يديعوت احرونوت: أصبحت إسرائيل دولة ميليشيات تأخذ القانون في ايديها
يديعوت احرونوت 31/7/2024، عوديد شالوم: أصبحت إسرائيل دولة ميليشيات تأخذ القانون في ايديها
مشهد الرعاع الذي اقتحم اول أمس قواعد الجيش الإسرائيلي في سديه تيمان وفي بيت ليد خلق توثيقا للقصة الكبرى. وزير في الحكومة ونواب في الكنيست يتجولون كارباب بيت في داخل القواعد بعد ان اقتحموا بواباتها، هم بالفعل دراما كبرى. لكن القصة الكبرى حقا هي غياب الشرطة. الى سديه تيمان ارسل افراد شرطة قليلون ما كان بوسعهم أن يفعلوا شيئا امام عشرات المشاغبين الذين رافقوا النواب والوزير في الحكومة الذي كان يهتف كآخر الصيصان المحرضة “الموت للعرب”. وبدلا من تعزيز القوات في سديه تيمان، الشرطة تجاهلت.
بعد ساعات من ذلك، في بيت ليد، كان ما يكفي من افراد الشرطة لاجل صد الرعاع المشاغب لكن لم يكن يوجد الضابط الذي يصدر الامر. كان افراد الشرطة ينظرون الى الجلبة ولم يفعلوا شيئا.
ليس عبثا أن طلب أمس وزير الدفاع يوآف غالنت من رئيس الوزراء الفحص اذا كان بن غفير منع الشرطة من العمل ضد المشاغبين الذين اقتحموا قواعد الجيش. غياب الشرطة، بقوات كبيرة، خارج هاتين القاعدتين – صرخ الى السماء.
ينفي بن غفير انه تدخل وانا اصدقه. فهو لا يحتاج. سيطرته على الشرطة اكتملت. الوزير المؤتمن على انفاذ القانون غرس فيه سياسته القومجية – الفاشية – العنصرية. لم يعد يحتاج لان يرفع الهاتف او ان يرسل رئيس الهيئة حنمال. في الوقت الذي كان فيه الاهتمام الجماهري ينصب على جهوده لتعيين مفتش عام ينفذ كلمته، وظف بن غفير ساعات وايام في لقاءات ومقابلات مع ضباط شرطة في مستويات وسطى. كل مرشح لقيادة محطة وكل مرشح لرئاسة قسم من مستوى منطقة وما فوق، مر ويمر عنده في المكتب في السنة والنصف اللتين انقضتا منذ عين في منصب الوزير المسؤول. وهو منذ زمن بعيد حرص على أن يوضح لكل من يريد أن يتقدم في الجهاز ما هو المتوقع منه. ظهر أول امس غرد بن غفير: مشهد افراد من الشرطة العسكرية يأتون لاعتقال افضل ابطالنا في سديه تيمان ليس اقل من معيب”، وما كان يحتاج لان يضيف شيئا. سياسة الاسناد الاجرامية التي انتهجها بن غفير جارفة. حتى وان كان “افضل ابطالنا” مشبوهين باعمال لوطية في ملابسات اغتصاب. هذه هي القصة وسطرها الأخير هو انهيار إسرائيل كدولة قانون تؤدي مهامها. مثل آخر دول العالم الثالث، أصبحت إسرائيل دولة ميليشيات تأخذ القانون في ايديها. مع اسناد من وزراء كبار في الحكومة وأعضاء كنيست من الائتلاف، هذه الميليشيات هي القانون نفسه.
ميليشيات اليمين تعمل في المناطق بعنف عديم اللجام ضد الفلسطينيين وضد الإسرائيليين المعارضين للاحتلال. أعضاؤها لا يترددون في أن يهاجموا بعنف صحافيين ومصورين يوثقون افعالهم. هذا ما حصل لزميلنا شاؤول غولان قبل نحو ثلاثة اشهر في الضفة ولايلانا كوريئيل اول أمس في سديه تيمان. والجيش الإسرائيلي أيضا لا يمكنه أن يعفي نفسه من المسؤولية. فغير مرة وثق جنود مسلحون يلبسون البزة العسكرية يرافقون مشاغبين يهود في قرى فلسطينية. اول امس وثق جنود ملثمون مسلحون يتظاهرون الى جانب الرعاع خارج سديه تيمان. الجيش الإسرائيلي لم يتخذ يدا قاسية ضد جنود وقفوا جانبا امام عنف مستوطنين في الضفة والان هذه الظاهرة انتقلت الى داخل إسرائيل، فيم أن العنف موجه ضد الجيش نفسه وجنوده.
ان تفكك دولة إسرائيل كدولة قانون كان متوقعا حين سلمت شرطة إسرائيل الى ايدي قومجي يميني فاشي ومجرم مدان. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رفض في الماضي ادخال بن غفير الى حكومته لانه لم يرَ فيه مرشحا مناسبا لتولي منصب وزير، هو المسؤول والمذنب عن انهيار سلطة القانون. هو المذنب في تسليم الشرطة الى ايدي من حرص على الا تكون سلطة القانون في الضفة قائمة بعد اليوم. هذا ليس ادعاء يطلقه مراسلون ومحللون. هذه أمور يقولها ضباط كبار في الإدارة المدنية، في قيادة المنطقة الوسطى وفي الشباك.
ان ما يفهم من هروب الشرطة من المواجهات مع ميليشيات اليمين المتطرف مقلق لكنه أيضا واجب: إسرائيل لا توجد على شفا حرب أهلية، فهذه المرحلة اجتزناها. الحرب الاهلية جارية منذ الان، ومثلما في معظم الحالات في التاريخ الحديث، تقف الشرطة الى جانب القوى الفاشية.