانت مثل هذه الخطوة تجسدت، لكان المعنى المباشر لها هو التطبيع مع السعودية وخلق محور حقيقي وذي مغزى في وجه المحور الشيعي الإيراني. محور كهذا يمكن له أن يؤدي الى اضعاف قوة حزب الله وعلى ما يبدو أيضا سينهي الحرب في الشمال. هذا هو التهديد الأكبر على الإيرانيين وعلى حماس، التي لهذا الغرض خرجت الى الحرب ضد إسرائيل. هذا هو السيناريو الأسوأ من ناحية يحيى السنوار. ولا يزال، نتنياهو متمسك بموقفه في أنه غير مستعد لاعادة السلطة الى غزة، حتى وان كان بشكل جزئي. “جبهة الرفض” هذه تخلق كما هو متوقع الواقع الذي نواجهه الان في القطاع: الجيش الإسرائيلي يقاتل عودة حماس الى كل الأماكن التي خرج منها بحيث أننا الى رفح أيضا سنعود في اطار “النصر المطلق”. عمليا، حتى لو كان نتنياهو يقول انه يعارض ذلك، فانه يشق الطريق الى عودة الاحتلال أو الحكم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. يحتمل أن يكون بعض من مؤيدي سموتريتش وبن غفير يؤيدون ذلك، لكن الأغلبية الساحقة من مواطني إسرائيل يعارضون احتلالا كهذا ومعارضيه. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى