ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الاغتيال الذي خطط له منذ 7 اكتوبر

يديعوت احرونوت 2/8/2024، رونين بيرغمان: الاغتيال الذي خطط له منذ 7 اكتوبر

زعيم حماس إسماعيل هنية الذي صفي في طهران أول أمس، قتل بانفجار عبوة ناسفة هُربت سرا وزرعت مسبقا قبل أسابيع في مجال الضيافة الذي مكث فيه – وليس بنار صاروخ. هذا ما أفادت به “نيويورك تايمز” امس استنادا الى مصادر استخبارية إيرانية، أمريكية ومصادر في الشرق الأوسط. وفي التقرير انكشفت تفاصيل التصفية التي تطلبت اشهر من التخطيط، في المجال الذي يديره الحرس الثوري. 

في التقرير، الذي شارك في اعداده الموقع أدناه قيل انه تم تفعيل العبوة من بعيد – في اللحظة التي علم فيها بان هنية يوجد في الغرفة. وحسب “التايمز” فان المصادر الإيرانية التي اقتبسها التقرير لا تعرف كيف أو متى زرعت العبوة في الغرفة. 

نذكر هنا أن إسرائيل لم تأخذ مسؤولية رسمية عن تصفة زعيم حماس. رغم ذلك في ايران وفي حماس القوا المسؤولية على إسرائيل – وكذا مصادر أمريكية اقتبسها التقرير اشارت الى أن هذا هو التقدير في الولايات المتحدة.

وحسب “التايمز” فان التقارير أول أمس والتي جاء فيها ان إسرائيل هاجمت من الجو غرفة هنية بصاروخ، مثلما فعلت بقاعدة سلاح في أصفهان ردا على هجوم الصواريخ الإيراني في نيسان، تبينت غير صحيحة. فقد قيل ان إسرائيل نجحت في استغلال ثغرة في الدفاع الإيراني، وزرعت قنبلة اخفيت في المكان قبل أسابيع من ذلك. هذه الثغرة، حسب المصادر الإيرانية، كانت “فشلا استخباريا وحراسيا كارثيا بالنسبة لإيران، بل وحرجا للحرس الثوري”، الذي يستخدم المجال للقاءات سرية ولاستضافة زعماء، مثل هنية. 

احد المصادر الاستخبارية الذي تحدث مع “التايمز” شرح ان تخطيط الاغتيال لهنية استغرق اشهر وتطلب متابعة واسعة لمنشأة الاستضافة المحروسة جيدا والتابعة للحرس الثوري.

وحسب المصادر الإيرانية والصور من الساحة كما حللتها “التايمز” فان الانفجار في الغرفة التي حل فيها هنية أحدث ضررا بالحد الأدنى فقط بالمبنى والذي تلخص بالضرر لقسم من الحائط الخارجي للمجال.

هنية كان في الليل في غرفته، مع حارسه الشخصي، وسيم أبو شعبان. بعد الانفجار، كما وصفت “التايمز” على لسان مصادر إيرانية كانت الغرفة كلها في حالة “فوضى”، الأثاث محطم، الفضاء مليء بالدخان والارضية مدمرة. 

وفاة هنية تقررت في المكان. اما حارسه الشخصي فحاولوا إنقاذه في عملية احياء، لكن وفاته أيضا تقررت بعد ذلك. أبو شعبان، الملقلب أبو أنس، كان على مدى سنين مقاتلا وقائد سرية في وحدة النخبة لحماس في غزة. وهو موقع على عملية “الفيلبوكس” في حملة السور الواقي في 2014، حين كان عضوا في خلية تسللت في نفق الى منطقة كيبوتس ناحل عوز وقتلت خمسة من مقاتلي الجيش الإسرائيلي من كتيبة 17 لمدرسة قادة الحظائر.

وحسب “التايمز” فقد كان خليل الحية، نائب زعيم حماس في غزة يحيى السنوار هو الاخر في طهران في ليلة الانفجار، ووصل الى المجال كي يرى جثمان هنية. 

هنية، حسب التحقيق، لم يكن الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي وصل الى طهران كي يشارك في ترسيم الرئيس الإيراني الجديد مسعود بوزشكيان. زعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة جاء هو الاخر ونزل في الغرفة المجاورة لهنية. غير أنه حسب المصادر الإيرانية التي اقتبست في التقرير بان غرفة النخالة لم تتضرر بشدة – ما يشهد على التخطيط الدقيق للمس بهنية بالذات. 

إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس المسؤول عن العلاقة بين ايران وحماس وباقي محور المقاومة وضع على الفور في خبر الانفجار في مجال الحرس الثوري. وقع الانفجار في الساعة 2:00 قبل الفجر بتوقيت طهران، وكان قآني هو الذي ايقظ في منتصف الليل الزعيم الأعلى علي خامينئي وبلغه بما حدث. بعد بضع ساعات من ذلك في الساعة 7:00 صباحا أمر خامينئي باستدعاء أعضاء مجلس الامن القومي الأعلى لجلسة طواريء امر فيها بمهاجمة إسرائيل مباشرة ردا على ذلك. 

لم يكن اغتيال هنية مرتبطا او مرافقا لاغتيال مسؤول حزب الله فؤاد شكر قبل بضعة ساعات من ذلك. فقد كان المس برجل حزب الله ردا على اطلاق الصاروخ الذي قتل 12 طفلا وفتى في مجدل شمس، فيما ان المس بهنية، الذي نفذته حسب تقرير “التايمز” إسرائيل فقد خطط له منذ 7 أكتوبر وكان يحتاج الى استعدادات خاصة.

في اطار هذا التخطيط وقعت حسب المصدر المنفذ فرصة لمعرفة الموعد الذي سيصل اليه هنية الى طهران مسبقا. إسرائيل، اغلب الظن، فضلت الا تجري الاغتيال على ارض قطر، حيث تتواجد القيادة السياسية لحماس. قطر تتوسط بين إسرائيل وحماس، وإسرائيل تخوفت من أن يكون من شأن عملية غير مسموح بها على ارض قطر ضد واحد من كبار المسؤولين ان توقف هذه الوساطة. 

وقالت مصادر إسرائيلية انه رغم ان الهجومين نفذا على نحو منفصل فانه يحتمل بالتأكيد ان يكون أثرهما المترابط سيؤدي الى تصعيد في المواجهة بين إسرائيل ودول ومنظمات محور المقاومة.

في إسرائيل يقدرون بان الامر كفيل بان يتلخص في عدة أيام حتى أسبوع من القتال المتواصل. مع ذلك التقدير هو أن مصالح كل الأطراف المشاركة، باستثناء حماس بقيت متشابهة: فهم غير معنيين بالتدهور الى وضع من الحرب الشاملة في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى