ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: أكثر تطرفا، أكثر خطرا

يديعوت احرونوت 7/8/2024، آفي يسسخروف: أكثر تطرفا، أكثر خطرا

اختيار حماس يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي للحركة بدلا من “الشهيد” إسماعيل هنية يمثل المسار الذي اختارت حماس السير فيه في بداية الحرب: هذه حركة رجل واحد، مع رؤيا واحدة او بكلمات أخرى السنوار يقول لكل باقي كبار حماس: انا سأتصدر وأنا سأوجه الدفة. من لا يعجبه، سيكون مصيره كمصير محمد شتيوي. محمد شتيوي كان مسؤولا كبيرا في الذراع العسكري لحماس، عزب الدين القسام. كان قائد كتيبة زيتون بل ومسؤول التوجيه في اللواء الجنوبي لحماس. عائلته كلها كانت تعتبر مقربة جدا من الذراع العسكري وقيادة حماس. لكن في شباط 2016 أعلنت حركة حماس بانه اعدم على جرائم أخلاقية. غير ان شتيوي اعدمه اغلب الظن يحيى السنوار ورجاله للاشتباه بالتعاون مع إسرائيل وتسليم معلومات في اثناء حملة الجرف الصامد أدت الى محاولة تصفية محمد ضيف التي فشلت في حينه بينما زوجته وابنيه قتلا. 

بعد بضعة اشهر من نهاية القتال اقتحمت بيت شتيوي قوة من مسلحي حماس بقيادة يحيى السنوار نفسه. امتشق محمود شتيوي من بيته امام عيون أبناء عائلته المذهولين. كل استجداءات أبناء العائلة لمسؤولي حماس لتحريره من السجن وادعاءاته بتعذيب شديد تعرض له، لم تلقى جوابا. بعد نحو سنة من اعتقاله اعدم. 

شتيوي لم يكن الفلسطيني الأول الذي يعدمه السنوار. في السجن الإسرائيلي كان يلقب “أبو طنعش” أي أبو الـ 12، للاشتباه بانه قتل 12 مشبوها بالتعاون (ادين بقتل خمسة منهم). لقد اثبت السنوار بافعاله حتى قبل الحرب وبالتأكيد منذ 7 أكتوبر بانه رجل خطير، ذو رؤيا مسيحانية، اكثر تطرفا من اكثر المتطرفين من بين رجال حماس، اكثر وحشية وذكاء من معظمهم. فقد قاد حماس الى الحرب الأكثر وحشية وضراوة شهدتها غزة وفهم جيدا بانه يوشك على أن يضحي بالاف الفلسطينيين على مذبح رؤياه – ان يكون صلاح الدين الايوبي الفلسطيني.

لقد فهم بان 2.2 مليون فلسطيني سيدفعون ثمنا رهيبا وفظيعا على جنوناته، لكن شيئا لم يمنعه أو يؤخره من أن يخرج الى حيز التنفيذ خطة إرهاب خطيرة بهذا القدر ستكلف حياة اكثر من 1200 إسرائيلي، اختطاف 242 لكن أيضا حياة عشرات الاف الفلسطينيين الذين حتى عددهم الدقيق ليس معروفا. غزة في الخرائب، الذراع العسكري لحماس في الخرائب والان الذراع السياسي للمنظمة التي سارت على الخط مع الرجل الذي قاد الغزيين الى الكارثة الأكبر التي شهدوها منذ “نكبتهم” في 1948.

يشكل اختيار السنوار في واقع الامر اخضاعا للمكتب السياسي كله للسنوار. فلئن كان حتى يوم امس فصل ما، او توزيع للصلاحيات، تقسيم المناصب بين كبار المسؤولين في الخارج (هنية واخرين) وبين أولئك الذين في غزة، فان الحركة كلها الان تخضع لامرة السنوار في غزة، على المستوى النظري أيضا. 

لقد تحول هنية الى زعيم رمزي للمكتب السياسي في لاسنوات الأخيرة منذ غادر الى قطر، وكان لا يزال له قول وتأثير سياسي ما. أما الان فلن يكون من يتجرأ حتى على الاختلاف مع الزعيم كلي القدرة، الذي يرى نفسا مخلصا بل وربما كمسيح للفلسطينيين. وهو سيعمل كل شيء كي يثبت مكانته طالما كان على قيد الحياة وسيحيد كل تهديد دون تردد. بمفاهيم كثيرة فان حماس في واقع الامر اختارت رجلا متطرفا جدا، مندفعا أيديولوجيا في اتجاه متطرف حتى اكثر مقارنة بـالاتجاه الذي تبنته حتى الان. وهذا يسمى في أماكن معينة “القطبية” على اسم احد زعماء الاخوان المسلمين سيد قطب الذي خلف مؤسس الاخوان حسن البنا. قاد قطب الاخوان الى خط متطرف اكثر بكثير من خط المؤسس (الذي هو الاخر كان متطرفا) وشكل بعد ذلك الهاما أيديولوجيا لحركات كالقاعدة وداعش. وهكذا ستبدو حماس في السنوات القادمة تحت قيادة السنوار (التي نأمل الا يعيش لزمن طويل آخر): ثابت، لا يتردد في المس بالفلسطينيين الذين يتجرأون على تحديه وبالتأكيد الإسرائيليين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى