يديعوت احرونوت: إلى اين يسير نتنياهو؟

يديعوت احرونوت 25/6/2025، يوفال كارني: إلى اين يسير نتنياهو؟
هذا على ما يبدو ليس صدفة، لكن في الظهورين العلنيين لرئيس الوزراء في الأيام الثلاثة الأخيرة، رأينا نتنياهو آخر. في المؤتمر الصحفي الذي اعد على عجل على الزوم وكذا الخطاب الذي القاه أمس الى الامة بعد نهاية الحرب مع ايران، غير نتنياهو الاتجاه. وهذا على ما يبدو مخطط له ومفكر به.
لأول مرة منذ حرب الأيام الستة حظيت “حرب الـ 12 يوما” باجماع لم يكن له مثيل في المجتمع الإسرائيلي. الحظوة في معظمها تعود الى رئيس الوزراء. فلئن كان ممكنا محاولة الدخول الى رأس نتنياهو يمكن الافتراض انه لا يريد أن يضيع هذا الإنجاز وهذه اللحظة الموحدة كي يعود الى خطاب الامس. في المؤتمر الصحفي يوم الاحد كان نتنياهو في مزاج آخر: لم يهاجم الاعلام (أخيرا)، حرص على ان يجيب الصحافيين باسمائهم الخاصة، ان يشرح ويفصل، كمن يريد أن يثبت بان شيئا ما فيه صادق. نتنياهو ببساطة ادار حوارا موضوعيا مع وسائل الاعلام.
امس تعالى نتنياهو على نفسه حتى اكثر من ذلك. ففي خطاب أجمل حملة “شعب كاللبؤة” وزع الحظوات بوفرة لكل المشاركين في الخطوة اللامعة تجاه ايران (نتنياهو السابق درج على أن وزع “الحظوات” اساسا على من كان برأيه شريكا في الاخفاقات والقصورات”، أبدى عطفا على عائلات المخطوفين، عانق بحرارة الجمهور الإسرائيلي الذي وقف بشجاعة وتصميم امام هجمات الصواريخ الإيرانية وبدا اكثر إنسانية ودفئا، فنيا اقل. زائفا ومصطنعا اقل. من كان يصدق – نتنياهو يوحد الشعب.
نجح نتنياهو في أن ينهض من اخفاق 7 أكتوبر (الذي رفض أن يأخذ عنه المسؤولية)، ويعود للدور الذي رآه امام ناظريه: درع أمن إسرائيل. هل نجح في ذلك من السابق لاوانه أن نعرف، لكن نتنياهو بالتأكيد أعاد الى نفسه بضع نقاط استحقاق منذ القصور الأكبر.
توجد امكانيتان: إما ان يكون نتنياهو قد فهم حقا عظمة الساحة وقرر تغيير الاتجاه وربما نتنياهو السياسي الذي لا يقل ولا يمل يمهد التربة لخطوة سياسية دراماتيكية: تقديم موعد الانتخابات (فهو يوجد منذ الان في الحملة) او اعتزال الحياة السياسية وهو في الذروة، على فرض انه حتى نهاية الولاية سيغلق الزاوية الدامية للحرب في غزة ويقود إسرائيل الى اتفاقات سلام إضافية. اذا كان سينجح في مهمة حياته، فلماذا لا يتنافس على الاطلاق؟ أليس من الافضل النزول عن مسرح التاريخ وهو في الذروة.
الجمهور المنقسم في إسرائيل كان يفضل بالطبع الامكانية الأولى: نتنياهو غير الاتجاه. روح النصر دفعته لان يحيد أصوات الضجيج حوله وان يكون من الان فصاعدا رئيس وزراء الجميع.
لكن يوجد أيضا خيار ثانٍ وهو أن كل هذا هو مجرد لعبة سياسية باردة ومغتربة. الساحر السياسي يستعد للانتخابات كي يجني الأرباح عن المعركة ضد ايران. من يدري اذا كانت أيام ملائمة اكثر لاجل تثبيت حكمه. نتنياهو يبث الان طاقات حملة انتخابية: في حالات الظهور الإعلامي، في الزيارات لمواقع سقوط الصواريخ وفي بسطة الفلافل. وهو يفعل ما يعرف كيف يفعله اكثر من أي شيء آخر: تسويق نتنياهو من جديد.