ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: احتلال بدلا من مخطوفين

يديعوت احرونوت 11/11/2024، عيناب شيف: احتلال بدلا من مخطوفين

يوم الخميس بث في اخبار “كيشت” النشرة الأكثر شعبية في التلفزيون، تقرير ليولن كوهن صور في جباليا. شوهدت في التقرير قافلة لفلسطينيين واساسا نساء فلسطينيات يسرن في قافلة لان الجيش يحظر عليهن التواجد هناك. توقفت كوهن عند حقيقة أنه استغرقهن شهر للاخلاء. عند الاخلاء ذاته (الذي هو على أي حال ليس الأول في السنة الأخيرة)، عند الادعاءات بانه في شمال القطاع تنفذ “نكبة ثانية” برعاية “خطة الجنرالات” موضع الخلاف، وحتى عند الجانب الأخلاقي ذاته (كيف يشعر المرء امام أزمة أناس في عمر أمك وجدتك حتى لو كان الهدف عادلا ظاهرا) – لم يكن لديها سؤال واحد. حتى أنها لم تهتم كيف سيساعد هذا في إعادة المخطوفين والمخطوفات الذين ترافق عائلاتهم في الأيام العادية ليس فقط في التقارير بل في الاعراب عن خيبة الامل من تركهم لمصيرهم. وها هي، مع السترة الواقية والخوذة اختفت ليس فقط الصحافة الأساس بل وأيضا التجند من اجل العائلات. 

لقد عكس التقرير على الأقل بشكل دقيق التجاهل والكبت للتيار المركزي في إسرائيل ما يجري هذه الأيام في شمال القطاع. يخيل ان الجمهور، برعاية معظم وسائل الاعلام (وتماما ليس فقط القناة 14)، يفضل الا ينشغل اكثر مما ينبغي في مسألة ما الذي تبقى من العلاقة التي يفترض أن تكون بين اهداف الحرب وما يجري على الأرض. نوصي بالاستماع الى الوصف الصادم ليوآف زيتون، المراسل العسكري لـ “يديعوت احرونوت” و “واي نت” الذي يزور غزة بتواتر عالٍ، في بودكاست “العنوان”: لم يعد هذا “محور نتساريم” بل “غوش نتساريم”. وإسرائيل اقرب ما يكون من احياء الاستيطان في المنطقة منها الى العودة الى خطوط 6 أكتوبر. 

سواء كان هذا انطلاقا من الحاجة لكبت واقع مركب والصعوبة في النظر الى ما وراء الجرح النازف لـ 7 أكتوبر ام ربما انطلاقا من الموافقة على اعمال تغير الواقع الإسرائيلي لاجيال الى الامام (والثمن سيكون متناسبا مع ذلك)، النتيجة متشابهة: خارج إسرائيل، كل من ينظر الى شمال القطاع يرى هناك احتلالا زاحفا، ليس بهدف الانسحاب وفي ظل تنفيذ اعمال من شأنها أن تكون متعارضة مع القانون الدولي (وينبغي أن تكون عسيرة على الهضم بالنسبة لكل انسان ذي ضمير). في إسرائيل لا ينظرون الى غزة الا عبر نظارات الجيش: تضحية المقاتلين الباعثة على الالهام، العبء الهائل على قوات الاحتياط، وبالطبع القتلى، الجرحى وعائلاتهم. وبينما في إسرائيل يكاد يكونون غير مبالين لمفاهيم مثل الشرعية الدولية وحتى ما تبقى من الاستماع للخطاب الأخلاقي تبخر في اعقاب الجرائم النكراء والصادمة التي ارتكبتها حماس، من الصعب احتواء الفصل القائم بحكم الامر الواقع لدى الجمهور بين اعمال الجيش ومسألة المخطوفين والمخطوفات. بعد ان ثبت بان صيغة “الضغط العسكري” لم تحقق الا انقاذا لافراد ومآسي اكثر بكثير، كل النقد موجه للمستوى السياسي دون السؤال ما هو المنطق والمنفعة في التدمير الهائل، في شق الطرق وفي إقامة اللواقط.

في الوقت الذي يسوق فيه الناطقون بلسان الجيش (بالبزات وأساسا بدونها) بانهم يتمنون فقط البحث في مسألة اليوم التالي، فان فجر هذا اليوم انبلج منذ الان. عمليا، لتوه سيقف في مركز السماء وشيء لن يحركه من هناك، ولا حتى الفرضية بان المخطوفين والمخطوفات لن ينجوا من شتاء آخر في الانفاق. مريح للمركز السياسي، وكذا لليسار المعتدل التفكير بان المشكلة هي فقط حكم يمين متطرف ورجعي، لكن عمليا مقاول التنفيذ يخلق واقعا يدحر إسرائيل الى خارج اسرة الشعوب ويعرض للخطر ما تبقى من الـ 101 البائسين والبائسات الذين يتركون لمصيرهم كل يوم من جديد. نعم، رئيس الأركان وضباطه الكبار أيضا مسؤولون عن السيناريو المتكدر: يحتمل الا يكون الجيش هو من يعثر على جثثهم بل دانييلا فايس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى