ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: أيادينا ليست نقية من دمائهم

يديعوت احرونوت 2/9/2024، ناحوم برنياع: أيادينا ليست نقية من دمائهم

نحن قتلناهم. من سحب الزناد كانوا الحماسيون: هم القتلة. لكن من تسبب بموتهم، بالمفهوم الأخلاقي والمفهوم المباشر، العملياتي، أيضا، كنا نحن. ايادينا ليست نقية من دمائهم.

درء لسوء الفهم: هذا ليس “كلنا مذنبون” التسامحية، الوهنة، للرئيس كتسير بعد اخفاق يوم الغفران. العكس هو الصحيح: هذه محاولة للشرح كيف اصبح الفشل الرهيب في 7 أكتوبر عضالا، خبيثا، اين اخطأنا في ألـ 11 شهرا من القتال وأين نحن نواصل الخطأ والتضحية عبثا بمخطوفين ومقاتلين. 

أبدأ بالمسألة الأكثر عسرا على الهضم – المسألة العملياتية. المقاتلون الذين يخرجون كل يوم الى الميدان، في رفح، خانيونس او غزة، مقتنعون بانهم يخاطرون بحياتهم من أجل انقاذ مخطوفين. القادة يقولون لهم: الضغط وحده سيعيد المخطوفين. رئيس الوزراء يعدهم، الضغط وحده سيعيد المخطوفين. عائلاتهم يسمعون النغمة ذاتها، تتكرر على ألسنة مراسلين طائعين، في كل وسائل الاعلام. 

يحتمل أن هذا كان صحيحا في الأسابيع الأولى، قبل صفقة تشرين الثاني، الصفقة التي جمدت قبل الاوان، بقرار محمل بالمصيبة من نتنياهو ووزراء الكابنت. الضغط العسكري الذي يمارس منذئذ يساعد في العثور على جثث، وفي حالات قليلة ساعد في تخليص مخطوفين احياء، لكنه يقتل مزيدا فمزيدا من المخطوفين. هذا صحيح بالنسبة للمخطوفين عميرام كوفر، حاييم بيري، يورام متسغار، رون شيرمن، ايتي سفرسكي وآخرين. كان من قتلوا في قصف الجيش الإسرائيلي، كان من قتلوا بنار صديقة وكان من قتلوا على ايدي آسريهم حين شعروا بان الجيش الإسرائيلي يغلق عليهم.

كانت هذه أيضا الملابسات التي أدت الى قتل الستة – هكذا حسب مصادر في الجيش. كمنظمة عسكرية، حماس منهارة. كل خلية حراس تعمل وفقا لتفكرها، وفقا لطول الفتيل لدى أعضائها. عندما يكونوا مقتنعين بان الجيش الإسرائيلي قريب منهم، يطلقون النار على المخطوفين ويهربون (المخطوف فرحان القاضي كان شاذا: الحماسيون ابقوه حيا، ربما لانهم خافوا من أن يقتلوا مسلما). الدرس الذي يستخلص من أخطاء الماضي كان ابعاد اعمال الجيش الإسرائيلي عن مناطق يحتمل أن يكون المخطوفون محتجزين فيها. هذا أمر اولي. يتبين أن ليس هكذا تصرفوا في المحيط الذي احتجز فيه الستة. ما الذي حصل بالضبط هناك لا بد سيحقق فيه ويفحص، لكن هذا لن يغير الصورة العامة. 

فليعلم من الان فصاعدا كل قائد: الضغط لا يولد صفقة؛ هو يولد موت مخطوفين. المسؤولية على رقاب رئيس الأركان، قائد المنطقة، قادة الفرق والالوية. عشرة اشهر وهم يكررون هذا الشعار ويتجاهلون الواقع على الأرض. حان الوقت لمواجهة الحقائق. 

نحن نتباهى بين الحين والآخر بانباء عن حملة عسكرية ناجحة في غزة، في لبنان او في اليمن، وننسى الأساس: نحن غارقون في داخل الحرب الأطول في تاريخنا ضد العدو الأصغر، الأضعف. بدلا من أن نخرج منها نغرق فيها اكثر فأكثر. اين العقل السليم. اين النباهى، اين الحكم الاستراتيجية؟ الجيش الإسرائيلي عالق: نحو 11 شهرا مرت الى أن نجح في التخلص من ضابط الامن اللوائي الذي اخفق في 7 أكتوبر، وحتى هذا بعد أن استقال بارادته. 

شيء ما أساسي تشوش في 7 أكتوبر في ثقافة أخذ المسؤولية في الجيش الإسرائيلي. والحفرة آخذة فقط في التعمق. إسرائيل لا تحتاج لان تحاكي كل عرف متبع في الإدارة الامريكية، لكن في أمريكا يعرفون كيف يدفعوا الثمن على الفشل الذريع: عندما فشل الجهاز السري بحماية دونالد ترامب، رئيسة الجهاز كيمبرلي تشيتل استقالت في غضون أيام. 

من المستوى العسكري الى السياسي: منذ تشرين الثاني ونتنياهو يستخدم الفيتو على صفقة المخطوفين. هو لا يريد صفقة لاسبابه هو، وفي هذه الاثناء لديه القوة لفرض رأيه. المشكلة هي في التضليل، في الغش. الاتصالات في القاهرة، في الدوحة، هي انباء ملفقة، دوس على البنزين في حالة غيار العادم. كل واحد يفهم هذا – ومع ذلك، يلعبون اللعبة. ينبغي أن يقال في صالح نتنياهو انه بين الحين والآخر يتفوه بجملة توضح انه لا توجد صفقة ولن تكون صفقة. اما الآخرون فمدمنون على الغش. هكذا هو رئيس الموساد دادي برنياع. منذ البداية كان صعبا عليه أن يفهم لماذا رجل في منصبه، مع المسؤولية والعبء المرافقين، أخذ على عاتقه إدارة مفاوضات لتحرير مخطوفين – المهمة التي لم يؤهل لها. لكن من اللحظة التي تبوأ المهمة كان مسموحا أن نتوقع منه ان يركز عليها والا يسمح باي حال لمناورات سياسية ولتضليل العائلات والجمهور. يوجد مجال للتخوف من انه في هذا الاختبار شريكاه الآخران في المفاوضات – رئيس الشباك ومندوب الجيش – يقفان في موقف افضل منه.

في الأسابيع الأخيرة تغرقنا تسريبات عن تقدم في المفاوضات. ليته كان فيها حقيقة. المصدر الأول للاحبولة التفاؤلية هو البيت الأبيض. الاعتبار سياسي، امريكي، داخلي. هكذا يتصرفون في حملات الانتخابات. اما عمليا، فالامريكيون يعطون اسنادا لاحبولة إعلامية كاذبة. والنتيجة هي أنه لا يوجد ضغط على حكومة إسرائيل في تليين المواقف. اذا كان لا يوجد ضغط على إسرائيل، فلا يوجد أيضا ضغط من جانب الوسطاء على حماس: الكل يتمترس في مناطقه المريحة. 

الاحبولة المتفائلة شقت طريقها الى وسائل الاعلام. هذا هو طريق الاحابيل. فما بالك ان هذا ما يريد الجمهور أن يسمعه. اعطونا بشائر طيبة، يصرخ الناس، بثوا فينا املا؛ اذا لم يكن لديكم شيء إيجابي تقولوه، فسنتوقف عن مشاهدة التلفزيون.

الرقص اليومي بين الامل واليأس ينوم الجمهور – على الأقل حتى امس، حين سمح بنشر المعلومات عن قتل الستة. هنا تدخل الى الصورة مسؤولية كل انسان في إسرائيل. بداية وزراء الكابنت: ليسوا كلهم مسيحانيين، ليسوا كلهم مغرضين، ليسوا كلهم كارهي انسان. عندما صوتوا الى جانب القرار الذ يخلد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كان يعرفون بان القرار يقتل مخطوفين. وزير الدفاع أطاح الواقع في آذانهم، كلمة كلمة. لشدة الأسف، قتل الستة وقع يوم الخميس، في تلك الساعات تماما التي كان الكابنت يبحث فيها في اقتراح نتنياهو لترك المخطوفين لمصيرهم.

لقد كان الوزراء يعرفون بان القرار ولد في الخطيئة، في رغبة نتنياهو في زق اصبع في عين غالنت. لماذا لم يفتح أي منهم فمه. لماذا لا يفتح أي منهم فمه بعد اخفاق 7 أكتوبر، بعد 11 شهر من الغرق عديم الجدوى في الجنوب وفي الشمال؟ كيف يوجه هؤلاء الأشخاص الواهنون انظارهم الى أولادهم؟!

لعله صحيح ان يقال شيء ما في هذا السياق عن رئيس الدولة أيضا: هرتسوغ اخذ على عاتقه في هذه الفترة دور الام تريزا. فهو يسافر الى كل مكان من المطلة حتى الغلاف، يعانق ويعزز، يعزي ويساعد. هو لم يفعل حتى اليوم كما فعل الرئيس اسحق نافون بعد صبرا وشاتيلا. لم يجند المكانة المنطوية على منصبه كي يعيد الحكومة الى تلم سواء العقل. مسألة توقيت، سيقول الرئيس؛ مسألة طابع، سيقول آخرون. توقعت ان يأمر هرتسوغ صباح امس تنكيس العلم فوق مقر الرئيس لو كان نكسه لثار آخرون في اعقاب. هذا لم يحصل. 

مئات الاف الإسرائيليين خرجوا للتظاهر من اجل المخطوفين. عانقوا من عاد من هناك، صلوا لتحرر الآخرين. يتبين أن هذا لا يكفي: يجب عمل اكثر بكثير. الى أن يتم العمل – كل واحد منا يتحمل المسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى