يديعوت: إسرائيل قريبة من فقد “صخرة وجودها”

يديعوت 2023-02-01، بقلم: أورلي أزولاي: إسرائيل قريبة من فقد “صخرة وجودها”
الغمزة عنصر مهم في صندوق الأدوات الدبلوماسية، فهي تحطم الجليد. يوجد فيها ود شقي وهي تخلق شراكة سر. يفهم الرئيس الأميركي جيداً فن غمزة رئيس الوزراء وفي الوقت الذي تعب منها. يطلق نتنياهو غمزة ودية تخفي أغراضا. وبعدها يسحب سكين المناورة كي يغرسها في ظهر بايدن.
بايدن، مثل معظم الديمقراطيين، لن ينسى أبداً لنتنياهو 15 آذار 2015، حين جاء للخطابة، من خلف ظهر أوباما أمام مجلسي النواب ضد الاتفاق النووي مع ايران الذي عمل عليه الرئيس الأميركي. في حينه أيضاً جلب معه غمزة: لناخبيه، لليمين الأميركي، لعنصريي العالم، وترك أرضاً محروقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي وبين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة.
أما الآن فبايدن غاضب على الافعال المتسرعة لنتنياهو الذي يستسلم للمسيحانيين، وسيماء وجهه ستكون مكفهرة اذا ما وعندما يدعو رئيس وزراء إسرائيل الى البيت الابيض (موضوع ينظر فيه بعناية في الغرفة البيضوية) بعد التطورات في إسرائيل والتي تعتبر في نظر الادارة الأميركية لا تقل عن انقلاب على النظام، في نهايته ستصبح إسرائيل دولة مناهضة لليبرالية وغير ديمقراطية.
تحولت الغمزة لتكون فارغة، فقد انتهى فعل السحر. فالبيت الأبيض، الذي حرص دوماً على تكرار عبارة ان “الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسم القيم ذاتها”، لا يعتزم الآن ان يحتوي ما يحدثه نتنياهو وحكومته للدولة التي اعتقدوا أنه يمكن الحديث معها بلغة تحترم القيم وحقوق الإنسان. يتنقل بلينكن، هذا الاسبوع، في الشرق الاوسط وذلك ايضا كي يوضح لنتنياهو بان الادارة الأميركية لا تزال ملتزمة بحل الدولتين، وتعارض إجراءات أحادية الجانب، وتتوقع أن تكون إسرائيل ملتزمة بالقيم الديمقراطية وفقاً لوثيقة الاستقلال. الرسالة التي جلبها معه بلينكن مؤدبة لكنها ثاقبة وواضحة.
إسرائيل قريبة من أن تفقد أهم أصدقائها، صخرة متينة في كل ما يتعلق بوجودها. العنصر الأهم في الامن القومي الإسرائيلي هو العلاقات الوثيقة والحميمة مع الادارة الأميركية، منذ الآن يصعب عليها أن تصد دعوات من ديمقراطيين كبار للكف عن اغداق كل خير على إسرائيل من مساعدات مالية وأمنية لأنها تشق طريقها نحو مجموعة الدكتاتوريات المنبوذة التي يفترض بالولايات المتحدة أن تمارس عليها صندوق أدوات متصلباً.
بايدن سيعلن، في الأيام القريبة القادمة، اذا كان سيتنافس لولاية ثانية. هو سيكون ابن 82، وكثيرون في حزبه ينتظرون بصمت ان يخلي المكان رغم ان الديمقراطيين لم ينجحوا بعد في بناء مرشح يكون مناسباً وقادراً ايضاً على هزيمة ترامب. إذا انتخب ترامب مرة أخرى، الأمر الذي يثير الاشمئزاز في أوساط اكثر من نصف أميركا، من ناحية نتنياهو سيكون هذا بمثابة وصول المسيح. فالاثنان عرفا كيف يسرقان الجياد معاً. فهما يسجدان لحكم الفوضى. يفهمان شيئاً او اثنين عن اشعال العنصرية اللذيذة التي تغطي طائفتهما.
يمكن لنتنياهو الآن ان يغمز شركاءه السياسيين بأنه من المجدي طأطأة الرأس قليلاً وسحب الخطط المسيحانية الكبرى التي اعدوها الى أن يمر الغضب – اي الى ان يمر بايدن. عندها سيكون ممكناً، بمباركة أميركية، ضم معظم الضفة، ومواصلة ضرب المختنقين تحت ربقة الاحتلال الوحشي، وحرق (مجازي) للمحكمة والهتاف في جوقة بأن اليساريين وحماة الحمى قاموا بصيد ساحرات. غير أن الولايات المتحدة يمكنها أن تحصل في 2024 بالذات على رئيس ديمقراطي، وسندفع كلنا الثمن جراء الضرر الشامل الذي الحقه نتنياهو بإسرائيل في الحزب الديمقراطي. الغمز لن يجدي نفعاً. ستكون هذه قصة شوهاء للانكسار بين القوة العظمى وبين من تندفع نحو نهاية الديمقراطية.