يديعوت احرونوت: الاختفاء الغريب لموردة أجهزة البيجر
يديعوت احرونوت 19-9-2024، زيف ابراهامي: الاختفاء الغريب لموردة أجهزة البيجر
ليس هناك أي شيء يربط بين هذا الحي الهاديء في بودابست أو بين مبنى المكاتب البسيط من طابقين خلف السياج الأسود، وبين عمل منظمة الاستخبارات التي نفذت أول أمس تفجير أجهزة البيجر على أجساد الاف مخربي حزب الله في لبنان.
يتجول الأهالي هنا على راحتهم وهم يجرون عربات أطفالهم، يتوقفون لتناول القهوة ويواصلون الطريق الى حديقة ملاهي صغيرة مع مراجيح وسحاسيل. زوجان عجوزان يبطئا الخطوات نحو خطوط المارة لاجتياز الشارع. هدوء سكاني في ضواحي العاصمة التي تعج بالناس. غير أنه حسب كل الاخبار هنا، من هذا المبنى بالذات في شارع سزوني 33A عملت حسب الاشتباه، شركة هنغارية تدعي BAC Consulting KFT والتي كانت أنتجت أجهزة البيجر التي دست فيها عبوات ناسفة صغيرة قبل أن تنطلق الى لبنان. اسم BAC ظهر بعد أن عقد رئيس شركة “غولد ابولو”، الفيتنامية مؤتمرا صحفيا حاول ان يشرح فيه دور شركته في قضية التفجيرات. فقد قال للمراسلين مؤسس ورئيس الشركة، هاسو شينغ كوانغ ان “هذا المنتج ليس منا”. وحسب بيان عن الشركة، فان الجهاز من طراز AR-924 ينتج ويباع من شركة BAC. وأفاد قائلا “اننا نقدم فقط الاسم التجاري للمصادقة وليس لنا أي دور في تصميم او انتاج المنتج”.
في “غولد ابولو” اضافوا بان الاتفاق مع شركة BAC يتواصل منذ ثلاث سنوات. ورفض شينغ كوانغ أن يقدم مزيدا من التفاصيل، ولم يعرض تفاصيل الاتفاق مع BAC. في ختام أقواله أشار الى أنه في كانت في الماضي مشاكل في الدفعات من جانب الشركة. إذ قال ان “الدفعات كانت غريبة جدا” وأشار الى أنها جاءت عبر الشرق الأوسط.
على المبنى في العاصمة الهنغارية ظهر أمس، على ورقة الصقت بالنافذة اسم BAC الى جانب شركات أخرى. وأشار الجيران الى أنهم لم يروا أحدا يدخل ويخرج من المكاتب التي في المبنى منذ أسابيع طويلة.
وحسب موقع الشركة على الانترنت، والمليء بالصور فان المديرة العامة والمؤسسة هي كريستيانا برسوني ارتشي دياكونو، والتي تعرض فيه كخبيرة في مجالات عديدة بما فيها البيئة، التنمية والعلاقات الدولية. ولم يقدم الموقع تفاصيل كثيرة عن مشاريع او زبائن محددين للشركة لكن توجد نصوص عامة كثيرة ومحاولة لعرض نشاطات متفرعة في عدة مجالات. ويعرض احد الزبائن بصفته “الاتحاد الأوروبي”، لكن الكلام المرفق في صفحة المشروع خفيف جدا ويتضمن نصوص عامة بدون تفاصيل. كما أن الصورة المرفقة لا تبدو انها تعود لمشروع معتبر مع الاتحاد بل مأخوذة من مخزون صور عام.
أمس كما اسلفنا بدا أن الشركة نزلت تحت الأرض. محاولات الاتصالا بمكاتبها فشلت، وفي المرة الوحيدة التي نشأ فيها اتصال هاتفي، عبر رقم آخر، أجاب الطرف الاخر بانهم غير معنيين بالحديث وقطعوا الاتصال. بعد وقت قصير شطب عن الشبكة الموقع الرسمي للشركة.
برسوني ارتشي دياكونو التي تعرض في الموقع كمديرة عامة نفت كل دور لها في القضية. ففي حديث مع “سكاي نيوز” في إيطاليا قالت انها لا تنتج أجهزة بيجر. “انا فقط وسيطة. اعتقد أنكم اخطأتم”، قالت وقطعت الاتصال.
حسب الاشتباه شكلت الشركة شركة وهمية لاعمال أخرى والنفي الهنغاري يأتي أيضا بسبب حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يحظر انتاج وتوزيع أي منتجات لمنظمات الإرهاب.