ترجمات عبرية

يديعوت: أوقفوا الحرب وليس بسبب لاهاي

يديعوت 26/5/2024، ناحوم برنياع: أوقفوا الحرب وليس بسبب لاهاي

التدحرج العسكري الى داخل رفح يجب وقفه. صحيح وقفه ليس بسبب ان المحكمة في لاهاي أمرت بفعل هذا بل بسبب ان الثمن يفوق المنفعة. يمكن الشكوى لايام وليال عن دوافع القضاة، ازدواجيتهم الأخلاقية، ضحالتهم القضائية، لكن دولة إسرائيل لن يخلصها التذمر. قصة رفح تبدأ بكابنت الحرب في إسرائيل، وليس بسبب القاعات المبلطة بالخشب للمحكمة في لاهاي. كان موعدان معقولان للهجوم في رفح: واحد في بداية الخطة البرية؛ وآخر قبل او بالتوازي مع الهجوم في خانيونس. 

الاقتراحات كانت على الطاولة. وقد بقيت على الطاولة. في هذه الاثناء تركوا السكان الذين نزحوا من الشمال التجمع قرب الحدود، في تلك المنطقة التي ارادت إسرائيل مهاجمتها. 

كان منطق في خطوة عسكرية هدفها ابعاد حماس عن معبر الحدود وتدمير الانفاق التي حفرت بين القطاع وسيناء، من تحت محور فيلادلفيا. سد طريق التهريب، على الأقل جزء منه كان سيصعب على مسارات تموين حماس ويساهم في الامن. ليس رفح المدينة – فيلادلفيا، الشابورة، البرازيل، كل ما بني على طول المحور. لكن نتنياهو أصر على أن يجعل رفح هدفا اعلى، صورة نصر. 

حسب كل المعطيات العسكرية هذا وهم. رفح ليست برلين، ليست متسادا، ليست آلامو. تفكيك أربع كتائب متبقية هناك سيكمل دائرة لكنه لن يصفي قدرة حماس على إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، قتل جنود ومواصلة احتجاز المخطوفين. 

في اعقاب القرارات في المحكمتين في لاهاي وتحت الضغط الأمريكي اضطرت الحكومة لان تعد بان تكون العملية في رفح “محدودة”. سهل أن تعد – صعب ان تفي. فمن أدخل ثلاث فرق الى رفح خلق آلية من الصعب كبحها. فالحاجة للدفاع عن القوات تجذبها الى الامام، بين بيت الى بيت. لا يهجمون – يتدحرجون. النتيجة هي النتيجة ذاتها. 

في غضون أيام سينعقد مجلس الامن للبحث في قرار المحكمة. الحاجز الوحيد امام كارثة دبلوماسية لم نشهد لها مثيل سيكون الفيتو الأمريكي.  افترض أن يكون فيتو – إدارة بايدن ستتصرف هذه المرة كالرشاد المسؤول. لكن اذا ما اجري البحث بينما كانت الفرق تهرع في رفح فان الثمن سيكون جسيما. دول من شأنها أن تفرض عقوبات على إسرائيل حتى بدون قرار مجلس الامن. فهل رفح تساوي هذا؟ لا اعتقد. 

أحد في المؤسسة السياسية لا يتجرأ على أن يقول ما يقوله جنرالات متقاعدون علنا ولابسو بزات في احاديث مغلقة: حان الوقت للتوقف، للوصول الى صفقة مخطوفين، لتهدئة الشمال وللبدء بترميم الدولة. الخوف من رد جماهيري معاد يشلهم. هذه شهادة فقر لكل أولئك الذين يدعون خلافة نتنياهو. وانا اقصد أساسا غانتس وآيزنكوت.

لقد وفرت قرارات المحكمة لهم فرصة ذهبية: نتنياهو بحاجة لهم الان اكثر من أي وقت مضى. انسحابهم سيصفي ما تبقى من شرعية في العالم لحكومته وسيقيم عليها مئات الالاف في البلاد. يمكنهم أن يعيدوا لانفسهم التأثير الذي فقدوه في الأسابيع الأخيرة، ان يملوا الخطوات في غزة أيضا، وكذا في المفاوضات على تحرير المخطوفين. فهل سيعرفون كيف يستغلوا الفرصة؟ لا اعتقد.

في هذه الاثناء تبث محافل حكومية مرة أخرى انصاف حقائق عن استئناف المفاوضات. رئيس الموساد سافر، رئيس الموساد عاد، لكن الصفقة ليست في الأفق. السنوار على حاله؛ نتنياهو على حاله. الالاف وصلوا امس للتظاهر في كابلان وفي بيغن، كرب وغضب، يأس وقلق. المظاهرات ستحتدم في الأسابيع القادمة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى