ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الأمور في الضفة تتصاعد والتوتر يزداد لدرجة احتمال حدوث انتفاضة

يديعوت احرونوت 20/8/2024، رون بن يشاي: الأمور في الضفة تتصاعد والتوتر يزداد لدرجة احتمال حدوث انتفاضة

رفعت شعبة الاستخبارات العسكرية “امان” لجهاز الامن مؤخرا تقديرا يقضي بانه من المتوقع تصعيد في الضفة وربما حتى بحجوم انتفاضة في إطارها تكون عمليات زرع عبوات وعمليات انتحارية في إسرائيل. ويحتمل أن تكون العملية اول أمس في مدخل تل ابيب أمس تشكل عمليا مؤشرا إضافيا، من بين مؤشرات كثيرة أخرى بان هناك حاجة للتعاطي بجدية اكبر مع التحذير من تصعيد مسلح مرتقب في الضفة. 

في 2022 – 2023 كان عمليات زرع عبوات قام بها فلسطينيون في نطاق الخط الأخضر. لكن العبوة التي تفجرت يوم الاحد حملت كل بصمات مبادرات الإرهاب في المناطق التي نشر التحذير منها. العبوة كانت مادة متفجرة شديدة الانفجار من انتاج محلي، على ما يبدو من النوع الذي استخدمه المخربون الانتحاريون في الانتفاضة الثانية. المخرب الذي نفذ العملية جاء من شمال السامرة، حيث توجد مراكز التصعيد المسلحة. بخلاف الانتفاضات التي كانت انفجارات بركانية شعبية عفوية كنتيجة لاحداث محددة أخرجت الفلسطينيين الى الشوارع، يتطور التصعيد الحالي بالتدريج وفي كل مرة تضاف اليه عناصر جديدة. عمليا بدأ التصعيد قبل 7 أكتوبر (ما اجبر الجيش الإسرائيلي على أن يرسل وحدات قتالية من الخط في غزة لتعزيز القوات في الضفة. 

ما تغير منذ نشوب الحرب هو الاستخدام المكثف للعبوات، والدافعية التي ازدادت في أوساط الشبان في مخيمات اللاجئين، على ما يبدو كنتيجة للحرب في غزة. استخدام العبوات الجانبية والمزروعة، اما قبل 7 أكتوبر، لكنه ازداد جدا كمية ونوعية في فترة الحرب. الدافعية التي تصاعدت تنبع من انه يكاد يكون لكل عائلة فلسطينية في الضفة يوجد أقرباء في غزة. هذا حافز محظور تجاهله في الاعتبارات المتعلقة باستمرار الحرب وتوزيع قوة الجيش الإسرائيلي بين الساحات المختلفة. 

ويوجد أيضا الإرهاب اليهودي الذي لا يهيج المنطقة بل يصعد عملية تنظيم المجموعات الفلسطينية المسلحة ويمس بدولة إسرائيل مباشرة، بسبب الصدى الدولي الذي لاعمال المشاغبين. يحتمل الا يبعد اليوم الذي تفرض فيه حتى الولايات المتحدة على دولة إسرائيل كلها عقوبات بسببهم. 

توفر السلاح الخفيف الذي كان قبل الحرب يتواصل وهو أيضا يساهم في ظهور الكتائب التي نشأت في شمال السامرة وفي غربها ومؤخرا أيضا في الغور. الكتائب هي مجموعات فلسطينية من الشباب الذين وصلوا الى السلاح، ولانهم عاطلون عن العمل ولا يمكنهم الخروج للعمل في إسرائيل فانهم يحتاجون الى المال الذي تدفعه حماس والجهاد لكل من هو مستعد للعمل معهم. 

قبل 7 أكتوبر كانت كتائب كهذه أساسا في مخيم اللاجئين جنين، وبعد ذلك في مخيم اللاجئين نور شمس. اما الان فيوجد نحو 15 مجموعة مسلحة منتشرة في ارجاء السامرة، ويمكن ان نرى انتشار الظاهرة الى غور الأردن والى منطقة بنيامين أيضا. هذا نوع من “الدائرة السحرية”: إسرائيل لا تسمح للفلسطينيين بالخروج للعمل في أراضيها، ما يؤدي الى وضع اقتصادي صعب وبطالة، مما يشجع العديد من الشباب للبحث عن الحل لازماتهم العاطفية والاقتصادية لدى حماس والجهاد. ومن جهة أخرى، إسرائيل أيضا توجد في شرك. اذا لم يدخل الجيش الى مخيمات اللاجئين ولم يصفِ من الجو خلايا مخربين تنتمي لهذه الكتائب، ستنتقل الظاهرة أيضا الى داخل إسرائيل. الخوف الملموس في جهاز الامن هو من انتفاضة كاملة لا تكون فيها اعمال اخلال جماهيرية بالنظام مثلما في الانتفاضة الأولى والثانية، لكن تكون فيها مواجهات بالنار اكثر. من الجدير بالذكر ان توفر السلاح كبير جدا لان ايران ضاعفت جهودها لتهريب السلاح من الأردن ومن سوريا للفلسطينيين في الضفة، ولان الحدود مع الأردن لم تعد تشكل عائقا امام المخربين.

سيناريو قلب الاعشاش

السيناريو الذي يقض مضاجع جهاز الامن هو انقضاض منظم للكتائب الفلسطينية في شمال السامرة على مستوطنات يهودية او مزارع منعزلة ليس لها اسيجة على نمط ما فعلت حماس في 7 أكتوبر، بمشاركة أجهزة الامن الفلسطينية. في الجيش الإسرائيلي يسمون هذا “سيناريو قلب الاعشاش”، إذ ان أجهزة امن السلطة حتى الان تحاول بالذات تقليص ظاهرة الكتائب المسلحة. فهم يفهمون بانه اذا خرجت الأمور عن السيطرة في الضفة، فستكون السلطة الفلسطينية هي التالية في الدور وستقع عليها هجمة عديمة الرحمة. لكن قدرات رجال أجهزة الامن هزيلة، ورغم انهم يفعلون افضل ما يستطيعون، الا انهم غير قادرين على مواجهة الظاهرة. يعمل الجيش الإسرائيلي كي يقمع موجة الإرهاب. فلئن كان الجيش حتى السبت اللعين في أكتوبر قيد مدى الحملات وتواترها في مخيمات اللاجئين بسبب الخوف من الرد الصاروخي من غزة، فانه الان يعمل بلا قيود ويحاول أن يكون خطوة تسبق المخربين. 

يوجد هنا نوع من الاعمال المتبادلة. المخربون يتعلمون كيف يستخدموا العبوات إذ رأوا بانها تحدث خسائر بين جنود الجيش الإسرائيلي في غزة والجيش يفهم بان الاستخدام المتداخل للقوات البرية الى جانب المُسيرات المسلحة او حتى الطائرات القتالية تحقق نتائج افضل وتوفر الإصابات لقواتنا. لكن صورة الوضع هي صورة قتال لقوة متوسطة تنتشر من شمال السامرة. اليوم يوجد اكثر من 23 كتيبة ووحدات خاصة للجيش الإسرائيلي في الضفة. واذا ما بدأت اعمال اطلاق المخربين الانتحاريين مع عبوات ناسفة او احزمة ناسفة الى إسرائيل فان هذه القوة ستزداد. كما أن الشباك سيضطر لتقليص القوات التي يخصصها لقطاع غزة ليستثمرها في الضفة. 

معضلة الضفة  

حسب كل المؤشرات قد تكون في غضون وقت غير بعيد في جبهة قتال كاملة أخرى. الاستنتاج هو انه يجب، الى جانب العمل المكثف، سد خط التماس بشكل محكم اكثر مما هو الان. وعلى المواطنين أن يبدوا اليقظة وعلى الشرطة والجنود ان يسيروا بالدوريات في الأماكن التي تعج بالناس كي يخلقوا الردع.

انتاج آخر هو ان على الجيش ان يأخذ في اعتباراته الاستراتيجية إمكانية أن يضطر لان يقاتل بقوة حيال لبنان او حيال ايران وفي نفس الوقت ان يعزز القتال بقوى متوسطة في غزة وفي الضفة. الامر يستوجب أساسا سياسة قوة بشرية إبداعية ومضاعفة جهود الاستخبارات الوقائية. فأمس فقط اعلن الجيش بانه سيعيد الى خدمة الاحتياط 15 الف مواطن حتى سن 35 سبق أن تلقوا الاعفاء.

ان القتال على نمط غزة في الضفة من شأنه أن يمس بشرعيتنا الدولية في الدفاع عن انفسنا. من جهة أخرى اذا كان وقف نار في غزة معقول الافتراض ان تهبط أيضا الدافعية القتالية للسكان في الضفة، وهذا اعتبار آخر في الطريق الى صفقة مخطوفين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى